رسالة اليوم

26/02/2019 - لم يحترم دعوتَه

-

-

وَلكِنْ يَاهُو لَمْ يَتَحَفَّظْ لِلسُّلُوكِ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ. لَمْ يَحِدْ عَنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. (2مل31:10)

 

 

 

رُفع ياهو كملِكٍ لشعبِ إسرائيلَ بواسطةِ قيادةٍ إلهيّةٍ وقد عَمِلَ مشيئة الله؛ ثم ارتكبَ خطأ في مسألةٍ حاسمةٍ. ولعلَّه أمكنَ أن يكون واحداً من أفضلِ الحكام لإسرائيل تماماً مثلما تُوِّج داودُ ملكاً وتولّى الحكمَ مكان شاول. تمَّ اختيارُ ياهو من قبل الربِّ نفسه لتولّي عرشِ إسرائيل؛ لكنَّه كرَّر خطأ يربعام من خلال تقديم نفسِه لعبادة الأصنام أيضاً. وعلى الرُّغم من يقظتهِ لكنَّه ارتكبَ ذاتَ الخطأ.

 

لا يجوز أن يُسمع شيءٌ عنك كهذا لأنَّ الله لن يبرِّئك (نحميا 1: 3)! يرفعُ النّاسَ كي يتبعوا توجيهاته. إذا تمّموا مقاصدَ كلمة الله، فسوف يختبرون سلسلةً من الانتصارات. الله لا يرفع أو يضع شخصًا ولا يُسلم أحداً للعار؛ على العكس تماماً، عندما يُعطي القديرُ شخصاً إحدى الخدماتِ، فإنَّ قلبَه يمتلئ بالخطط الرائعة من أجلِه.

 

كُن حذرًا وسِر في شريعة الربّ من كلِّ قلبك، وهكذا سيُكرم الله ما يقوله عنك. كان خطأ ياهو أنه تركَ نفسه ينجرفُ وراء إغراء الشَّيطان. وعندما فعلَ ذلك ارتكبَ خيانة بحقّ ثقة القدير به، فحصلَ على الإدانه في النِّهاية. فالنتيجة لأيِّ شخصٍ قد قدّم نفسه للعدوّ لن تكون مختلفة على الإطلاق لأنّ الله لن يتجاهلَ أيّ خطأ لأولاده.

 

لا ترتكب خطأ السَّير في شريعة الربِّ بقلبٍ مجزَّأ. إذا فعلتَ ذلك لن يتمكَّن الله من تحقيقِ ما أعلنه لك في البداية. والذين يسلكونَ بقلبٍ غير كاملٍ مع الربِّ يتساوون مع الذين لا يخافونه على الإطلاق. يمكننا إرضاؤه إذا فعلنا إرادته بكلِّ قلوبنا فقط. والفاترون في إيمانِهم لا ينالون تقدير السَّماء. بل على العكسِ سوف يتقيّأهم الله من فمهِ (رؤيا 3: 16).

 

 

يجب عليك ألَّا ترتكَب نفسَ الأخطاء التي يرتكبها الآخرون، وعليك ألّا تسمح أبدًا لأيِّ رغبة شريرة أن تدخلَ إلى قلبِك. وبِّخها على الفورِ لأنّك إذا قبلتها، فإنّ العدوّ سوف يُمسكك بيدِه. اِتبع خطى الذين يخدمونَ الله. لا يُمكن لأيّ عملٍ يرتكبه الخطاةُ حتى لو اعتُبر صالحاً أن يكون مفيداً لك. ستكون مكافأة الربِّ حسبَ طاعتِك لكلمتهِ.

 

كلُّ تجاوزٍ لكلمةِ الله سيجلب إدانةً. قد يُخطئ البعضُ بسببِ جهلِهم بما يقوله الكتابُ المقدَّس، لكن الذين يعرفون أنّ الكتاب المقدَّس يدينُ مواقفَ معينةً، ومع ذلك يرتكبونها، هم عصاةٌ تماماً ولهذا السَّبب لن يجدوا مبرراً لتبرير أعمالهم.

 

علينا أن نكون قدوةً كخدامٍ مطيعين ومُخلِصين. يجب أن تكون أعمالُنا مناسبةً للآخرين كي يقتدوا بنا، وبالتالي يُرضون الله. آملُ ألَّا تكون مثلَ ياهو الذي فعلَ الكثير من الاعمال الصَّالحة، ثم انتهى به الأمرُ ليكون مثلاً سيّئاً لشعبهِ.

 

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز