فَلِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنَّ السَّرِيرَ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ». فَانْطَلَقَ إِيلِيَّا. (الملوك الثاني 4:1)
لم يعرف إيليا بأنَّه كان لدى الله مهمَّة هامَّة أخرى له، وأيضاً سببَ وجوده في المكان الذي أرسله إليه ملاك الربِّ. وبالرغم من ذلك، كان دائماً يتولَّى وينهي مهام العليِّ ويطيعه سريعاً. لا تقُم بالتمرُّد على الربِّ، مفكِّراً أنَّه لم يعطِك مهمَّة أو أرسلك إلى مكان معيَّن. وسيعلِّمك بالنهاية، بعد تجهيز كلِّ شيء، كيف عليك العمل. اخدمهِ بفرحٍ!
خلِف أخزيا بن آخاب أباه وملك سنة واحدة فقط. وبالرغم من أنَّ معنى اسمه "يهوه هو الربُّ" إلَّا أنَّه عبِد البعل. وفي يومٍ ما، سقط الملك من كوَّة عالية وأصبح مريضاً جداً. وبدلاً من طلب هذا الأخير للربِّ الذي أظهر له أنَّه هو الإله الحقيقي بعدما انتهى إيليا مع أنبياء البعل البالغ عددهم 450 نبياً، أصرَّ على طلبِ بعل زبوب إله عقرون (ملوك الثاني 2:1).
أخبر ملاك الربِّ إيليا أنْ يصعد للقاء رُسل ملك السامرة ويخبرهم: ٣ فَقَالَ مَلاَكُ الرَّبِّ لإِيلِيَّا التِّشْبِيِّ: «قُمِ اصْعَدْ لِلِقَاءِ رُسُلِ مَلِكِ السَّامِرَةِ وَقُلْ لَهُمْ: أليس لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلهٌ، تَذْهَبُونَ لِتَسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ إِلهَ عَقْرُونَ؟ ٤ فَلِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنَّ السَّرِيرَ الَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتًا تَمُوتُ». (الملوك الثاني 3:1-4) فكلُّ من يحتقر الإله الوحيد لن يتمَّ تقويمه، بالرغم من علمه بالدليل الذي قدَّمه عن نفسه والآلهة الباطلة الأخرى.
إنَّ التخلّي عن ينبوع الحياة لعبادة الشرير في مظاهره خطيّةٌ خطيرةٌ جداً، وكلُّ من يفعل ذلك سيخزى ويهلك. ثمَّ رجع رجال الملك وقدَّموا له التقرير (الآية 5). وكان عليه أن يفكِّر ويتأمَّل ويتذكَّر ما فعله إيليا على جبل الكرمل، عندما أثبتَ وجود الإله الوحيد. لكنَّ أخزيا ظنَّ في حماقته أنَّه كان قادراً على تلقين إيليا درساً وأمرَ الرجال بجلبِ النبيِّ إليه.
لن يُصلح الكثيرون طرقهم حتى لو عرفوا أنَّهم سيقفوا أمام الدينونة الأبدية وسيتمُّ إرسالهم إلى العذاب الأبدي ويبدون مثل السكارى الذين لا يشعرون بالألم من الجِراح أو الجَلد. وبالرغم من ذلك، عندما يدركون أنَّهم مُدانون في الجحيم بلا مخرج منه، سيصيبهم الإحباط، تماماً مثلما حدث مع الرجل الغني الذي طلب من إبراهيم أنْ يرسل له لعازر الفقير ليبلَّ طرف لسانه بإصبعه (لوقا 24:16).
بعد تلقين الملك درساً من خلال إرسال القادة الثلاثة مع 50 جندياً وأمرِ النار أنْ تُمطر من السماء لتحرق أول قائدَين مع جنودهما، لأنَّهما لم يحترما المسحة التي كانت عليه، فرَّ النبيُّ الثالث منهما لأنَّه احترم رجل الله وخاطبه بتقوى ورجع للقاء الملك. وأخيراً، كرَّر إيليا القول الإلهي أمام أخزيا ثم مات ذاك الملك (ملوك الثاني 10:1-17).
سيأتي الموت على جميع الناس لكنَّ المصير الأبدي يعتمد على قرار كلِّ واحد منهم وسيتمُّ نجاة المولودون ثانية من الدينونة لكنَّ الظالمين والمتمرِّدين سيعانوا دائماً ويدركوا كم كان من الحماقة رفض العرض السماوي.
محبَّتي لكم في المسيحِ
د. ر. ر. سوارز