رسالة اليوم

27/07/2024 - لا يرضى اللهُ بالتديُّنِ

الَّذِينَ قَتَلُوا الرَّبَّ يَسُوعَ وَأَنْبِيَاءَهُمْ، وَاضْطَهَدُونَا نَحْنُ. وَهُمْ غَيْرُ مُرْضِينَ ِللهِ وَأَضْدَادٌ لِجَمِيعِ النَّاسِ. (١ تسالونيكي ٢: ١٥)

إنَّ أسوأ شيء يُمكن أن يحدث للمرءِ الذي يخدم الله هو السَّماح لإبليس بوضع أكاذيبه في قلبه. وبالتالي، لا يقوم هذا الشخص بالعمل المطلوب، ويتصرَّف كشخص ضالٍّ. فيفكِّر مثل الضالّين ويصبح خطراً على الإيمان. بالتالي، لا يهم مدى محاولته، فهو غير قادر على السير مع الآب مجدّداً.

بالرَّغم من عدم رغبة إحداهنَّ بالذّهاب إلى الجحيم؛ إلّا أنَّها تسمح للعدوِّ بخداعها بحقيقة عدم شعورها بحضور الربِّ فيما بعد. وتفكِّر في وقتٍ ما بأنَّ الربَّ ليس حازماً، فتتحوَّل إلى شخص متديّن. ونجدها تبكي أثناءَ الصلاة، وتتحدَّث بلطف عن الله، لكنْ في أعماقها تعرف أنَّها مجرد خدمة شفاه، وكلمات فارغة وبلا معنى.

لمَ لا ترجع إلى مصدر الماء الحيّ، الشخص الذي يمكنه أن يغفر ويغيّر حياتك وشخصيَّتك؟ لأنَّك عندما تبتعد عن العليّ تصبح محاطاً بالأمور الرديئة. يخدع المتديّنُ نفسه، متوقّعاً أنَّ الله يتغيَّر ويسمح للإنسان بالانغماس في ملذّاته وشهواته، حتى لو كان تصرُّفه مداناً بوضوحٍ. فإنَّ ارتكاب الشخص للخطيَّة يقوده إلى التصرُّف والعمل ضدَّ الروح القدس. لذا، ارفض واهرب من التديُّن.

إنَّ إطاعة الكلمة والتّوبة عن خطاياك والاعتراف بها، والبدء ثانيّة بحياة جديدة بالإيمان بيسوع المسيح هو التصرُّف الواجب فعله. يعلمُ إبليس مع اقترابِ نهاية الزّمان أنَّه لم يتبقَّ له سوى وقت قصير، فيقوم بالكذب أكثر فأكثر، مستخدماً جميع أنواع مكره لإقناع المؤمنين بأنَّه لا بأس بالمساومة وفعل أمورٍ ضدَّ الكتاب المقدَّس (رؤيا يوحنا ١٢:١٢). يصبح الشخصُ خطيراً جداً عندما يسيطر عليه التديُّن.

لقد قتل قادة اليهودِ ربَّنا حسداً وخوفاً من خسارة منصبهم الاجتماعيّ. فقد علموا بأنَّ يسوعَ الذي صنع المعجزات هو ابن الله، لكنَّه كان بمثابة تهديدٍ بالنسبة إليهم، لكون الناس فضّلوا تبعيّته. وبهذه الطريقة، سيتمُّ قريباً إخلاء المعابد وإزالة مصدر دخلهم. للأسف، يحدث نفس الشيء في هذه الأيام.

شعر شاول الطرسوسيّ برغبةٍ في إماتة أتباعِ المسيح، لكن لماذا؟ لأنَّه تمَّ شفاء المرضى، وهذا لم يحصل في اليهوديَّة. ونال الخطاةُ الخلاصَ، ولم يُسجَّل عن نفس واحدة تتحوَّل في معبد يهوديٍّ. فقد أراد شاولُ محو الخير من الوجود، لأنَّه لم يُستَخدم هو أو أقرانه في صنع مثل هذه القوَّات. كان إبليسُ مصدر غضب هذا الرَّجل من "الحقِّ".

رجم هؤلاءُ الرجال إستيفانوس بدوافع خبيثة، ورجموا بولسَ أيضاً بعد سنواتٍ قليلة، وتركوه فقط لأنَّهم ظنّوا أنَّه مات. لقد تمَّ جر الرسول في شارع المدينة، تاركين إيَّاه مطروحاً، وغالباً بلا حياةٍ. ثمَّ قام بولس بعد أن أحاط به التلاميذُ (أعمال الرسل ١٩:١٤-٢٠). كان القتلُ بالنّسبة لأولئك القادة الدينيّين الأتقياء وسيلةً لعدم فقدان أتباعهم.

محبَّتي لكم في المسيحِ

د. ر. ر. سوارز