وَيُسَمِّعُ الرَّبُّ جَلاَلَ صَوْتِهِ، وَيُرِي نُزُولَ ذِرَاعِهِ بِهَيَجَانِ غَضَبٍ وَلَهِيبِ نَارٍ آكِلَةٍ، نَوْءٍ وَسَيْل وَحِجَارَةِ بَرَدٍ. (إشعياء30:30)
ما أجملَ الأيام التي نعيشَها! كما قال يسوع: لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ كَثِيرِينَ وَمُلُوكًا أَرَادُوا أَنْ يَنْظُرُوا مَا أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ وَلَمْ يَنْظُرُوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا» (لوقا 10: 24)؛ ولكن للأسف، لا نولي الاهتمامَ الواجبَ لحقيقةٍ ثمينة مثل هذه، والتي أعلنها روحُ الله من خلال النبيّ إشعياء. استيقظي أيّتها الكنيسة! إنَّ مكانتك في المخلِّص أعظم ممَّا تتخيّلين أو تفهمين. ما يمكن أن نحصلَ عليه من الربِّ يتجاوز العقل البشري وسيجعلنا منتصرين في كلِّ شيءٍ.
سوف يجعلُ العليُّ مجدَ صوتهِ مسموعًا. يا له من إعلانٍ ورسالة لنا! إنَّ هذا المجد يشكِّلُ عمل الخطة الإلهيّة لشفاء المرضى وحلِّ مشاكل وصعوبات النّاس. نحن الشَّعبُ المختار لنحمل إلى أقاصي الأرض معرفة الواحدِ الشافي والمحرّر، والذي هو وراء كلِّ ما يخصُّ وجودنا وخلاصنا.
عندما نمتلكُ المعرفة الكاملة بهذا المَجد، سنفعلُ نفس الأعمال التي فعلها المَسيح، سنحرِّر الأسرى والمُضطهدين من أكثر حالات المَسّ الشَّيطاني تعقيدًا وصعوبة، وسنحقِّق نتائج إيجابية لمشاكل لا يُمكن حلَّها. يمكننا أن نأخذ على سبيل المثال إزالة قوَّة النَّار على الحرق أو التسبّب في أيّ ضرر، كما حدث في الأتون الذي حمّاه نبوخذ نصَّر سبع مراتٍ مضاعفة، أو ترويض الأسود الشَّرسة في الجبّ الذي أُلقِيَ فيه دانيال كطعام لهم. الربُّ وحدهُ لديه هذا المَجد والفضيلة.
سيمنحنا القديرُ رؤية قوّة ذراعه، وهو يُنجز الانتصارات في المعركة لصالحِ شعبهِ. عندها سيرى الجميعُ أنه يعيش حقًا بيننا. وقتنا ليس وقتًا للدُّموع أو الخوف أو الحُزن، بل هو وقتٌ للفرح. الله الذي نعبده لا يتغيَّر (ملاخي 3: 6). لم يَعُد بإمكان الشَّيطان أن يهزمَنا أو يسيطر علينا أو يُخجلنا. لأنّنا أعظم من منتصرين في كلّ الشدائدِ (رومية 8: 37). العليُّ صالحٌ في طرقهِ.
نحنُ بحاجة إلى رؤيةِ مجدَ الله وقوّة ذراعه، العاملة في وسطِنا، مع سَخط غضبه ولهيب نارِه الآكلة، مع عاصفتهِ المشتّتة وحجارة برَدهِ. إنَّ حديث الربّ بهذه الطريقة هو علامة على أنه يريد تكرار الأعمال المسجّلة في الكتاب المقدَّس في حياة الذين يثقون به. إنهم ممتلئون بالقوة والمجد وبالتأكيد يملؤون الأرواح الشّريرة بالخَوف. أولئك الذين لديهم إيمانٌ بالمَسيح لن يخجلوا أبدًا. آمِنوا وعيشوا.
إنَّ صوتَ الربّ يجلبُ المجدَ بالقوَّة للقيام بما يُعلن عنه. عندما يحرّك العليُّ ذراعه، يفعل ذلك بسخط غضبهِ. لا يستطيع الشِّرير أن يتحمّل هذا، لأنَّ الله يأتي بالبرقِ والرَّعد والعواصف وحجارة البرَد أيضًا. يعرف العدوُّ أنَّ هذا سيكون عرضًا للقوة يتجاوز قدرته على التحمّل أو الصُّمود. هللويا
أخيرًا، بناءً على الوحي الموجود في هذه الآية، هيّئ نفسَك لهزيمة الشَّر الذي يستنفِذ حياتك؛ وإلّا فسوف تُهزم. إنَّ الله القدير يحاربُ بما يكفي لهزيمة مملكة الظلام. لصالحِ الذين يؤمنون بأن النَّصرَ مؤكدٌ. آمين
محبتي لكم في المسيح
د.ر.ر. سوارز