إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ، فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟ (يوحنا12:3)
إنَّ الأحداث الأرضيّة التي تبدو لنا هائلة – مثل العواصفِ المدمّرة التي تحدث حولَ العالم – إذا قورنت بتلك التي تحدث في العالم الرُّوحي، فإنّها تصبح لا شيء. إذا عرفنا كيف نتصرَّف لوضع قوَّة الله موضع التنفيذ، فسوف نضع حدًّا لكلِّ أمرٍ غير صالح يسبّب لنا الضَّرر. يجب أن نعيشَ مصلّين وفقًا للكلمة.
تحدثُ أعظمُ الاضطرابات في العالم الرُّوحي، وأعظم الانتصارات أيضًا؛ ولكن من الضَّروري تصحيح الأمور الأرضيّة أوَّلاً حتى ننتقل إلى التفكير في الأمور السَّماوية. فلا نسمح للعاطفة والمشاعر القاسية والكراهية بالسَّيطرة علينا، ممَّا يجلب الضِّيق والألم، ولن ننمو في نعمة الربّ ولن نتذوّق قوَّة العالم الآتي. ليساعدنا الله على العيش وفقًا لإرادته المرضيّة والصّالحة والكاملة، وعندئذٍ سنكون سعداءً.
إنَّ ما نعانيه أو نستفيد منه على الأرض يأتي من العالم الرُّوحي، الأمرُ الذي دفع بولسَ إلى الكتابة في رسالة أفسس ليقول إنَّ الربَّ باركه بكلِّ البركات الرُّوحية في المَسيح (أفسس 1: 3). إنَّ الذين لا ينمون في الإيمان يعيشون في عذابٍ دائم مصدره العدوّ. وهو يعرفُ غالبًا أننا لا نفكر بأفكار عُليا لأننا نواجه العديد من المعارك، يفعل كلَّ ما في وسعه حتى لا نتقدم في معرفتنا بالمَسيح ومكانتنا فيه. الرَّحمة!
لقد تعلّمنا أن نطلبَ عالم الله الكامل، حيث سنعيش إلى الأبد. لذلك يجب أن نكونَ منفتحين على الربّ حتى أثناءَ المعارك والخداع. وهكذا بنعمة الله كما هو موضّح في الكتاب المقدَّس، سنعرف كيف نتصرَّف ونتمسَّك بما أعطانا إياه الآبُ. هللويا
أعلنَ يسوعُ أنَّ ملكوت الله قد أُعِدَّ منذ تأسيس العالم (متى 25: 34)، ولكن من المؤسف أنَّ خطيئة آدم سرقت منّا هذه البركة. ولكن بمجيء آدم الثاني، تمّ فداء الخليقة لنا؛ "علينا فقط أن نسيرَ مع الربّ ونعمل مشيئته. قوِّي إيمانك كلّ يوم، واسقِ روحك بالكلمة. عندها ستتقوى وستكون الابن الذي أراده الله القدير دائمًا.
عندما نؤمن ونواظبُ على تبعيّة يسوع، سنُعطى الدّخول إلى عالم أبينا السَّماوي، حيث لا يوجد ألم ولا شرّ. لا شكَّ أنَّ النَّصرَ ينتمي إلى أبناء العليّ، طالما أنهم لم يقبلوا الخطيئة. وهكذا بينما يعيشون لإرضاء الله، ستكونُ كلّ الأشياء لصالحهم. الربُّ يحبُّ الذين يحفظون وصاياه. ماذا تقول؟
أين ستقضي الأبدية إذا متَّ الآن؟ كُنْ يقظًا وصلِّ حتى لا تقع في التّجربة وتفقد البركات التي أعدّها الله لك. أمَّا بالنِّسبة للعذاب الأبدي، فلن يمسَّ الذين يمارسون الإرادة الإلهية. أمّا الذين تقودهم خطايا الجسَد فلن يتذوَّقوا البركات السَّماوية.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز