رسالة اليوم

25/12/2025 - رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي

رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي. (صموئيل الثاني2:23)


عندما يتكلم روح الله، يَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ (رومية ٤: ١٧). ولكي يعمل بمقتضى النِّعمة، لا حاجة للعنصر البشري، ولا يمكن أن يولد هذا الهدف في قلب الإنسان بمبادرة ذاتية. لا يتطلب الأمرُ سوى الإيمان، الذي يأتي من خلالِ الاستماع إلى الكلمة (رومية ١٠: ١٧). لنتعاون إذن مع من يطلبون معونة العليّ. وكما تكلم الله من خلال داود، سيفعل ذلك من خلالنا.

كان الآباءُ والأنبياء والملوك والكهنة أدواتٍ لرسائل الربّ إلينا في الماضي. أمّا الآن في الأزمنة الأخيرة، فيقود الآبُ خدّامه من خلال الابن، ولذلك لم يعُد يتكلم شخصيًا. حدث هذا لأنَّ الوحي قد اكتمل. واليوم، يُعرّف نفسه من خلال يسوع في الكتاب المقدَّس. يُعطى كلامه بفهم ما جاء في الأسفارِ المقدَّسة. ثمَّ ينشأ الإيمان فينا بعد هذه الاستنارة ونصبح مستعدّين لتحقيق مشيئته الجميلة.

إذا كنتَ في شركة مع الله وممتلئًا بالرُّوح القدس أينما كنت، يمكنك أن تكون أداةً لنقل كلماته إلى المحتاجين. هذا ما يُسمى موهبة النبوَّة: نقل الرّسالة الإلهية بالوحي. ينبغي أن يكون الرعاة دائمًا ممتلئين بهذه الموهبة الرُّوحية. فباستخدامها، يتشجّع شعبُ الله ويُبنى ويتعزى. أمّا الآن، فيطرح الناسُ قيودهم من خلالِ الكلمة الموحى بها (أمثال ٢٩: ١٨).

إنه لشرفٌ عظيم أن تكون قناةً لله العليّ لإيصال رسالته ورؤية عمله يتحقق في حياة الآخرين. من المؤكد أنه لن يستخدم أحدًا مقيّداً في الخطيئة. وبغضِّ النظر عن هذا، يختار الربُّ من يريد أن يكون أداة له. استخدم الحمارَ لتوبيخ بلعام بسبب سلوكه الشّرير. وقد تلقى النَّبي هذا التحذير، لأنه استجابَ لطلب ملك موآب ضدّ إسرائيل (عدد ٢٢: ٢٨-٣٥).

قال داودُ: " رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي" (صموئيل الثاني ٢٣: ٢). سيكون حسناً لو أنَّ الكثيرين سمَحوا للربّ أن يستخدمهم. وهكذا تصل كلمته الصَّالحة إلى المتألمين، فيتقوون ويُستعان بهم بقوّة. كُنْ صديقهم الحقيقي، مستخدمًا السُّلطة الممنوحة لك لربط ما يجب تقييده.

عندما تشعر أنَّ الله يستخدمك في اتجاهٍ ما، تأكَّد من توافق الدّعوة مع النّصوص الكتابية. إن لم يكن كذلك، فالأمرُ لم يصدر منه. غرس الشَّيطان في قلب بطرس الرغبة في توبيخ يسوع (متى ١٦: ٢٣). عندما أخبر السَّيد تلاميذه بما سيحدث له في أورشليم. لا ينبغي لأحدٍ أن يتكلم أكثر ممّا هو مسموح به، بل عليه أن يخضع للرُّوح القدس ليُتمم مشيئته الكاملة.

صلاتي أن يُسلِم المخلَّصون أنفسهم للربّ تمامًا، ويخدمونه بكلّ أنفسهم، وبكلّ قلوبهم، وقوَّتهم. وبالتالي، سيُخلَّص كثيرون ويُعتقَون ويُشفَون. إنَّ القيام بالعمل الإلهي هو أن تتكلم وتسلك وتُقدِّس نفسك كما فعل هوَ تماماً.


محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز