رسالة اليوم

19/02/2019 - كُنْ حكيماً دائماً

-

-

 

فَالآنَ يَا أَيُّهَا الْمُلُوكُ تَعَقَّلُوا. تَأَدَّبُوا يَا قُضَاةَ الأَرْضِ. (مزمور10:2)

 

 

ليسَ جيداً أن تقومَ بعملِ الله بتهوّرٍ (إرميا48: 10) كما لو أنّه لم يكن القديرُ قائداً لك. يرجع ذلك إلى حقيقة أنَّ العملَ ملكٌ له وليسَ لنا، فمن واجبِنا استخدام الوسائل الموضوعة تحت تصرّفنا فقط. يجب ألا تتقاعسَ أبدًا عندما يتعلَّق الأمرُ بإنجاز العملِ الإلهي. إنَّ حقيقة دعوتك الإلهيّة للقيام بعمله تجعلك شخصًا مميزًا للغاية.

 

حوّلنا يسوعُ إلى ملوكٍ لإلهِنا (رؤيا 1: 6) لكي نكونَ قادرين على فعلِ إرادته بنفسِ الطريقة التي كانت ستحدثُ لو كان مكاننا. لذا من المفيدِ أن نتذكَّر أنَّنا قد مُنِحنا السِّيادة كي لا يتمَّ استبعادُنا أو اِتهامُنا بالمبالغة في تطبيقِ سلطتِنا. يجب أن نكونَ حكيمين ولا نتأثّر بالمظاهرِ.

 

يُرشدنا الربُّ ألَّا نضَعَ الحكمةَ جانباً معتبراً أنَّها ضرورية للخطوات والمواقف التي نتَّخذها. بالحكمةِ نتجنَّب الفِخاخ التي ينصِبها العدوُّ لنا، ورغم ذلك نحن الذين أقامنا كسادةٍ؛ للأسف سمحَ الكثيرون منّا للمظاهر والسَّذاجة أن تفسدَ أرواحنا. فالسَّبيل الجيّد لمنع حدوث ذلك هو أن تعتبرَ نفسك خادماً دائماً، وكلَّما شعرت بقدوم التّجربة، اِصرخ من أجل الحصولِ على المساعدة الإلهية السَّريعة.

 

فالحكماءُ يسمَحون لأنفسِهم بالتعلّم؛ ورغم ذلك الذين يهتمّون أكثر بتحقيقِ النتائج بدلاً من كيفية القيام بالعمل هم يتصرَّفون بتهوّرٍ بلا شكّ. ثمَّ يتساءلون عن سببِ نجاحِ غيرهم وعن سببِ فشلهِم. يعلنُ الله أنَّ لا محاباة معه (رومية 2: 11). جميعُ النّاس في أيِّ مكانٍ، يُعتبرون مرضيين له إن كانوا على استعدادٍ للوفاء بمشيئتهِ. لهذا كلَّما دعتْ الضَّرورة، عليك أن تصرخَ للحصولِ على المساعدة.

 

كوننا العناصرُ الفعّالة في عدالةِ الله هنا على الأرض، يجب أن نكون حكيمين للغاية. مثل هذه الحكمة السَّماوية ستمنعنا من التصرّف عكسَ الأغراضِ الإلهية. وبالتّحديد سوفَ يتمُّ إنقاذنا من جميعِ الخِطط الشَّيطانية. يزيدُ واجبنا كلّما استخدمَنا الله أكثر. وكلّما أخذَ الشَّخص من الربِّ أكثر، يتعيَّن عليه النَّظر أكثرَ، وإلّا سيقعُ في التّجربة.

 

ذات يومٍ سنُستَدعى جميعًا للمساءلة عمَّا فعلناه أو ما فشلنا في فعلِه فيما يتعلَّق بالمهمَّة التي كلَّفنا بها. لهذا ليس جيدٌ أن ننسى أنَّ العمل الذي خصَّصنا له الله، لا يمكن مقارنته بمزرعةٍ قد نمتلكها مثلاً. يجب ألّا نعتبرَ أنفسَنا صاحبي العمل الذي نقومُ به، لهذا لا يُمكن أن نفعلَ ذلك بلا مبالاةٍ. فالتقديس للربّ هو شرطٌ أساسيٌّ لنا لئلّا نُدانَ في اليوم العظيم.

 

عندما تنجزُ دعوتك بثباتٍ ضمنَ حدود الإيمان، بعزمٍ وحماسة لِما تعلمتّه، لن يكون هناك أيُّ سببٍ على الإطلاق للخوف يوم الدَّينونة. وإذا كنت قد بالغتَ في الوفاء بواجبك، عليك السَّعي إلى تعديل الأمور عن طريق الاعتراف بأخطائك والحصول على المغفرة الإلهيّة، تذكَّر في ذلك اليوم، أنّه سيكون حُكماً لا يعرف الرَّحمة.

 

 

محبتي لكم في المسيح

د. سوارز