رسالة اليوم

18/09/2025 - خطرُ الكلامِ الجارحِ

رَجُلُ لِسَانٍ لاَ يَثْبُتُ فِي الأَرْضِ. رَجُلُ الظُّلْمِ يَصِيدُهُ الشَّرُّ إِلَى هَلاَكِهِ. (مزمور11:140)


إنَّ أسوأ الأمور التي قد تصيب المؤمنَ هو عدم امتلاكه لغة جيّدة. والطريقة الوحيدة لعدمِ الفشل في الإيمان هي استخدام الكلام الإيجابي. فإذا تصرَّفت بهذه الطريقة لن تبتعد عن الله بل ستتقوى به. وبالتالي لن يتمكّن العدوُّ من أن يسبِّب لك المعاناة بسببِ كراهيّته. إنَّ الذين يمتلكون كلماتٍ سليمةٍ يبرزون بين النّاس. وعندما يقترب الشَّر منهم، فإنَّ حضور الربّ يطردُ الشيطانَ بعيداً.

يثقُ البعضُ في الحظّ. ولكن ما هو الحظّ؟ في الحقيقة إنَّ سلوكنا أمام الله وإرشاده، هو الذي يجعلنا منتصرين أو مهزومين في حياتنا الرّوحية. فإذا لم تأخذ مكانتك في المَسيح، وتتكلم وتتصرَّف حسبَ الكلمة، فسوف تُهزم في صراعاتك ضدّ الشِّرير. ولكن إذا استمعتَ إلى القدير، فسوف تتكلم مثل يسوع، وستكون ناجحًا دائمًا. إنّ كلامك يبنيك أو يدمِّرك.

إنَّ الذين ينطقون بفظاظةٍ يجلبون العُنف إلى جسَد المَسيح، لأنّهم يقدّمون أنفسَهم للشَّيطان لتدمير أنفسِهم وإخوتهم. فالعنفُ لا يعني فقط ممارسة العنف الجسدي أو العقلي، بل يعني أيضًا الانفتاح على العدوّ. فبالرّغم من محاولتهم اللّجوء إلى الإيمان بالمَسيح، إلّا أنَّهم لا يستطيعون أن يتخيّلوا أنّهم سيُضطهَدون من قبل الشَّر، لأنَّ تصرَّفهم الأحمق يفتح الباب أمام الشَّيطان ليأتي إليهم وإلى أسَرِهم.

قال يسوعُ أنّ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ يُغْصَبُ (متى 11: 12). هذا هو الأمرُ الوحيد الذي يمكن فيه استخدام العنف. أمّا الذين يقبلون أن يحيوا حياةٍ ضعيفة، دون السَّعي إلى الحياة الأفضل التي جلبها المَسيح، فيُصبحون ضحايا لهجماتِ مملكة الجحيم. وبالتالي تحيطُ بهم كلُّ أنواع المشاكل والمعاناة. فقط الذين يؤمنون بقيادة الرُّوح القدس ويتبعونه ينجحون في قراراتهم ويحققون مشتهى قلوبهم.

إنَّ الذين لا يتعلّمون من أمثلة المَسيح لا يهتمّون بمكانتهم فيه، وبالتالي يعيشون في الكنيسة كما لو كانوا منفيين- مطرودين من حياة الإنجيل. إنّها حقيقة قاسية للمؤمنين البعيدين عن أعمالِ الله. يعيشُ كثيرون على هذا النّحو. وعندما يصلّون، لا يُستجاب لهم. رغم أنّهم قد يطلبون الربّ، إلّا أنهم إذا استمروا في الخطيئة متكلّمين بألسنةٍ شرّيرة، فلن يتركوا وضعَهم الحزين.

يُظهِر الشّخصُ ذو اللِّسان البارّ أنه يثق في الربّ في كلِّ شيء ولا يتزعزع أبدًا. لا يضطرب البارُّ أبدًا! لقد زرع إسحق، أحد آباء العبرانيين، وحصَد مائة ضعف أكثر. ويعقوب الذي تغيَّرت أجرته عشر مرات، لكنّه زاد ثراءً أكثر. وكان داود، ملك إسرائيل المحبوب، منتصرًا في كلّ المعارك.

تكلّم مثل داود، وسيكون الله صخرتك وخلاصك وحاميك. لأنَّ البارَّ مقبولاً دائمًا في عيني القدير، أمّا الأشرار الذين يحتقرون وصاياه المقدَّسة فسوف يخسرون. أيّ نوع من أبناء الله ستكون؟ القرارُ لكَ.


محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز