رسالة اليوم

19/12/2025 - فَأُبِيدُهُمْ

 

فَإِنَّ مَلاَكِي يَسِيرُ أَمَامَكَ وَيَجِيءُ بِكَ إِلَى الأَمُورِيِّينَ وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، فَأُبِيدُهُمْ (خروج23:23)


لقد أُعطيتْ هذه الكلمة لبني إسرائيل عندما أعلنَ لهم الربُّ أنَّ ملاكًا سيقودهم إلى أعدائهم. بغضِّ النَّظر عن المكان الذي يرسلك إليه الله؛ فلن يرسلك أبدًا إلى حيث تُهزم. لأنَّ الله القدير ليس مثل إنسانٍ لديه خطة ثانية يستخدمها إذا حدث خطأ ما. فمع الربّ، يحدث كلُّ شيء وفقًا للخطة. لذا افعل ما يأمرك الله بهِ واذهبْ إلى حيث يرسلك.

لقد حذَّرَ العليُّ بني إسرائيل مسبقاً أنّه يجب أن يسمعوا بجديةٍ لصوت رسول الله وأنّهم سينعمون ببركة مضاعفة: بالنَّصر والمكافأة التي تتبع كلَّ عملِ طاعة يمارسونه. لقد استسلمَ الناسُ الذين عاشوا في كنعان لخطايا الجسَد وعبادة الآلهة الزّائفة. وقد جاهدَ الله معهم على مدى عدة قرون من أجل تحريرِهم وإبعادهم عن ذلك. ولكن نظرًا لأنهم لم يطيعوا الله، فقد قرَّر الربُّ إخراجهم من تلك الأرض.

لقد حانَ اليومُ الذي قاد الله فيهِ بني إسرائيل ليقفوا أمام أرض الأموريين لبدء احتلال أرضهم الموعودة. ولكن لا ينبغي لهم أن يخافوا، لأنَّ الذي خلَّصَهم من العبودية في مِصر، أعظم قوَّة في العالم في تلك الأيام، عرفَ جيدًا كيف يخلِّصهم من أيدي هؤلاء الناس أيضًا. وبالمثل عندما نقاد إلى بركةٍ ما، يعيقها الأعداءُ مؤقتًا، فلا ينبغي لنا أن نتردّد أو نخافَ.

يجب أن تكون هناك معارك هائلة، من وجهة نظرِ الإنسان الطبيعي، من أجل امتلاك تلك الأراضي وتحريرها حيث يموت الكثيرون ويتضرّرُ آخرون مدى الحياة. ولكن لم يكن هذا ما خططه الربُّ. فالأشياء المستحيلة على البشر ممكنة لدى الله. لذلك لا ينبغي أبدًا أن يسيطر الخوفُ أو فكرة استحالة هزيمة العدوّ على المؤمنين بالله القدير.

سيكون غزو تلك الأراضي وامتلاكها سهلاً للغاية بسببِ وجود ملاك الله أمامهم، ولكن للأسف لم يفكروا بهذه الطريقة. لقد خاف الإسرائيليون عندما وُضِعوا أمام تلك الأراضي وسمِعوا أنه عليهم أن يتقدَّموا ويمتلكوها كميراثٍ لهم. ثمَّ جمعوا كلَّ رؤساء العائلات وسألوا موسى إن كان بوسعهم إرسال بطلٍ من كلِّ قبيلة ليرى حال الأرض. فصلّى موسى وسمح الربُّ بذلك.

لاحِظ: سمحَ الربُّ بإرسال الجواسيس، لأنّها كانت طريقة تفكيرهم. أفكارُ البشر ليست كأفكار الله أبدًا، لذلك لا ينبغي أن نأخذها في الاعتبار. لقد تراجعوا عن إرادة الربّ الحقيقية ودخلوا في الإرادة المتساهلة. وعندما عاد الجواسيسُ، أشاع عشرة منهم مذمّة الأرض، قائلين إنه من المستحيل امتلاكها. فبكى الناسُ وصرخوا ورغبوا في العودة إلى مِصر بسببِ هذه الكلمة. لذلك تجوّلوا في البرية لمدة 40 عامًا.

عندما أرسلَ شعبه ليصعدوا ويحتلوا تلك الأرض، قال الله أنه سيدمر خصومهم. ولكن لأنهم فعلوا غير ما أمر به، فلن يدخل الإسرائيليون إلى كنعان حتى يموتَ آخرُ رجلٍ تجاوز العشرين عامًا. ثمَّ سيقومون بمعارك عديدة وسيخسرون أرواحاً كثيرة.


محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز