رسالة اليوم

02/12/2025 - مَراعٍ في المُرتَفعاتِ

 

قَائِلاً لِلأَسْرَى: اخْرُجُوا. لِلَّذِينَ فِي الظَّلاَمِ: اظْهَرُوا. عَلَى الطُّرُقِ يَرْعَوْنَ وَفِي كُلِّ الْهِضَابِ مَرْعَاهُمْ. (إشعياء 9:49)

لا تتحدَّث الآية السابقة فقط عن يسوع الذي سُمع في وقتٍ مقبول وأُعينَ في يوم الخلاصِ، بل تتحدَّث عنَّا أيضاً. إنَّه مستردُّ الأرض المقفرة. كما أنَّ الخلاص الذي نلناه يمكِّننا من أنْ نكون جزءاً من هذا العمل، ويوجد هذا كلُّه في الفهم المُعطَى للمخلَّصين لكنَّنا إذا منحنا أنفسنا للخطيَّة أو أخفقنا في طلب وجه الله، فلن نقدر أنْ نستخدم القوَّة الممنوحة لنا.

جانبٌ آخرٌ من المهمَّة هو إعلان أنَّ أولئك الذين تقيِّدهم العبوديَّة الروحيَّة عليهم أنْ يخرجوا منها من خلال السلوك بحسب كلمة الربِّ، بناءً على أمرنا باسمِ يسوع فإنَّ خدمة الكرازة بالخلاص أهمُّ مّما يظن الناس. كما أنَّ الذين يُسيطر عليهم العدوُّ لا يعيشون لأنفسهم ولا يخدمون الله لكنَّ قوى الشرِّ تستخدمهم لإتمام هلاك البشريَّة. الرَّحمة!

يجب أنْ يظهروا لدى خروجهم من الظلمة. وهذا يعني النّمو في نعمة الربِّ وليس فقط الحصول على الخلاص، ويمكنهم فور إطلاقهم من براثن الشيطان أنْ يصنعوا المشيئة الإلهيَّة. والآن هذا لا يحصل سحراً أو بالأعمال الصالحة، بل من خلال إتمام الخطَّة الكاملة التي صمَّمها العليُّ لكلِّ شخص في العالم. مقاصدهُ كاملةٌ وصالحةٌ!

بعد إطلاق الأسرى وإخراج الذين في الظلمة، قال العليُّ إنَّهم سوف يُرعون على الطُّرق: سيكونوا خرافَ الراعي الصالح. وبالتالي سيكون لديهم القوَّة والقدرة لإنجاز مهامهم لدى جلبهم إلى طريق الحياة الموجود في الكتاب المقدَّس حيثُ الطعام المثاليِّ والكامل. لذلك أنَّ كلَّ الذين يؤمنون ويطيعون إرشاد الربِّ لن يُهزَموا أو يُخزَوا.

لن يلوِّث العدوُّ مراعي الراعي الصالح لأنَّها على المرتفعات ويصعب على إبليس الوصول إليها. كما أنَّ الربَّ قد فكَّر في كلِّ شيء لذلك لن تضلَّ خرافُه. لكنْ فقط الذين لا يعرفون امتيازاتهم ولا يرغبون بالخضوع لقيادة العليِّ لن يقوموا بالعمل الإلهي بكرامة ونجاح حقيقيٍّ. يغلبُ دائماً كلُّ الذين يتمِّمون إرشادات الآب.

لا يهمُّ إلى أين يُرسك الله لأنَّك بمجرَّد أنْ تُقاد منه ستجد الطعام المناسب لإعطائك القوَّة وجعلِك ناجحاً. فلا تصغُ أبداً للشيطان وكُن راسخاً في مشيئة الربِّ ومتيقِّظاً للعون الإلهي. والآن، لا يخسر معاركهم كلُّ الذين تتمُّ مساعدتهم وتقوِيتهم ودعمهم من الله فإنَّ القدير كامل ورائع في قيادة كلِّ شيء!

كُن مستعدّاً لإطاعة وصايا الربِّ وستجد بأنَّه إلى حيثما يرسلك ستنتظرك هناك المراعي الجيدة وسيقودك إلى المراعي الخُضر ومياه الراحة وستنتعش نفسك محبَّةً لاسمه. كما أنَّك ستجد مع الآب السماوي الطعام المناسب لطاعته وإكرامه.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز