فَاخْضَعُوا ِللهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ. (يعقوب 7:4)
إنَّ الخضوعَ لله هو التسليم للكلمةِ والتسلُّح بها وخوض الحروب ضدَّ الشرِّ بيقين الانتصار، وكان يسوع مثالاً عظيماً لهذا الأمر: الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً ِللهِ. لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ. (فيلبي 6:2-7). فيجب أنْ تكون هذه الشهادة نوراً لحياتك. هللويا!
اخضع للربِّ حينما تتلقَّى كلامه من خلال الكتاب المقدَّس واعتبرْ ما يقوله كمشيئة إلهيَّة لحياتك. فأنْ يُوجَد في الهيئة كإنسانٍ، يعني أنَّ المسيح أخضعَ نفسه وأطاعَ حتى الموت، موت الصليب الأكثر إذلالاً. لذلك رفَّعه الله وأعطاه اسماً فوقَ كلِّ اسم (فيلبي 8:2-9) وهكذا ستجثو له ولاسمه القوي كلُّ رُكبةٍ.
يُخطئ الكثيرُ من المؤمنين في عدم التفكير أو التأمُّل في أهميَّة كونهم أولاد الله. لكنَّ الذين يطبِّقون هذه المسألة يصبحون خدَّاماً للعهد الجديد ويكونوا بركة؛ ليس لأنفسهم فقط بل أيضاً للذين يطلبون مساعدتهم. وبما أنَّنا أبناءٌ فلدينا الامتيازات والواجبات، كما أنَّ القدير يتوقَّع الكثير من أولاده لأنَّه سيتمُّ التعرُّف عليهم دائماً على هذا النحو.
عند الخضوعِ للربِّ تتعمَّق أكثر في الكلمة وتجعلها تصبح حصنك وملجأك وعونك في أزمنة الضِّيق (مزمور 1:46). حيث إنَّها تمتلك القدرة على فعل ما تُعلنه وبالتالي سيتناقص الخطأ والعثرات المتنوِّعة في حياتك وستحقِّق مقصد وخطَّة العليِّ الأزليَّة.
أولئك الذين يتفاعلون مع الله تُحيط النارُ الآكلة بهم ولن يخزوا أبداً أو تتمَّ هزيمتهم وسيفكِّر أعداؤهم مرَّتين قبل مهاجمتهم لأنَّهم أصبحوا هذه النار أيضاً. كانَ يسوع يعلِّم هكذا: أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ. (يوحنا 30:10) كما يمكنك استيعاب وفهم هذا الأمر والاعتراف به ليُصبح حقيقة بالنسبة لك وستصبح الشخصُ الذي أعدَّه الآب وأرسله لمساعدة المُحتاجين. ماذا ستقرِّر؟
أنْ تخضع للآب السماوي يعني أنْ تدعه يكون راعِيك، مثلما فعلَ داود (مزمور 1:23) ولم يعوزهُ شيء مطلقاً. من خلال قيادتك، حتى في الأوقات التي تبدو بها قيادة الربِّ مُحرجة أو غير منطقيَّة، استمر بالوثوق به وتوقَّع إظهار سبب هذا الإرشاد. وبعدئذٍ، عندما تنتهي الحروب سوف تتأكَّد مّما كان لا بدَّ أنْ يحدث وستصير من خلال الثقة بالربِّ بركةً عظيمة كما خطَّط لها.
تجعلك إطاعة الربِّ شخصاً متَّحداً معه ولن يغلبك الشيطان أو يغلب أحباءك لأنَّ الآب السماوي عندما يُصدر أمره يكون مسؤولاً عن حياتك، لذلك تغلَّب على العدوِّ في المعركة باستخدام قوَّة خالق كلِّ الكون، إلهك. وإنَّ من يخضع للعليِّ سيتمُّ تسديد حاجاته بينما يتمُّ استبعاد المتمرِّدين من الاشتراك في أعماله.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز