وَيَكُونُ كُلُّ مُرُورِ عَصَا الْقَضَاءِ الَّتِي يُنْزِلُهَا الرَّبُّ عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ وَالْعِيدَانِ. وَبِحُرُوبٍ ثَائِرَةٍ يُحَارِبُهُ (اشعياء32:30)
يُظهر الربُّ نفسَه كقاضٍ يحكم بالعدلِ في القضايا التي تأتي إليه، وفي كلِّ مرة يمرّرُ فيها عصا العقاب، تكون هناك احتفالاتٌ كاملة في السَّماء. وهذا بمثابة دعوة لنا لنضعَ طلباتنا على مذبحه. وعندما يتحدّث عن احتفالٍ، فهوَ يتحدَّث عمَّا يرضيه. يطلبُ الله منّا أن نخدمَه بفرح وترنّم، وليس بوجهٍ حزين أو مزاج سيّئ. وكلُّ من يرغب في إرضاء القدير يجب أن يفعلَ ذلك بإيمان.
هل أعطيناه الفرصة ليتدخَّل كي يحلِّ مشاكلنا؟ هل نسير وفقًا لكلمته ونصرخُ من أجل أعماله وفقًا للكتاب المقدَّس؟ أعتقد أنّنا لا نفعل ذلك في أغلبِ الحالاتِ. بلا شكّ يجب أن نهتم دائماً بما نفكِّر فيه ونقوله ونفعله. بالنِّهاية فهو يعرف كلَّ شيء قبل أن تخرج الكلمات من شفاهِنا. هللويا
إذا نظرنا عن كثبٍ إلى الكتاب المقدَّس، نرى أنَّ الربَّ يكرمُ الذين يكرمونه (1 صموئيل 2: 30) ونفهم أنه يمكن أن نحصلَ على كلِّ شيءٍ منه، بينما يحصلُ هوَ على كلِّ شيء منا. نحن نستمِع إلى الكلمة، ولكن يبدو أنّنا لا نصدّقها، لأنّنا عادة لا نكلفُ أنفسَنا عناء طلب تدخّل الله ضدَّ الشّر. يمثلُ أعداءُ إسرائيل خصومَنا هذه الأيام، وكما قامَ العليُّ ضد هؤلاء، فهو يعملُ ضدَّ الذين يستنزفون حياتنا.
لن يفشلَ الربُّ أبدًا في إكرامِ كلمته كقاضٍ حقيقي، بل سيحققها بأمانة. لذلك يجب أن نطلبه دائمًا في المقام الأول (متى 6: 33). إذا فعلنا هذا بإيمان، فلن نحتاجَ إلى البحث عن أيّ شخصٍ آخر في أيّ مكان أو طريقة أخرى. اجعل الله سيِّدكَ، ولا تسمح للشَّر أن يضطهدك أو يمنعك من التقدُّم. يقولُ الوعدُ أنه لن يقفَ شيءٌ أمام من يؤمن ويعمل باسم الربّ (يشوع 1: 5).
يعلنُ العليُّ أنه سيخوض معركة ضدَّ قوى الشَّر بمعارك تهتزُّ لها القلوب. بالطبع لا يتم العملُ كسِحرٍ بل من خلالِ المعركة. عندما أرسلَ يسوعُ التلاميذ السَّبعين اثنين اثنين ليقوموا بالخدمة، عادوا فرحين، لأنَّ الشَّياطين خضعتْ لهم أيضًا. فقال المسيحُ إنّه رأى الشَّيطان ساقطًا مثل البرق (لوقا 10: 17، 18). إنه يريد أن يرى هذا مرَّة أخرى!
يجب استخدام عصا الربِّ للقضاءِ، ولهذا يجب أن نكون ثابتين فيما يظهره في الكلمة. عندما يكون ذلك ضروريًا، يجب أن نصلي بسلطان وقناعة. لقد مرَّرَ الله عصاه مسبقاً على كلِّ وعوده. وعندما نوبِّخ الشَّر ونصرخ طلباً لأشياءٍ لم تحدث، فإنَّ عصاه ستعمل مرَّة أخرى. يا له من إلهٍ رائعٍ!
يريدُ الربُّ أن نكون سببًا للاحتفالِ الذي يحدث في السَّماء، وعندها يفرح بإنجاز ما كُشِفَ لنا. كُنْ ثابتًا ومستمرًا في أداء واجباتك كخادم، في تعليم الإنجيل والتبشير بملكوت الله، وطرد الشَّياطين ووضع الأيدي من أجل شفاء النّاس. هذا سببُ احتفالٍ في السَّماء!
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز