لأَنَّ يُوحَنَّا جَاءَكُمْ فِي طَرِيقِ الْحَقِّ فَلَمْ تُؤْمِنُوا بِهِ، وَأَمَّا الْعَشَّارُونَ وَالزَّوَاني فَآمَنُوا بِهِ. وَأَنْتُمْ إِذْ رَأَيْتُمْ لَمْ تَنْدَمُوا أَخِيرًا لِتُؤْمِنُوا بِهِ. (متى 32:21)
قد تظهر خطَّة الخلاص بِعدَّة طرق لكنْ يجب أنْ تكون طرقاً كتابيَّة وحاصلة على موافقة الربِّ. فمن الضروري للناس أنْ يتوبوا لذلك لا نستطيع أنْ ننتقد الطريقة التي يتكلَّم بها البعضُ عن محبَّة الله. ولهذا السبب علينا أن نأخذ في الحُسبان قبول العمل الذي يتمُّ بواسطة الآيات والعجائب والمعجزات. قد تبدو الإعلانات شيئاً خاطئاً لكنَّ العليَّ لا يُخطئ البتَّة.
تمَّ قبول شدَّة وحزمِ يوحنا المعمدان وأيدَّه العليُّ بالآيات التي تلتْ كرازته وغالباً ما غيَّر الضالّون حياتهم. ما هو المربح بخطاب رسميٍّ أو شهادة الناس الذين اقتنعوا أنَّهم شُفيوا إنْ ظلَّت حياتهم على حالها؟ لأنَّه حينما يولدُ الناس ثانيةً، يأتي الله إلى كيانهم. هل سيعملُ الشيطان ضدَّ نفسه ويُعطي المجد للآب السماوي؟ لذلك أنَّ شهادة الربِّ بالغة الأهميَّة.
كان يوحنا المعمدان بالنسبة لناموس موسى شخصاً بلا عيبٍ في طريقته باقتياد الناس إلى الاعتراف والتوبة عن خطاياهم وتغيير اتِّجاههم. لكنْ ليس جميع الناس قبلوه؛ خاصَّةً أولئك المتدِّينين منهم. واليومُ، نعيش في زمن النعمة حيثُ يؤمن الناس بيسوع ويصبحوا أولاد الله. في الواقع أنَّ البركة الأعظم هي غفران خطاياك واستقبال تأكيد الخلاص والامتلاء من الروح القدس. هللويا!
دعا يسوع طريقة يوحنا في الكرزاة طريقة للبرِّ، ومن خلال سماع الناس له اعترفوا بمعاصيهم أمام العامَّة ومن ثمَّ اعتمدوا. لكنْ بالرغم من أنَّ العديدين قد أبصروا هذه الأحداث إلَّا أنَّهم لم يؤمنوا برسالته. لذا، فإنَّ الشيء الهامُّ في كلِّ خدمة هو ليس الحدث أو البرنامج الذي تمَّ إنجازه، بل التحوُّل في حياة الناس. لمنَ السهل نصب مسرح وتشغيل برنامج، لكنْ فقط الذين أرسلهم الله يمكنهم جعل الربِّ يعملُ. يكرم العليُّ الخدَّام الحقيقيِّين!
لم يكُن على يوحنا تغيير نمط رسالته فقط لأجل علَّامة الناموس والفريسيّين والكتبة، ولأنَّهم كانوا على خطأ في تصرُّفهم أمام الربِّ، لم يؤمنوا بالكلام الذي كرز به يوحنا. لذا، إذا سمحنا لله باستخدامنا فسوف نرى الذين يعانون يأتون إلينا ويتحوَّلون بالقدرة الإلهيَّة حيثُ إنَّ شهادة الآب عن أفعالنا تأتي من خلال النفوس التي تتحوَّل والأعمال المعجزيَّة الموعودة في الكتاب المقدَّس.
في الحقيقة أنَّ جُباة الضرائب (اليهود الذي عملوا لصالح الإمبراطورية الرومانيَّة) والزُّناة (النساء اللواتي بعنَ أجسادهنَّ في سبيل المال) تغيرَّت حياتهم بكرازة يوحنا وليس بسبب مشورة المتديِّنين، واعترفوا بأنَّ الله يستخدمه. إذن، يؤيِّدنا الربُّ عندما يتحوَّل الضالون بقوَّته التي تفعل الآيات عندما نصلِّي.
يستخدم العليُّ أيَّ شخص طالما أنَّه يتَّكل على الإنجيل لذا فإنَّ الرسالة التي تصل هي الأكثر أهميَّة وعلى خادم الله أنْ يقلقَ بشأن الموافقة الإلهيَّة ويفعل ما يأمره به وليس ما يرغب الناس برؤيته.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز