رسالة اليوم

25/02/2019 - التغيير ليسَ خيارًا

-

-

 

إِنْ لَمْ يَرْجعْ يُحَدِّدْ سَيْفَهُ. مَدَّ قَوْسَهُ وَهَيَّأَهَا، (مزمور12:7)

 

 

ليسَ من الواضح أنَّ ذلك يعتمدُ على إنسانٍ ما ليقرِّر قبولَ الربِّ أو لا. عندما يقولُ شخصٌ ما "نعم" للمسيح، فهذا يعني أنَّ الله قد وضعَ في ذهنه بالفعلِ إعطاءه الفرصة للهروبِ من المعاناة الأبديّة. والذين لا ينتهزون هذه الفرصة يسيئون جداً إلى الربِّ باعتبار أنهم رفضوا قبول السَّعادة الدائمة، وبالتالي رفضوا التَّخلص من سلطةِ الشَّيطان على حياتِهم أيضاً. بأيَّة حالٍ لن يُبرِّر اللهُ القديرُ هؤلاء النّاس الذين يرفضون عرضه.

 

قالَ يسوعُ أنّه لا يُمكن لأحدٍ أن يُقبل إليه ما لمْ يقوده الآبُ السَّماوي (يوحنا 14: 6). عندما يقتنعُ شخصٌ ما بالخَطِيَّةٍ وَالبِرّ وَالدَيْنُونَةٍ، فهذا يعني أنَّ عمل الرُّوح القدس قد تحقّق بالكامل في حياتِه (يوحنا 16: 8). لذا فإنَّ اِستهجان الدَّعوة المقدَّسة هو أسوأ جهالةٍ يمكن أن يقومَ بها شخصٌ ما. والذين يرفضون العطاءَ الإلهي يُعلنون أنّهم يحبّون الخطيئة أكثر من برِّ الله. لذلك فإنّ حكم قضاءٍ بلا رحمة ينتظره على الجانب الآخر.

 

عندما يقولُ الربُّ: "إذا لم يتغيَّر الإنسانُ [...]"، فهو يُخبِرنا أنّه لا يتوقّع أن يرفض أحدٌ دعوته على الرُّغم من علمِه، للأسف، أنَّ الكثيرين سوف يفعلونَ ذلك. ومن المهمّ ذكره جداً أنّ الله حريصٌ على خلاصِ الجميعِ (1تيموثاوس 2: 4)، وكأبٍ قام بإعداد السَّماء للترحيب بهم. لكنّه لن يأخذهم إليهِ ما لم يتغيَّروا، وهذا موقفٌ شخصيٌّ للغاية. سيكون الموتُ الأبدي مصيرُ الذين يرفضون العرضَ الإلهي.

 

اللهُ القديرُ يحذِّر كلَّ من يرفض تقدمته بالسَّيف ذو الحدَّين الذي يرمز إلى كلمته. والآن أرسلَ الله لك كلمتهُ - ومن خلالِها تشعرُ أنك بحاجةٍ إلى التّوبة؛ ورغمَ ذلك بسببِ الشَّر الفاسد ترفض القيام بذلك - وهكذا سيحكم عليك في اليوم العظيم. لكنه يُنعِشُ عقلك في كلِّ مرَّة تقتنعُ بخطأك، ولكن لحماقة معيَّنة لا تقبل ذلك.

 

يا لها من مأساةٍ! ذاتَ يومٍ. الله - خالقُ السَّماوات والأرض والكون كلّه، ومن خلال جميعِ الأشياء التي سَبق وكشَفها للذين لم يأتوا إلى النّور بعد- على الرّغم من كونِه القدير، فهو قلقٌ بشأنِ مستقبلك، لهذا أرسلَ لك كلمة حكمته لإقناعِك بحاجتِك للخلاص. وحتى الآن لم تقبلْ ذلك. لهذا فهو يسنِّن سيفه بانتظار يوم الدَّينونة.

 

ربما لبعض الأسبابِ الخاصَّة لا تشعر أنك بحاجة إلى أيِّ مساعدة من الربِّ أو أنك لستَ معنياً بالتحذير السَّابق. أريدك أن تعرف أن هناك الكثيرون ممَّن ينتمون إلى شعبِ الله ومع ذلك يَحيون في الخطيئة، والبعضُ الآخر منهم يقومون بالخدمات مسبقاً لكنّهم يعتقدون أنَّ القدير سوف يكون لطيفًاً معهم. كائناً من كنتَ، لا تسمح للشَّيطان أن يخدعك. أعلِن توبة عن ذنوبك واِندفع إلى ذراعي الآب الأبدي!

 

كلُّ شيء مُستَعَدٌ فعلاً. يدُ الربِّ القديرة يُمكن أن تُنقذك الآن، ولكن إذا استمريتَ في رفضِه سوف تخسر طول الأبدية. هل يجدرُ التّورط في الزنا أو أي نوعٍ آخر من الخطايا التي تضعك على المِحكّ حيث اِحتمال الهلاك الأبدي أخيراً؟ الله لا يمزح!

 

 

محبتي لكم في المسيح

د.سوارز