أَسْنِدْنِي فَأَخْلُصَ، وَأُرَاعِيَ فَرَائِضَكَ دَائِمًا (مزمور117:119)
يتوقع كلُّ مخلوق أن يعولَه الله في الوقتِ المُناسب، لكنَّ البشرية تفضِّل أن تتجاهل أنَّ الربَّ الإله لديه التزام بمساعدتنا في كفاحنا ضدَّ قوى الشَّر التي تأتي لتسرق وتذبح وتُهلك. إذا لم تشبع فعلاً، فاصرخ إلى الله طلباً للطعام الحقيقي، كلمته. عندما يُعطي خبزَ السَّماء، علينا أن نتناوله، لأنه يُشبعُ كلَّ حيٍّ رضى عندما يفتح يدهُ. لا يحجبُ العليُّ وجهه عنك لئلا تضلَّ.
تحتاج الكنيسة إلى أن تصلي وتؤمن أنّ الربَّ يُرسل روحه كي يتجدَّد عمله، ويكونُ خلاصًا لجميع الهالكين. لا تنزع منّا نسمةُ الكنيسة لئلّا نموت ونعود إلى التراب. كلُّ ما نحتاجه للوصول إلى الضالّين قد تمَّ إنجازه مسبقاً. تمرُّ الكنيسة بصحوةٍ عظيمة عندما يرسل اللهُ مسحتَه. هللويا
مستحقٌّ للدَّعوة الإلهيّة
بِكُلِّ تَوَاضُعٍ، وَوَدَاعَةٍ، وَبِطُولِ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْمَحَبَّةِ (أفسس2:4)
أرسلَ الرَّسولُ بولس رسالة إلى المؤمنين في أفسس من السِّجن الذي وُضِعَ فيهِ بسببِ إنجيل المَسيح. وبالتالي إلى جميع الإخوة في العالم، الذين انطووا تحتَ رعاية الرَّاعي الصَّالح. وعليهم أن يفحَصوا أنفسَهم فيما يتعلَّقُ بكيفيَّة سلوكِهم أمامَ الله. إنَّ هذا لكلّ من يمتلكُ دوراً في أيِّ عثرة تَحرُمُ شخصاً ما من دخولِ ملكوتِ السَّماوات، وبالتالي سيكون مسؤولاً عن خسارة هذه الحياة التي لا تقدَّر بثمنٍ.
كلُّ الذين نالوا فهماً للحياة الأبدية مدعوّون ليكونوا قدّيسين (أفسس 4:1)؛ ليفحصَ الجميعُ أنفسَهم باستمرار، وليتأكّدوا أنّهم على صوابٍ في طريقِهم مع الله. لا يستطيع المخلَّصون أن يَسيروا مثلَ الذين يجهلون معنى التَّحرّر من إمبراطورية الظلمة والانتقال إلى الملكوت الأبدي. إنَّ عملنا الذي يجب أن نقومَ به من أجل الربّ هو أن نحيا بلا أخطاء (متى 18: 7).
إنَّ دعوتنا لأن نكونَ عضوًا وجزءًا من جسَد المَسيح تتطلّب تغييرًا في العادات والتقاليد وتكريسًا أعمق بكثير من ذلك الذي يُظهره المتديِّنون. وبما أنّنا قد خلَصنا، صرنا ملوكًا وكهنة للربّ (رؤيا 1: 6). ككهنةٍ يجب علينا أن نخدمَه في كلِّ فرصة، وكملوك علينا أن نتصرَّف كأسيادٍ في أي ظرف من الظروف. الربُّ قدّوسٌ. لذلك يجب علينا أيضًا أن نكون قدّيسين. ماذا تقول؟
يجبُ على كلِّ من يخلص أن يسلكَ بتواضع بحسبِ بولس. فالله يقاوم المستكبرين كما يقولُ الكتابُ، لكنَّه يُعطي نعمة للمتواضعين. (يعقوب6:4). لاحظ جيّداً أنَّ الكتابَ المقدَّس يتحدَّث عن التواضع بكلِّ معنى الكلمة، وليس فقط بعض اللّمسات أو الآثار لهذه الفضيلة الثّمينة. وإذا لم يكن هذا أحدُ أهدافِنا، فلن نُرضي الربَّ. الغطرسة والكبرياء والأخطاء الأخرى الموجودة في الضَّالين، لم تعُد موجودة فينا. ففي النِّهاية، لقد خُلِقنا من جديدٍ في المَسيح يسوع.
نقطة أخرى هامة هي أن نسلكَ في الوداعة. فلا ينبغي أن يستفزّنا أولئك الذين يصرُّون على السَّير في الخطأ، وفي كثير من الأحيان، يصرُّون على الكذب عندما نواجِهم. إنَّ المتواضعين والودعاء الذين يثقون حقًا في الربّ، يتمتَّعون بطمأنينة النفس الكاملة ويخدمون الله بهذه الطريقة. لماذا نفقد السَّيطرة إن كان روح الله القدوس يتحكّم فينا؟ لقد مُنِحنا الحقّ والامتياز للمشاركة في سلام المخلِّص، أليس كذلك؟ هل تستمتِع بهذا السَّلام؟
إنَّ طول الأناة – الرَّجاء الصَّالح أو الخير المأمول – يجب أن يكون فضيلة للّذين وصلتْ إليهم النِّعمة الإلهية. لقد تركنا عالم الجنون والدَّمار والمعاناة. الآن نحنُ مواطنون في ملكوت الحقّ والسَّلام والقوَّة لحلِّ المشاكل. لهذا يجب أن نسعى ونسمح لروح أبينا أن يقودَنا إلى محبَّة الجميع، حتى الضَّالين.
وأخيرًا، استخدم الرُّوح القدس الرَّسول ليقول إنه يجب علينا أن ندعم بعضنا البعض في المحبّة، ونطيع الوصايا الكتابية. لا ينبغي أن تكون العقلية في كنيسة يسوع، روحًا متعصِّبة تجاه السَّاقطين والضَّالين، بل عقليّة الرَّحمة والاستعداد لاستقبالهم وقيادتهم إلى الشَّركة مع الربّ. علينا أن نكون ونتصرّف كما علَّمنا يسوع. آمين؟
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز
إذا استهانتْ الكنيسة فسيحدث لها نفسُ ما حدث لأورشليم عاصمة مملكة يهوذا التي خربتْ، وقد حذّر إشعياء سابقاً: فَإِنَّهُ هُوَذَا السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ يَنْزِعُ مِنْ أُورُشَلِيمَ وَمِنْ يَهُوذَا السَّنَدَ وَالرُّكْنَ، كُلَّ سَنَدِ خُبْزٍ، وَكُلَّ سَنَدِ مَاءٍ. (إشعياء 3: 1). وقد حدث هذا بالفعل في بعض الأماكن، فعندما يرى الناسُ العدوَّ يهاجمهم، لا ينتبهون إلى عدم مبالاتِهم.
يقعُ على عاتق الرُّعاة في الكنيسة مهمَّة أن يكونوا خدّامًا مخلصين وحكماء، يُشكّلهم الربُّ لدعم بيته خلال أيامهم. لذلك يجب عليهم أن يعيشوا عند قدمي العليّ، صارخين لأجل القطيع، مستخدمين سلطتهم لإنهاء المشاكل التي تحدث مع أعضاء الجسَد. وبهذا يكون مجدُ هذا البيت أعظم من مجدِ البيتِ الأول (حجي 2: 9). ولكن إذا لم نفعل شيئًا، فسيعاني عملُ الله بكلِّ معنى الكلمة.
ستحقّقُ الكنيسة مهمَّتها عندما تُدعم بشكل جيّد؛ وسوف تؤدي مهمَّتها، وتفعل ما أمره العليُّ. هل يُودع أحدٌ من إعوازه في بيت الله كما فعلت الأرملة الفقيرة كلَّ معيشتها (مرقس 12: 44)؟ والآن، إذا اعتمدنا على الله فقط، فسوف نرى جلاله يعمل لصالحنا. وهكذا سيتم إنقاذ الملايين من النّاس. وليس هناك فرحٌ أعظم من هذا الذي ينتظرنا. هل تؤمن؟
أهم شيء لنا هو أن نحبّ الله، لأنّه سوف يحبّنا (يوحنا 14: 21). فيجب ألّا نتحرك وفقاً لأهدافٍ تجارية، بل حسبَ إرشاد الرُّوح القدس. فيكون فرحُ الربّ هو قوَّتنا (نحميا 8: 10) يملأ قلوبنا نهارًا وليلاً. حتى القلوب الأكثر قسوة ستعترف بوجود شيءٍ مختلفٍ في وسطنا، وهذا بالتأكيد موجودٌ، فبما أنَّ الآبَ يحفظنا فلا ينقصنا شيءٌ (مزمور 23: 1). على العكس من ذلك، نحن ممتلئون بنعمتهِ.
الرّزق من عند الربّ، فأعلِنْ أنه هو الذي يمدّك بأجود القمح والثياب. وهكذا ستكون سعيدًا للغاية. فدون دعمه لن تجدَ لذّة في شريعة الله، وبالتالي تنتقل من هفوةٍ إلى أخرى، ومن مشكلة إلى أخرى. ولكن معه تفرح دائمًا. ماذا ستفعل؟
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز