اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ (يوحنا18:3)
لابدَّ أن يكونَ المبشِّرون الذين ينشرون الإنجيل في أرضنا وفي بلدان أخرى، على علاقة طيّبة مع الربّ، لأنَّهم أدواتٌ تستخدم لقيادة الضَّالين إلى الخلاص. وإلّا سيُبعدون الضَّالين عن الفرح الأبدي. إنَّ القيام بالمهمَّة بلا مبالاة، دون إعدادٍ كافٍ وسليم، هو خطأ (إرميا 48: 10). وهناك تحذيراتٌ خطيرة في الكتاب المقدَّس لمن يفعلون ذلك. يقول الله في هذه تحذيرهِ أنَّ المستهترين سوف يتحمّلون الخسارة التي قد يعاني منها أيّ إنسانٍ (مرقس 9: 41-44).
إذا كان الشَّخص الذي يبشِّر مستعبَداً للخطيئة، أو لديه خطيئة غير معترفٍ بها، - لم تُغفر - فلن يستخدمه الربّ كما ينبغي. لا ينبغي للرَّاعي أن يستخدم المِنبر دون تكريسٍ مناسب، وإلّا فإنَّ نار المذبح ستحرقه وسيعاني من الخسَارة الأبدية. أمّا الذين يُخطئون فسوفَ يكونوا في حالٍ أفضل إذا وجدوا عملاً لإعالة أنفسهم وعدم الانخراط في أيِّ شيء قد يدينهم إلى الأبد. الرَّحمة!
إنَّ الله يراقبُ ما يجري في قلوب المُستمعين عندما ننقل الكلمة. وإذا لم تكنْ المسحة فينا، فماذا سيكون حالُ هؤلاء الناس؟ بالتأكيد لن تميل قلوبهم إلى التوبة. ودون تبكيتِ الرُّوح القدس، لن يؤمنوا وبالتالي لن يخلصوا. يجب أن يكون لكلمتنا السُّلطة لزعزعة حياتهم. كي يرتعد الشَّياطينُ بيأس من جرّاءِ النّار التي تشتعل فيهم.
عندما يرى الضَّالون قوَّة القدير في العمَل، سيؤمنون به وسيُدعون أبناء وبنات الله. ولكن إذا لم يكن هناك عملٌ إلهي، فلن تتحرَّك الأرواح الشِّريرة، وستكون الخدمة الدّينية كما لو كانت موجّهة من قِبل قادة مُساعدة ذاتية، يتمتعون بقوَّة إقناع عظيمة، ولكن ليس لديهم تأثير في المجال الرُّوحي. وسيكون المتحوِّلون إليه مجرَّد مشاريع جسدية لا قيمة لها. هل نقلنا الكلمة كما نقلها بولس؟
يمكننا أن نقيم الخدمات بنفس حضور الله كما في أيام يسوع، عندما شُفى المرضى، وأخرجَ الشَّياطين، وأُجرى كلُّ أنواع المعجزات. وعندما يرى الناسُ القدير يعمل، سيطلبون وجهه ويخلصون. لكن عندما لا يكون لديهم أساسٌ للإيمان بالإنجيل، فلن يقرِّروا أبدًا اختيار يسوع. الآبُ السَّماوي يكرم الكرازة الحقيقية للكلمة.
لا ينبغي لأحدٍ أن يُرفع إلَّا المَسيح. عندما يفتخرُ خادم الله بأنه مكرَّس، ويروي قصصًا عمّا حدث في أماكن معيَّنة، ولا يحدث شيءٌ خاص في تلك الخدمات الدّينية، سيرتابُ مستمعوه في صدق كلماته. عندما نستخدم القوَّة، سيدعو الجميعُ باسم الربّ، وسيحصلون على الخلاص، ويتلقون الحلولَ لمشاكلهم.
إنَّ مسؤولية قيادة اسم يسوع أمام أيّ جماعة تقع على عاتقنا. ولكن إذا كنّا في الخطيئة وليس في شركة مع العليّ، فلن يحدثَ شيءٌ. تقول الأسفارُ المقدَّسة أنَّ النّاس تبعوا يسوع لأنّهم رأوا وسمعوا العلامات التي صنعَها للمرضى والعمي والعرج. حيثما توجد القدرة على الشِّفاء والخلاص، ستكون هناك دائمًا القدرة على الخلاص. هللويا!
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز