إنَّ مجيء البارّ كما أُوحي به إلى داود سيُغيّر العالم أجمع. فالأديان المختلفة لا تقوم على الحقّ. بعضها يُبشر بالخير، ويقود المواطنين إلى التعايشِ مع الآخرين. إلا أنَّ مُتبعيها لا يعرفون كيف يحمون أنفسهم من أعمال الظلمة. يقع جزءٌ من اللّوم علينا، فعلى الرغم من أنَّ الإنجيل جاء به يسوع، إلّا أنه يُعاش خلافًا لِما علّمه.
إنَّ مجيء ملك السَّلام سيكون من نصيبنا وفقًا لِما عُرض على داود. وكما تُعطي ظواهر الطبيعة قوَّةً لنمو العشب من الأرض، فإنَّ الكلمة ستُنتج غذاءً يُعين البشرية. لسنا مُضطرين للّهو بالدين أو للشّجار مع أتباع العقائد الأخرى. المهم هو أن نُريهم أنَّ الحقَّ والخلاص موجودان في يسوع (غلاطية ٥: ١)
إنَّ نور الصَّباح الصَّافي يُتيح استمرار الحياة على كوكبنا. وهكذا يُولد الرَّجاء من جديد! وبالرُّؤية الرُّوحية، يكون هذا الحدث المادي تجديدًا للإيمان والحقيقة التي في المسيح. لا يمكن لصباحنا أن يحملَ غيومًا - عقائد غريبة - تفصلنا عن نور شمس البرّ.
تشرق شمسُ البرِّ لتلدَ وتعلنَ الحرّية للأسرى (لوقا ٤: ١٨، ١٩). لذلك، سينقطع كثيرون عن الآثام والذنوب. عندما تشرق الشَّمسُ دون ظلال الأخطاء العقائدية، تُنبت قوَّتها البذرة. وبالتالي، يرى أولئك الناس، من أمم مختلفة، الذين انغمسوا في شعائر غريبة، أنَّ الحقَّ قد حرَّرهم، تمامًا كما حدث لأهل نينوى (يونان ٣: ١٠).
سيجعل سطوعُ الشَّمس الناسَ ينبذون خطأ أسلافهم كما ينبذون خطأهم، وسيشرق الحقُّ عليهم. عندها سيستيقظون من نعاس الشَّيطان المُسيطر. ومثل المرأة الممسوسة التي لم تستطع تحرير نفسها (لوقا ١٣: ١١)، تبدأ هذه المخلوقات الجديدة بالشُّعور بالحبّ، وتقرِّر البحث عن المسيح. يحدثُ التغييرُ عندما تُعرف الحقيقة (يوحنا 8: 32).
مع إشراقة شمس البرّ الدائمة ونزول المطر رمزًا للرُّوح القدس، تُضمن الحياة لخدام الله الواحد. أليس هذا مثيرًا للاهتمام؟ تمنى الناس أن يجدوا هذا الشُّعور بالأمان في الأديان، لكنهم لم يجدوه. أمّا الآن، فهم ينعمون بهذه الهبة السَّماوية الحقيقية. يا للعجب!
إنَّ إنبات البذرة هو كلّ ما يلزم. بهذه الطريقة، سترى حشودٌ غفيرة محبّة المسيح تبذر عشب الأرض - أرض الميعاد. يمكن لجميع الناس أن يختبروا أفضلَ ما في الربّ وهم ينقادون لروح الله. ستكون الثورة الرُّوحية لمحبّة القريب هائلة.
محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز