غَدًا انْزِلُوا عَلَيْهِمْ. هُوَذَا هُمْ صَاعِدُونَ فِي عَقَبَةِ صِيصَ فَتَجِدُوهُمْ فِي أَقْصَى الْوَادِي أَمَامَ بَرِّيَّةِ يَرُوئِيلَ. (أخبار الأيام الثاني 16:20)
إنَّ عمل الله كاملٌ في كلِّ تفصيل لذا علينا أنْ ننظرَ باستمرارِ إلى الربِّ ونصغي إلى إرشاداته لأنَّ إعلاناته صحيحة جداً ومُزوَّدة بالقوَّة اللّازمة لتحقيق الانتصار. تذكَّر: العليُّ منتصر في أيِّ معركة. وإذا تشاركت معه في كلِّ معاركك، المشاركة التي تحصل عليها بواسطة الوثوق به، فسوف تنجح. إذن، آمنْ!
كيف يمكن للعدوِّ الهروب من يديِّ الله أو النَّجاح في طرقه الشريرة طالما أنَّ الربَّ يعلم كلَّ شيء وهو جبَّارٌ؟ لذا سلِّم له وثِق بوعوده وإعلاناته ومن ثمَّ بأقلِّ جهدٍ مُمكن سيخلِّصك من الوضع الصعب وسيحلُّ كلَّ ظرف مستحيل. لا يخسر العليُّ معركة مع العدوِّ، فهو رجل الحرب الذي تحتاجه للوقوف إلى جانبك.
إنَّ المعركة التي شنَّها الملك يهوشافاط على شعب جبل سعير والعمونيّين والموآبيّين كانت شبه مستحيلة بالنسبة ليهوذا لأنَّ عدد مُحاربي الأعداء فاق عددهم. دعا الملك الشعب لنقل تقرير الأخطار والمخاطر، لكنَّ الله أقام نبيّاً قَالَ: "لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا بِسَبَبِ هذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ، لأَنَّ الْحَرْبَ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ ِللهِ." فلن يموت إسرائيليٌّ واحد لكنْ عليهم فعل شيء لم يُفعل من ذي قبلٍ، وفعلوه (أخبار الأيام الثاني 3:20-22). هللويا!
لم ولن يوجد قائدٌ في أيِّ جيش يأمر جنوده مثلما فعل يهوشافاط. وقد قال النبيُّ: لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَارِبُوا فِي هذِهِ. قِفُوا اثْبُتُوا وَانْظُرُوا خَلاَصَ الرَّبِّ مَعَكُمْ يَا يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمُ. لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا. غَدًا اخْرُجُوا لِلِقَائِهِمْ وَالرَّبُّ مَعَكُمْ». (الآية 17) وحالما تسلَّم الملك هذه الرسالة، سجد أمام الله وتلقّى التعليمات (الآية 18). وبالرَّغم من أنَّ الأمر بدا مجنوناً إلَّا أنَّ بني يعقوب الشُجعان تصرَّفوا وفقاً لذلك ونالوا النجاح.
مهما كانت مشكلتك دَع الربَّ يخطِّط لكلِّ شيء وسترى كم من السهل أنْ تكون منتصراً فكلُّ الذين يتأمَّلون في الكلمة ويفهمونها يكونوا قادرين على تنفيذها، ولذلك يكونوا ناجحين ويجلبوا المجد لملكوت الله. كما أنَّك عندما تُطيع بكل السُّبل ستنجو من الشرِّ وستعرف الحقَّ والحقُّ يحرِّرك.
عندما أتوا إلى الحرب، رأوا كم أنَّ القدير صالح وأمين لأنَّهم لم يضّطروا إلى المحاربة ضدَّ أيِّ أحد. ومن ساعة إلى أخرى، نظرَ اثنان من الثلاثة المُتحالفين على يهوذا؛ ألْا وهم العمونيّون والموآبيّون إلى أولئك الذين لجبل سعير وأبادوهم ومن ثمَّ شرعوا لإهلاك بعضهم البعض. ولم يكُن على بني يعقوب سوى جَمعِ الغنائم (الآيات 23-25). المجدُ لله!
كلُّ الذين يتبعون إرشادات السماء ينتصرون في كلِّ حروبهم. لذلك، أمضِ وقتاً كلَّ يوم في قراءة الإنجيل وتأمَّل في الكتاب المقدَّس، فهذه هي طريقة الله لقيادة وإرشاد شعبه وطالما أنَّه راعيك فلن يعوزك شيء. ماذا سيكون موقفك منذ الآن؟
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز