رسالة اليوم

23/02/2019 - مزايا أن تكون بارَّاً

-

-

 

لأَنَّكَ أَنْتَ تُبَارِكُ الصِّدِّيقَ يَا رَبُّ. كَأَنَّهُ بِتُرْسٍ تُحِيطُهُ بِالرِّضَا (مزمور12:5).

 

المزايا في ممارستِك لكلمة الله لا حصرَ لها. فمنَ المُحزن جداً عندما لا يعرف أحدُهم الربّ، وبالتالي لا يمكن أن يسترشدَ به، وبالتالي ستقوده قِوى الظلام. لا يمتلك غير المخلّصين الأمانَ الذي يملكه المؤمنين في المسيح لأنّ قوى الشّر تسيطر عليهم. السَّلام مُتاح للمولودين ثانية فقط (يوحنا 3: 3)، الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ اللهِ».

إذا كنت تخدم الله بالفعل، سترى أنَّ حياتك ستثمرُ فوائد عظيمة. فعند اختيار الموظفين الجدد مثلاً، سيريد صاحب العمل الجيّد أن يضع أناساً تخشى الربَّ في شركتهِ، لأنّهم بدون شكّ سيكونوا شركاءً أفضل. إذا كنت تخدم المسيح حقًا، فيمكن أن تُستخدَم كواحدٍ من هؤلاء الشَّبان العبرانيين، الذين أُحضِروا إلى بابل، لأنّهم بَرزوا بين البقية (تثنية 1: 1-7).

 

فائدة أخرى يمنحُها الله لعبيده هو الضَّمير المستريح الذي لن يُدان أبداً. بل على العكس، سيشجعه على الاستمرار في الطريق الصَّحيح. وهذا يمنحهم نوماً أفضلَ في الّليل، وسيعمل بنجاحٍ أكبر ولن يسمحَ للشيطان باستخدامه لأهدافه الشِّريرة. كونهم مِلْحُ الأَرْضِ (متى 13:5 ). فإنَّ ابن الربِّ قادر على منع هذا العالم من الخراب والتّعفن، لأنّه يُستخدم من قبل الله كجوابٍ يحتاجه الجميع في مواجهةِ حروبِ الشَّيطان.

 

وأفضل ما في الأمر هو إقرارُ الله بأنَّه سيبارك الذين يطيعونه. إذا كنت بارَّاً، فسوف تكونُ سعيداً لإنجازِ المهمَّة التي سيعطيك الربُّ إيّاها ولن تقلق بشأنِ العثرات التي تعترض طريقك، لأنك ستتخلَّص منها بنجاحٍ. القدّيسون يعرفون مسبقاً أنَّ الربَّ سيبارك كلَّ شيء يفعلونه.

لن يكون هناكَ داعٍ للخوف بسبب البركة الإلهية المنسكبة على حياتك، ولن تتخلَّى عن الشجاعة عند مواجهة التَّحديات الجديدة. مثل كالِب الذي اعترفَ أنَّ قوَّته لم تضعف مع تقدّم العمر، وأنه يستطيع أن يُكمل المهمَّة الموكلة إليه. إنَّ شعورك بالبهجة كونك أداةً في يدِ الربّ تثبت أنّك إنسانٌ بارّ.

 

 

 

أمرٌ آخر جديرٌ بالملاحظة هوَ أنَّ الوعد الذي أعطاه الله للذين يسلكون بحسبِ سماع صوته، كلمته، أنَّهم في مأمنٍ من هجمات العدوِّ، وفي الوقت نفسه قادرين على إنجاز الخطط الرائعة التي رسَمها الله لحياتهم.

 

«كُلُّ آلَةٍ صُوِّرَتْ ضِدَّكِ لاَ تَنْجَحُ، وَكُلُّ لِسَانٍ يَقُومُ عَلَيْكِ فِي الْقَضَاءِ تَحْكُمِينَ عَلَيْهِ (أشعياء17:54). لقد وعدَ الله أنه سيحيطك بإحسانِه، وسيعطيك القدرة على الثّبات في طريقه المقدَّس، دون أيِّ إدانة للعدوّ الذي لن يسبِّب العارَ لحياتك. وأخيراً، لقد سَعِد الربُّ بك كثيراً لدرجة أنّه حفظ خدمتك وصوتك كي تتحدث للكثيرين عنه.

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز