3قَالَ إِلهُ إِسْرَائِيلَ. إِلَيَّ تَكَلَّمَ صَخْرَةُ إِسْرَائِيلَ: إِذَا تَسَلَّطَ عَلَى النَّاسِ بَارٌّ يَتَسَلَّطُ بِخَوْفِ اللهِ، (صموئيل الثاني3:23)
حظيَ داودُ بشرف محبّة الربّ منذ نعومةِ أظفاره. ولأنه لم يكن إنساناً حاقدًا، لم يحمل الملكُ المستقبلي أيّ ضغينة إذ أُرسلَ من قبلِ والده لرعاية غنم العائلة. وهناك كرّس داودُ وقته للتواصل مع الله، والعزف على القيثارة، وقيادة القطيع إلى الحقول الخضراء والمياه الهادئة. وهكذا أطعمَ واعتنى بمواشي عائلتهِ.
اعتبرَ هذا الرَّاعي الصَّغير نفسه بلا حقوق، لأنّه الابن الثامن لعائلة بسيطة (صموئيل الأول ١٦: ١٠، ١١). بناءً على ذلك، ماذا كان ينتظر؟ سيرث الابنُ البكر ضعف ما يرثه، وإذا مات الابن الأول، يخلفه الثاني. بالنظر إلى النظام الطبيعي، لن يأتي دوره أبدًا. ولكن بسببِ تمسُّك داود بإيمانه بالله العلي، بدأت أمورٌ طيّبة تحدثُ له، فصارَ ملكًا وراعيًا لإسرائيل. سيأتي يومك أنت أيضًا.
وضعَ داود إيمانه في إله إسرائيل، وهذا فهمٌ كان لدى يعقوب عن الربّ (تكوين ٣٣: ٢٠). واليوم، لا داعي لأن نُعلن الشَّيء نفسه عن العليّ، لأنَّ الوحي قد توسّع على يد داود وسائر خدّام القدير، الذين خدموه قبل مجيء يسوع، والآن اكتملَ الوحيُ. فالله هو إله وأبو ربّنا ومخلصنا يسوع المسيح. الآن لدينا إعلانُ الربّ كاملاً، ولهذا السَّبب نحن أكثر من منتصرين.
صرَّح ابنُ يسى أنَّ إله إسرائيل، صخرة إسرائيل، قد كلّمه. وهذا جعل داود ينتصر في المعارك، لأنه تشبَّث بتوجيهات الربِّ ولم يتخلّى عنها. لذلك حافظ على الوحي بإيمانه به وتكراره بدقةٍ. وعندما أخبره الله أنَّ إنساناً بارًا سيملكُ على البشرِ (صموئيل الثاني ٢٣: ٢-٣)، كان يتحدث عن يسوع، الذي سيأتي إلى العالم لينقذنا من مملكة الظلمة (إشعياء ٦١: ١). هللويا
هذه السِّيادة ستكون في مخافة الربّ، احترامًا لِما أخبره الله به. إن كنت ترغب في التغلّب على معاركك، فكُنْ دائمًا على وفاقٍ مع العليّ من خلال الأسفارِ المقدّسة. ففيها تجد القوَّة على القيام بالعمل الذي يرضيه. يجب أن تؤمن بكلّ ما تتعلمه من القدير، ومن هذه التعليمات، يجب أن يكون أسلوبك في العمل في احترامٍ تامٍ له.
لقد جاء البارُّ وأنقذنا من مملكة الشَّر (كولوسي ١: ١٣، ١٤). لذلك، لا داعي للخوف من الشَّيطان أو أجناده، لأنهم لا يستطيعون الوصول إلينا. ارفض أيَّ تعليم يقودك إلى مزيد من الفشلِ في حياة الإيمان، قائلاً إنك إذا كنت شجاعًا، سينقلبُ الشَّيطان عليك ويهاجمك ويجعلك تعاني. هذا ليسَ صحيحًا أبدًا؛ بل على العكس، يخاف الشّرير عندما نتحدَّث باسم يسوع (مرقس ١٦: ١٧، ١٨).
التزم بما يقوله لك الصَّخرة الأبدية، إله وأبو المَسيح، لأنه يقول الحقَّ. بفهمك للكلمة، لك حقوقٌ وامتيازاتٌ في يسوع. الإيمان بالله العليّ كافٍ لخلاصك ونصرتك. محبّة الله هي الإيمان بكلمتهِ.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز