رسالة اليوم

15/12/2025 - صوتُ العَالم

لأَنَّهُ هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُونَ فِيهَا: طُوبَى لِلْعَوَاقِرِ وَالْبُطُونِ الَّتِي لَمْ تَلِدْ وَالثُّدِيِّ الَّتِي لَمْ تُرْضِعْ! (لوقا29:23)


إنَّ العديدَ من الأصوات تدعونا إلى ممارسةِ رغباتنا، أو التحدُّث بما لا نستحقه أو القيام بما هو ممنوع. والاختيار يعود لكلِّ شخصٍ وفقًا لخوفه من الربّ. يمكن للشَّيطان أن يغريك بطرقٍ قذرة غير شريفة ويجعلك تشعر بأنك مختلفٌ وأقوى من أيّ شخصٍ آخر. ولكن إذا كنتَ من الله فلن تسمح لنفسِك بأن تُقاد إلى التَّجربة بأيّ شكلٍ من الأشكال. لكنّك لا تخطئ إلّا إذا أمسكتَ به، بغضِّ النَّظر عن نوع الخطيئة.

رأينا كيف أغوى الشَّيطانُ النّاس عندما ماتَ يسوعُ، لكنّ كثيرين ساعدهم روحُ الله. إذا استجبنا بطاعة للإشارة السَّماوية، فلن نقع في التّجربة أبدًا. نحن نعلم أنَّ التجربة ليست علامة على الخطيئة، لكنّها تصبح خطيئة في اللَّحظة التي نقبل فيها الإغراء. كان بإمكان أمراء إسرائيل أن يغيِّروا مصيرهم الأبدي أمام يسوع المعلّق على الصَّليب، لكنهم استمعوا إلى الشَّيطان عندما تحدّوا المخلِّص. وكانت النتيجة هلاكهم.

كان هناك لصَّان أيضاً عندما أخذوا المَسيح إلى الجلجثة ليُصلب. وعندما وصلا إلى موضع الجُمجمة، صُلب يسوع في الوسط. وبينما كان يُسمَّر الربُّ على الخشبة، صلّى قائلاً: يا أبتاه اغفر لهم، فإنَّهم لا يعلمون ماذا يفعلون (لوقا 23: 34)، في إشارة إلى أولئك الذين كانوا هناك. وعند سماع صلاتهِ، كان يمكن أن يخلصَ الاثنان الآخران أو لا. كلٌّ حسبَ موقفه.

كانت الجموع تنظر فقط كما يحدث دائمًا، لكنَّ القادة الإسرائيليين كانوا يسخرون من يسوع، قائلين إنّه خلَّصَ آخرين، لكنّه لم يخلِّص نفسه. جرّبهم الشَّيطان ليجعل المَسيح يتّخذ موقفاً لإثبات من هو. وكان الجنديُّ الروماني يستهزئ به. إضافة إلى ذلك، قدموا له خلًّا قائلين: إن كنت ملك اليهود فخلِّص نفسك (الآية 37). يردِّدُ الأشرارُ ما يريده العدوُّ، لأنَّهم يتحدَّثون باسم الشَّيطان.

في تلك السَّاعة، عندما تألّم المخلّصُ على الصَّليب، كان روح الله يعمل في القلوب. اختارَ أحدُ اللّصوص الانضمام إلى المستهزئين قائلاً: إن كنت أنت المَسيح فخلِّص نفسك وإيّانا (الآية 39). لن تُستجاب صلوات الفجور وعدم الإيمان، التي لا تتوافق مع ما يقوله الله لقلوبِ المصلين. الكلُّ يدرك ويفهم ما إذا كان المصدر هو الله إذا كان لديهم قلبٌ صالحٌ، وسوف يتمسَّكون بهِ.

قبِل اللصُّ الآخرُ اللّمسة الإلهية ووبَّخ رفيقه المخطئ: "أفلا تخاف الله وأنت تحتَ الحكمِ عينهِ؟" (الآية 40). اعترفَ اللِّصُ التائب بأنه يستحقُّ الحكمَ الذي لاقاه، لكنَّ يسوع لم يفعل شيئًا (الآية 41). لم يعترف هذا الرَّجل فقط بمن هو يسوع، بل صلّى أيضًا بأمانةٍ، طالبًا منه أن يذكره عندما يأتي في ملكوته (الآية 42). بالتأكيد كان يعرف الكلمة، ولكن في لحظة ما من حياته، أعطى أذنيه للشَّيطان واستسلم للخطيئة، ولكن في تلك اللّحظة طلب الخلاصَ.

وهذا يُثبت أنَّ الربَّ حسَّاسٌ للاستماع إلى نداء الرَّحمة الذي يطلبه شخصٌ وفيٌّ. كان هذا كلُّ ما احتاجه يسوع لإنقاذ خاطئ ضالٍ آخر خلال ساعته الأخيرة على الأرض. قال المسيحُ أنَّ هذا الرَّجل سيكون في الفردوس معه في نفسِ اليوم (الآية 43). لقد سمعَ الآبُ نداء الابن: أن يغفر لمن أساءوا إليه لأنهم لم يعرفون ماذا يفعلون.


محبتي لكم في المَسيح
د.ر.ر. سوارز