رسالة اليوم

13/12/2025 - وُضِع في أَرْضٍ جَيِّدَةٍ

لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ آتٍ بِكَ إِلَى أَرْضٍ جَيِّدَةٍ. أَرْضِ أَنْهَارٍ مِنْ عُيُونٍ، وَغِمَارٍ تَنْبَعُ فِي الْبِقَاعِ وَالْجِبَالِ (تثنية7:8)


لقد استخدمَ الربُّ بني إسرائيل الذين عاشوا كعبيدٍ في مِصر ليعلِّمونا ويرينا ماذا سيفعل لصالح البشرية. وبناءً على ذلك، أرسل يسوعَ ليموت على الصَّليب كي ينقذنا من مملكة الظلمة والكذب. وإذا نظرنا إلى الوعود التي قُطِعتْ لذرية يعقوب إخوتنا، نرى كم هو جيّد أن نعيشَ حسبَ الإرادة الإلهية. ففيها نستطيع أن نتمتع بالأشياء العظيمة التي أعِدَّتْ لنا. فنحن لا نعيش متردّدين، بل نعيش في ملكوت العليّ.

إنَّ شعبَ الله الذي خلصَ بدم المَسيح ومُسِح بالرُّوح القدس، يخسرُ الكثيرَ لأسبابٍ مختلفة. أحدها هو عدم فهم مكانتهِ في المَسيح وما يُمكن عمله. فلا يمكن فهمُ بعض العقائد التي تقول إنّنا لن نملك إلّا في الآخرة. فماذا نظنُّ في الإعلانات التي أعلِنتْ لنا كتلك التي قالها يسوع إننا ملوكٌ وكهنة لله (رؤيا 1: 6؛ 5: 10)؟ علينا أن نعيدَ النّظر في إيماننا، أليس كذلك؟

قال موسى لأبناء يعقوب أنَّ الربَّ يقودهم إلى أرض طيّبة. وهذه الأرض ترمزُ إلى الإنجيل، أرض المَوعد الحقيقي. لقد كانت المأساة الكبرى لأبناء إبراهيم هي عدم إدراك أنَّ يهوه، الإله الحقيقي، الذي أبرمَ تحالفًا مع رئيس الآباء، جاء شخصيًا ليمنحَ الخلاص لجميع البشر. وهكذا فقدوا أفضلَ فرصة قدّمها الله لهم. صلاتي لله بأمانةٍ أن يستيقظوا.

ليس علينا أن نستقبل الوحي الإلهي بقطراتٍ وجرعات صغيرة في هذه الأرض، بل نقولِ (نعم) وبكميات كبيرة، لأنَّ الجداول وينابيع المياه تخرج من الوديان والتلال. فمهما كانت حياتك صعبة ويبدو أنَّ كلَّ شيء في تصاعدٍ دائمًا، لكن في هذه الأماكن التي تكدّ وتتعب فيها، توجد أنهارٌ وجداولٌ وينابيع مياهٍ تنعشك وتجدِّدك. استفِد منها.

لقد وضعَنا الربُّ هنا؛ لذلك لا يمكن أن نعيش كما لو كنّا في صحراءٍ. أفضل الأماكن هي في أرض الموعد. استيقظ! لن تجدَ أفضل منها، فالآبُ السَّماوي وضعك فيها لتأكل من الخير وتحصلَ على الأفضل، آمِنْ فقط. اصرخ بكلِّ قوَّتك، ولا ترتبك لأنك مسبقاً في أفضل ما عند الله.

لا يستطيع الشّيطان أن يبعدك عن الإنجيل، لأنه ممنوعٌ من الوصول إليه دائماً. عِشْ كما لو أنَّ الشَّر غير موجود، لكن كُنْ يقظًا وصلِّ. إذا تصرَّفتَ بهذه الطريقة، فإنَّ مواقفك وأفعالك لن تعيدك إلى مجال العدوّ. الآن إذا حدث هذا، آمِنْ بالربّ واعترف بخطاياك وقوِّم طريقك تجاه الذين أذيتهم. لا شيء يجب أن يُبعدك عن هذه الأرض الرائعة، المباركة والمجهَّزة لك من قِبَل الله الكامل العليم.

عندما تقبل يسوع في حياتك، فقد وُضِعتَ في أرض الحرّية، مع مسرَّات القدير. لذلك عِشْ فيها بكلِّ قلبك وكلِّ نفسك وكلِّ قوَّتك لأنك ستمجِّد الآبَ الأبدي عندما تستمتع بالأفضل، اليوم هو اليوم المناسب لبدء حياة جديدة حقًا. آمين؟


محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز