تَكُونُ لَكُمْ أُغْنِيَّةٌ كَلَيْلَةِ تَقْدِيسِ عِيدٍ، وَفَرَحُ قَلْبٍ كَالسَّائِرِ بِالنَّايِ، لِيَأْتِيَ إِلَى جَبَلِ الرَّبِّ، إِلَى صَخْرِ إِسْرَائِيلَ. (إشعياء 29:30)
كان مجيءُ يسوع إلى العالم بدايةَ ملكوت الله في وسطنا حيثُ لا يوجد حزنٌ أو عذابٌ بين البشر. لكنْ لماذا ما يزال هناك الكثير من الأشياء الخاطئة التي تحدث مع شعب الله، إنْ سبق وغلب الشيطان وجرَّده من قوَّته على الإنسان؟ فهل كان الخلاص عملاً غير كامل مّما أبقى الشرير مع بعض القدرة لاضِّطهادنا أم خلَّصنا إلى الأبد من براثنه؟
الجوابُ سهلٌ للفهم طالما أنَّه قادم من الروح القدس. لم يفهم هوشع سبب دمار شعب الله وعندما صلَّى بهذا الإرشاد سمع أنَّ المشكلة كانت في نقص المعرفة (هوشع 6:4) وهذا يحدث بالتأكيد في أيامنا فإنَّنا نعلم أنَّ المؤمنين سيعانون من الألم لكنَّه لا يعني أنَّهم سيكونوا عرضة لنقص الموارد الماليَّة والعناء من الأمراض، إلخ. هكذا دعا بولس آلام المسيح (2 كورنثوس 5:1).
يوجد شيء واحد أكيد: لن يتركنا الله بين يدي الأرواح المُعذِّبة لأنَّنا نطيعه. كما أنَّنا نجد في الكتاب المقدَّس الإجابات على أسئلتنا وأنَّ الخلاص من كلِّ ألم يأتي من معرفة الحقِّ وليس من قضاء الساعات أو الأيام في الصلاة. يجعل نقصُ المعرفة الشيطانَ يضايق الكنيسة، جسد المسيح لكنَّ خدمة الله هي طلب الحقِّ والإيمان به!
إنَّ وعد الربِّ الذي أعلنه من خلال إشعياء هو أنْ تكون بيننا أغنيةً كما كانت مع مريم والنساء الأخريات اللواتي فرحنَ على الجانب الآخر من البحر الأحمر لأنَّ فرعون وجنوده هلكوا في تلك المياه. سيخلص بنو إسرائيل إلى الأبد من قوى الملك الشرير، الذي رمزَ للشيطان. اطلبْ معرفة الحقِّ وستنتهي عبوديَّتك حالاً. هللويا!
ينبغي علينا أنْ ننشد الأغنية عند بدء الاحتفال بالعيد. قال يسوع إنَّه غلب الموت ولديه مفاتيح الموت والهاوية، وهذا يكفي (رؤيا 18:1). ارفض عيش حياتك كالشعب الذي عاش قبل مجيء المخلِّص. وبعد ذلك، تمَّ تجريد الشيطان من قوَّته على الإنسان، لذا آمن بكلمة الربِّ واختبر بركات الخلاص ولا تحوِّل البشارة السارة إلى رسالة دينيَّة لأنَّها ناموس الحرية الكامل. احيا بها!
إنَّنا نحيا في أزمنة ينبغي أن يكون لدينا فيها فرح القلب وأنْ نعزف على الآلات الموسيقية ونغني الأغاني بينما نصعد إلى جبل العلي، صخرة خلاصنا. هل نحنُ إسرائيل الله الحقيقيَّة؟ نعم، ولهذا السبب نحن بحاجة إلى أكثر من مجرَّد ديانة، لأنَّه يجب أن تكون لنا شركة مستمرَّة ودائمة مع الربِّ. وبعد كلِّ شيء، لقد حرَّرنا لننال الحرية الكاملة. لذلك لا تقبل أيَّ شيء يأتي من العدوِّ بل انتهره كلياً.
اليومُ هو الوقت المناسب للحصول على نجاحٍ تلو الآخر لرؤية اليد الإلهية تشفي الذين يعانون. فلا تظن أنَّ الله يشفي فقط الآلام والأمور البسيطة، لكنَّه يشفي أيضاً السرطان والأمراض المُستعصية الأخرى فكلُّ الذين يعرفونه يُثبتون هذا الأمر بطريقة عيشهم!
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز