رسالة اليوم

18/12/2025 - عدوٌّ لأعدائِك

وَلكِنْ إِنْ سَمِعْتَ لِصَوْتِهِ وَفَعَلْتَ كُلَّ مَا أَتَكَلَّمُ بِهِ، أُعَادِي أَعْدَاءَكَ، وَأُضَايِقُ مُضَايِقِيكَ. (خروج22:23)


يبدأ الربُّ هذه الآية بالحديث عن الاجتهاد – الاهتمام بالاستماع إلى صوتهِ. كثيرٌ من المَسيحيين لا يفهمون لماذا لا يحميهم الربُّ أو يشفيهم، أو لماذا يمنع عنهم البركات الأخرى. بالنِّهاية يؤكدون أنّهم مشفيّون ومبرّرون بجروح يسوع، ويثقون أنه يستطيع أن ينقذهم من الشَّر. لكنّهم لم يختبروا هذه الحقيقة. من الضَّروري أن نركز الانتباه على الكلمة، لأنَّ الرُّوح القدس يعلِّمنا من خلالها.

إنَّ التأمّل في الكتاب المقدّس عن كثبٍ سيقودك إلى فهم جزء معيَّن تدرك من خلاله البركات الموجودة فيه. هذه اللّمسة الإلهيّة هي صوتُ وشهادة الرُّوح الموجّهة إليك. لذلك ابقَ ثابتًا في تعاليم القدير، ولا تلتِفتْ إلى تشتيتِ الشَّيطان. ثِقْ بالربّ.

عندما تكونُ مرتاباً وخائفاً، فإنك تصدّق الشَّر؛ وبالتالي قد تأتي عليك كلُّ الأشياء غير المرغوب فيها. من الضَّروري والحاسِم أن تستمِع حصريًا إلى العليّ الذي سيتحدّث إلى روحِك بصبرٍ وهدوءٍ. وهكذا سيتدفقُ الإيمانُ في قلبِك وستصبح شخصًا مختلفًا بعد التأمُّل في الكلمة، وبالتالي لن تستسلمَ لقوى الشَّر وسترفض كلَّ الظلم وتقضي عليه. هناك قوّة في صوتِ الربّ تقودك إلى النَّصرِ.

أطِع تعليماتِ الربّ إضافةً إلى الاستماع بعناية واهتمام. لأنه عندما يَكشف لنا عن وعدٌ، فإنّه يمنحنا القوَّة للمطالبة بتحقيقه. إذا استجبنا وأطَعنا، فسيكون هوَ عدوّا لأعدائنا. لهذا يجب أن نؤمن بالله ونتقدَّم ضدَّ الشِّرير الذي يطالب بسحب أجنادِه وشرورِه من حياتك.

كما رأيت للتوّ، من السَّهل الحصول على استجابة إلهية لطلباتك: فقط استمع باهتمام وعناية إلى القدير. الآن الأمر ليس مجرَّد الاستماع ولكن التفكير في كلماته، وتلقي وعده الذي يُعلِنُ بشكل إيجابي ملكيتك له. ثمّ استمرّ في الإيمان بهذا الوحي. لاحقًا ستُعطى المزيد من المعلومات للحفاظ وحمايةِ ما تلقّيته.

إنَّ الذين يصبحون أعداءك، ويحاربونك ويحاولون إلحاق الضَّررٍ أو الخسارة بإيمانك أو جسدك أو صورتك، سيُعتَبَرون أعداءً له. هذا أمرٌ خطير للغاية لدرجة أنّه يجب عليك أن تصلّي من أجل الذين يقاومونك. سيتعاملُ الله القدير بشدّة مع هذا الشَّخص الذي لن يتمتّع بأيّ سلامٍ بعد الآن. وبسبب حقيقة الاستماع إلى الله، ستكون محميًا من كلّ شرٍّ. الأمرُ يستحقُّ الإيمان!

في ضوء كلِّ هذا، فإنَّ خيارك الوحيد هو السَّماح لروح الله بإرشادك إلى كلّ الحقيقة. وإلّا فلن تنجح في الإيمان الرَّائع بيسوع. كلُّ شيءٍ لنا ولكن من الضَّروري أن نتعلّم من المعلم ونتصرَّف وفقًا لتعليماته. يُسَرُّ الآبُ أن نستمتع ونستفيد إلى أقصى حدٍّ ممَّا هو لنا فيما يتعلّق بكلِّ ما أعطانا إيّاه للحياة والتقوى (2 بطرس 1: 3).


محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز