هذِهِ أَسْمَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يُشَيْبَ بَشَّبَثُ التَّحْكَمُونِيُّ رَئِيسُ الثَّلاَثَةِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَمَانِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دَفْعَةً وَاحِدَةً. (صموئيل الثاني8:23)
يكادُ يكون مستحيلاً القيام بالعملِ الإلهي دون مساعدة أناسٍ أقامَهم الله، وهم على استعدادٍ للعمل إلى جانبنا، ومساعدتنا في احتياجاتنا. يقول الكتابُ المقدَّس اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ (جامعة 4: 9)، لذا يجب أن ندعو الربَّ كي يُرشدنا إلى الذين يريدون الانضمام إلينا في معاركنا الروحية. للأسفٍ لسنا دائمًا مجهزين ومستعدّين جيدًا لمواجهة العدوّ. وفي هذه الحالة، من الجيد والمفيد أن يكون لدينا أخوة كفؤ، أعدَّهم الله العليّ.
يجب أن ننزع من قلوبنا فكرة الهزيمة في بعض المعارك، لأنه إذا قادنا الربُّ لمحاربة العدوّ، فقد منحنا الفوز مسبقاً. كان لدى داود رجالٌ أقوياء تحت قيادته، ساروا معه ضدّ خصومه وهزموهم. إلى جانب كونهم رجالًا شجعاناً، كانوا أيضًا خائفين الله ومحترمين المسحة التي منحَها الربُّ لابن يسّى.
لم يُسجَّل قط في أيام داود أنّ إسرائيل عانت من أيّ هزيمة؛ بالنهاية كان الملك يعلم أنه يحاربُ حروبَ الربّ. وبالمثل، إذا هاجمنا شرٌّ في جسدنا أو روحنا وقمنا بالتخلص منه، فإننا نخوض حروبَ الله، لأنَّ جسدنا هيكلٌ له. وعندما نكافحُ من أجل ابنٍ لله، فإننا نفعل ذلك من أجل شخص هو جزء من ميراث العليّ؛ وهكذا ننال العونَ الإلهي.
لا أحد يقفُ في وجه الذين يخوضون معارك العليّ. ولكن إذا خافَ جنديُّ الصَّليب، فعليه أن يعود إلى بيته ويتعلّم خدمة الربِّ بكلِّ قوَّته وقلبه ونفسه. والذي لا يتمتع بعلاقة سليمة مع الله، فلا يجب أن يواجه الشَّيطان. من الأفضل عدم الذهاب من أن يذهب ويُهزم. لكنّ اسم الربِّ لا يُخزى أبدًا.
مكّن الله كلَّ رجل من رجال داود الأقوياء، مثل يُشَيْبَ، من مقاومة الثمانمائة وقتلهم دفعة واحدة. كيف يمكن لرجل دون أسلحة حديثة أن يهزمَ هذا العدد الكبير من الأعداء؟ حسنًا، نحن نتحدَّث عن شخصٍ مُمسوح لهذه المكانة. افهم أين وضعك الربُّ، واثبت فيه، عاملًا المشيئة الإلهية. حينئذٍ سيُكتب أنك استُخدِمت لصُنع العجائب. فعندما تكون المعركة للربّ، سوف يستخدمنا بالتأكيد.
ساعدَ هؤلاء الرِّجال داود في الحفاظ على سيادة إسرائيل، وربما النّظام الدّاخلي أيضًا. ماذا نفعل لملكوت الله هنا على الأرض؟ هل نساعد الناس على فهم الكلمة، أم نستغلّهم لأغراضٍ شخصية؟ من المؤكد أنَّ الذين يستخدمون نعمة الله للإثراء الشَّخصي غير المشروع، أو لأسبابٍ أخرى، لا يدركون مقدار الضَّرر الذي يلحقونه بأنفسهم.
سيتسع ملكوت الله بشكل كبير إذا كرّس الذين رفعهم الربُّ في مناصب عليا أنفسهم لتحقيق دعوتهم النَّبيلة بتفانٍ كاملٍ! لم تُهزم إسرائيل قط في عهدِ داود. تأمل ما عليك فعله لإتمام رسالتكَ.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز