رسالة اليوم

21/02/2019 - لا يُمكن لخادم الله أن يُفاجأ

-

-

فَقَالَ: «اذْهَبُوا وَابْحَثُوا لِي عَنْ مَكَانِ إِقَامَتِهِ، فَأُرْسِلَ مَنْ يَعْتَقِلُهُ». فَقِيلَ لَهُ إِنَّهُ فِي دُوثَانَ (ملوك الثاني13:6).



يتَّخذ النّاسُ الذين لا يخدمون الربّ قراراتٍ طفولية غالباً. فما الفائدة من اِعتقال رجلِ الله؟ والذي استخدمه الله بهذه الطريقة سوف يستخدمه كلَّما احتاج الأمرُ. لا يسقط خدام الربِّ أبداً ما لم يكن ذلك جزءاً من الغايةِ الإلهية. حسناً، إنَّ الله يحفظ أبناءَه، لذا يجب ألَّا نخافَ من قراراتِ الذين ليس لهم شركة مع القدير.

لقد تعبَ ملكُ سوريا من رؤية خططِه مُحبطة ومن رؤية جنوده متعبين. يا أخي سيحصل هذا دائماً مع الذين يعيشون في تمرّدٍ ولا يُعطون المكانة الحقيقية لله في حياتهم. طلبُ المساعدة من أيِّ إنسانٍ هو مثل الضَّرب في الجِلد الميِّت، لأنّه لا يوجد أحدٌ أو أيّ شيء آخر يمكن أن يُنقذنا. سِوى الربُّ إلهنا!

يُمكنُ لأبينا اليومَ أيضاً أن يستخدم خدامه بالطريقة التي فعلها مع النَّبي إليشع وآخرين صمَّموا على تحقيق إرادته. ولم يتمَّ إخبارُنا عن الأمثلة في الكتاب المقدَّس كي نَمدَح الذين استخدمَهم الربُّ، بل لنعرف أنَّ الله الذي استخدمهم هو إلهُنا، وبالتالي إذا لزم الأمرُ، سوف نُستخدَم بشكلٍ كبيرٍ لمجدهِ.

سوف ينتشرُ العملُ الإلهي بسرعةٍ إذا كان هناك المزيدُ من الخدَّام المكرَّسين للكلمة والصَّلاة،. لكن هناك خطأ كبير يرتكبه الذين يستخدمهم الربُّ إن فعلوا ذلك لمصالحِهم الشَّخصية . لماذا يدخلُ شخصٌ ما مدعوٌّ للخدمة الإلهية عالمُ السِّياسة؟ ولماذا يقدِّم البعضُ كلَّ شيءٍ ليكونوا جزءاً من جامعة الآداب والفنون أو الجمعيات العلمانية الأخرى، أو يدفعون أموالاً طائلة لتحصيلِ شهادةِ تخرّجٍ بأيدي قذرة!


العثراتُ التي تُذكر هذه الأيام هي نتيجة لحياةٍ فاضِحةٍ. لأنَّ الشَّيطان خَصمُنا يجولُ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، مُلْتَمِساً مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ" (1بطرس 8:5). الشَّيءُ المُحزنُ هو أنّه قد اِقتنصَ الكثيرَ من النّاس الذين يجب أن يَعكسوا النّور الإلهي، لكنَّهم وَجدوا أنفسَهم مُضطربين بسببِ خطايا الجسَد وخيانةِ الأمانة. والأسوأ من ذلك هو أنّهم لا يَستيقظون.

هناك شيءٌ واحدٌ مؤكَّد: يُريد الشَّيطان أن يُخرجَك من محضرِ الله لأنّه يريدك أن تفقدَ خلاصَك. ليسَ هناك شكٌّ في أنَّ الشَّهوات الجهنَّمية تحرّكها الشَّياطين التي تعملُ على تجربتك طِوال الوقت. السّر هو في مخافة الربّ وأن تبقى متيقّطاً: اسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. إِنَّ الرُّوحَ نَشِيطٌ، وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ» (مرقس 14: 38).

لم يفهم الملكُ أنّ أليشع سيكون يقظاً بقرارهِ التالي أيضاً. فالنّاس الذين لا يقودهم الله يتخذون قراراتٍ غير ناضجةٍ حتماً. بلا شكّ أنَّ الله سيكشفُ خطط الملكِ للنَّبي. فمن يسكنُ في حضرةِ الربّ لن يُفاجَأ أبداً.


محبتي لكم في المسيح

د.سوارز