مَا أَحْلَى قَوْلَكَ لِحَنَكِي! أَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ لِفَمِي (مزمور103:119)
إنَّ إحدى علاماتِ الرِّسالة الآتية من الله هي الحلاوة التي تجلبها إلى قلوبنا، حتى وإن كان غرضُها التّوبيخ. إنها حياة وتُظهِر ما نحتاج إليه لنعيشَ وفقًا للكتاب المقدَّس، بعيدًا عن قبضة العدوّ وبالتالي تجعلنا مستعدّين لممارسة البرّ في كلِّ وقت. نتعلّم حقوقنا في المَسيح من خلالِ الكلمة والوصايا التي تجعلنا نختبِر أنّنا نحبّ الله وأنَّ وعوده ستجلبُ النَّصر الكاملَ لنا.
إنَّ ما يقوله الربُّ يشجّعنا على الجهاد والحصول على ما نحتاج إليه. كلمته لا تأتي لإدانتنا أبدًا، بل لتحذيرنا إذا كنّا في الطريق الخطأ، وفي نفس الوقت، لتباركنا بالقوّة حتى ننجو من عمل العدوّ. الكلمة هو ابن الله ذاته، لأنه الكائنُ مع الله قبلَ بدء الخليقة، وهو الله (يوحنا 1: 1). الكلمة تأخذ مكان يسوع في حياتنا، وعندما نستمع إلى الكلمة، نضع القوَّة الإلهية موضع التنفيذ. افعلْ هذا.
يستطيع كلُّ إنسانٍ أن يُدركَ إن كان ما يسمعه صادراً من الربّ أم لا لسببٍ واحد: الإنسان خُلِق في الكلمة وله وبهِ. ولكن عندما أخطأ آدم، ابتعد الله عن الإنسان، الذي أصبح ذو روحٍ فارغة. ولكن عندما نستمع إلى رسالة من الآب، نشعر بالسَّلام تجاهها. وأحياناً نشعر بأننا نعرفها مسبقاً. فقبول يسوع هو قبول الكلمة.
لا مجال للمقارنة بين كلمة الله وكلمة أيّة ديانة أو إنسان، لأنَّ كلمة العليّ نقية وهي ترسٌ للذين يثقون به (أمثال 30: 5). لن تقع في مشكلة أبداً إذا اتبعتها، ولن تقودك إلى الخطيئة أبداً. من يتمِّم الوصايا يحبُّ الآب، ويحبّه يسوع. الله يتمِّم ما يقوله دائماً (مزمور 89: 34).
بعد أن تقبلَ كلمة الربّ، تصبح مؤهلاً كي يستخدمك بقوّته. وحقيقة أنَّ الكلمة ترشد حياتك تجعلك مستعدًّا لاستخدام القوَّة الإلهيّة. لذلك أَطلقَ الكتابُ المقدَّس على الذين استخدموا كلمته في الماضي اسم "آلهة" (مزمور 82: 6؛ يوحنا 10: 34). لذلك، لا تخفْ أبدًا من تنفيذ ما تقوله، لأنَّ الكلمة بأكملها التي أرسلها الله تجلب القوَّة لتنفيذ ما تعلنهُ.
كُنْ حذرًا من الذين يزيّفون الكلمة، والذين هم ماكرون ولا يرفضون الأشياء المخفيّة بشكلٍ مُخزٍ. الحقيقة هي أنّ العليَّ يكرم قوله دائمًا. كلُّ من يؤمن به يجب أن يعيش كمثالٍ للضَّمير الصَّالح والصّدق وخوف الله أمام كلّ الناس (2 كورنثوس 4: 2). يريد الآبُ السَّماوي منك أن تُظهر الحقّ.
إنَّ التعريف العظيم لكلمة الله يمكن قراءته في الرّسالة إلى العبرانيين: "لأنَّ كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كلّ سيفٍ ذي حدين، خارقة إلى مفرق النّفس والرُّوح والمفاصل والمخاخ، مميِّزة أفكار القلب ونيّاته" (عبرانيين 4: 12). أولئك الذين وُلدوا من جديد قد صاروا خليقة جديدة فيها. هللويا!
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز
صلاة