لأَنَّ «تُفْتَةَ» مُرَتَّبَةٌ مُنْذُ الأَمْسِ، مُهَيَّأَةٌ هِيَ أَيْضًا لِلْمَلِكِ، عَمِيقَةٌ وَاسِعَةٌ، كُومَتُهَا نَارٌ وَحَطَبٌ بِكَثْرَةٍ. نَفْخَةُ الرَّبِّ كَنَهْرِ كِبْرِيتٍ تُوقِدُهَا (اشعياء33:30)
لم تُحبَط عزيمة الله عندما خدعَ الشَّيطانُ آدم وحواء، بل سرعان ما أعدَّ نارًا عظيمة للمُخادع وملائكته. وبالتالي ستنتهي أنشطته في وسط الشَّعب المقدَّس إلى الأبد. من لا يحبّ الله القدير، بل يستمتِع بفعل الخطأ ويقول إنّ لا مشكلة لديه بقبول الدَّينونة الأبدية، سيصرخُ يائسًا عند سماع الحُكم السَّلبي الصَّادر عليه. يا له من إنسانٍ ساذج!
الشَّيطانُ هو ملكُ الأكاذيب والمُخادعين، وسيِّد العبيد الذين يطيعونه. لذلك لا تقع في أيٍّ من رغباته أبدًا، لئلّا تتيهَ وتصبح حياتك بلا هدف، فلا تتمكّن من مقاومة الظلم. أولئك الذين يتمرَّدون على وصايا الربّ، ولا يطلبون التوبة ولا المغفرة، سيُعانون إلى الأبد، لأنّ فُرَص الرّجوع إلى الربّ ستكون معدومة.
النَّار عميقة وواسعة، وأولئك الذين يسقطون فيها لن يصِلوا إلى قاعها أبدًا حتى خلالَ مليون عام. إنَّ محيطها كبيرٌ بما يكفي لاستيعابِ جميعِ الذين لا يتلقون كلمة الله أو يطيعونها. ولن يجدوا لحظة واحدة أو مكانًا للرَّاحة خلال الأبدية، لأنَّهم سيظلّون في حالة السُّقوط إلى الأبد. كما ستكون حياة الذين لا يتوبون اليوم متّسِمة بالحماقة والفظاعة لأنّهم لا يَسعون إلى نوال المغفرة الإلهيّة.
إنَّ تصميمَ نار الموقد الذي يصنعه الإنسان هو من الخشب، ولكن تلك التي يعدِّها الربّ لسيّد الكذبة هي من قضبان النّار. بمجرَّد إحراقِها أو إشعالها، ستحترق إلى الأبد. أولئك الذين لا يرجعون إلى الله هم في أسوأ وضعٍ ممكن. لهذا دُعينا وكُلِّفنا بالتبشير بالحقّ، لأنَّ العواقب ستكون رهيبة للذين حُكِم عليهم بالعذاب الأبدي. لن تكون هناك رحمة أو محبّة أو غفران في الدَّينونة، ولا خلاص أيضاً. هيِّئ نفسَك!
هذه النّارُ مليئة بالوقود الكافي فلا تنطفئ أبدًا. الدَّينونة أبدية، وكذلك الخلاص. حيثُ يدخلُ المخلَّصون إلى ملكوت السَّماوات، ويكتشفون على مدى قرونٍ كثيرةٍ عظمة القدير، ويشتركون في الخيرات التي لا يستطيع عقلُ الإنسان أن يتصوّرها أو يفهمها، والتي لم ترَها عينٌ ولم تسمع بها أذنٌ (1كورنثوس 2: 9). وفي هذه الحالة وحدها، فإنَّ خسارة الذين تُرِكوا بعيداً ستكونُ هائلة!
إنَّ نَفْخَةُ الله سوف تُشعل هذه النّار بالكبريت، ولن تنطفئ مرة أخرى. إنَّ هذا الأمرُ خطيرٌ للغاية لدرجة أنَّ الآبَ أرسل ابنه الوحيد، ليمنح الخلاص للبشرية. أولئك الذين يتردَّدون في قبول يسوع كمخلِّصٍ لهم – ويؤجلونَ هذه الخطوة إلى النِّهاية، وليس لديهم وقتٌ للتوبة - سوف يُدانون. اتَّخِذ هذا القرار الآن!
إنَّ تُفْتَةَ لم تُصنع من أجل الإنسان أو من أجل ملك آشور، الذي يمثل المُهلك، بل صُنعِتْ من أجل الشَّيطان وملائكته. أشفِق على من يرفض دعوة القدير. سوف يُلقى في النار التي لن يخلص منها أبدًا. ما هو مصيرك الأبدي؟ هل فكَّرتَ في هذا؟
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز