رسالة اليوم

15/02/2019 - مَشُورةٌ صَاِلحَةٌ

-

-

"لِمَاذَا تَزِنُونَ فِضَّةً لِغَيْرِ خُبْزٍ، وَتَعَبَكُمْ لِغَيْرِ شَبَعٍ؟ ٱسْتَمِعُوا لِي ٱسْتِمَاعًا وَكُلُوا ٱلطَّيِّبَ، وَلْتَتَلَذَّذْ بِٱلدَّسَمِ أَنْفُسُكُمْ " (إشعياء 55: 2).

 

ينفقُ الكثيرُ من النَاسِ ثرواتهم على أشياءٍ كثيرةَ، وهُم يحاولون الحصول على السَلام والصَّحة والازدهَار والسَعادة الزَوجية. ومن واجبِ أبناءِ الله، الذينَ يطبقون الكلمة حقاً، أن يَحصلوا على مَا يَحتاجونه بالإيمان. وبِذلك يُلاحظ الغَريب من طَريقة حَياتهم الفرق بينهم وبين أولئك الذين لا يؤمنون. ويجبُ مُلاحظة السُلطان الذي لديهم من خِلال سُلوكهم.

أن البَحث عنْ السَعادة شيءٌ ضخمٌ للغايةِ. وبعض البشر يُنفقون الكثيرَ من المَال على المُنتجات الدَينية، مثل تِلك المُستخدمة في السَحر الأَسود. وهذا النَوع من الإيمان يَدفع بأولئكَ الذين يسلمون أنفُسهم لهُ، للغرقِ في عَالمِ الشرّ. والناس الذين يسلمونَ أنفسهُم لهَذا النَوع من المُمارسات يَسقطون دَائماً، ويَذهبون فيها من عُمق إلى عُمق آخر (مزمور 42: 7 أ). والأخبار السَيئة هي أنهُم ينفقون الكثيرَ من المَال ليكونوا في أمان. ولكنهُم، لا يَصلون إلى أيّ مَكان. في الواقع، إنّ الشَّيْطان يتعامل بكلّ شرّ حتى مع الذينَ يُكرسون حَياتهُم لهُ.

يَعتذر بَعض النَاس عنْ الحضورِ لبيتِ الله، وعادةً ما يكونُ عذرهُم بهذا الشَكل –بغضِّ النظرِ عنْ كونِ رسُوم تذكرةِ الحَافلة غاليٍ جداً – ربمَا يزدادُ بهم الحَال للقول: "أنت تَعرف أنّني أُحب تقديمَ العطاءِ للرَّبّ، ولكنني لا يُمكنني تَحملهُ بعدَ الآن!" وهَكذا يَشعرون بالحَرج ويَحضرون فقط إلى الخدمة عِندما يَتحسَّن وضَعهُم المادي. ولكنَّ الله لا يفرح بأولئك الذينَ يسمحون لأي حَاجز بأن يمنعهُم من أن يَكونوا في بيتهِ.

يَجبُ أن يَتطلع المَسيحي الصَّالح إلى تعلُّم المزيد عنْ كيفية اِستثمارِ أجرهِ في تَغطيةِ مصاريفهِ اليَومية وبِنائهِ روحياً. وذلك عندما يَشتري كتباً جيداً عنْ الإيمان، أو أقراص مَضغوطةَ مليئة بالترانيم، كمَّا أنّه يَنجحُ في التَسجيل في الدوراتِ التي تَقودهُ إلى أن يَكون خادماً للكثيرين. ومن ناحيةٍ أخرى، إن إنفاقَ المَال، على أشياءَ لا تحتاجها لمَعيشتك، هو مُنتهى التكبُر.

إنّ سرَّ النَجاحِ هو الاسَتماعِ إلى الآب بِدقةٍ وبإرادةٍ لفَهم رِسالتهِ، وبَمجرد أن يُعلمك الدَرس، عليكَ أن تَخضع لمَا قالهُ لكَ. وأولئك الذينَ لا يَحصلونَ على مَا هو لهُم من الله بالكامل، لنْ يكونوا قادرينَ على التَخلُّص من هَجماتِ الجَحيم. وأخيراً، العليِّ سيُعطيك القُدرة على تَدميرِ كُلِّ خططِ العَدوُّ ضدكَ.

إن جميعَ أبناءِ الله بِحاجةٍ لتَناول الطعامِ وتَذوقه جَيداً. ولكن مَاذا يَعني لكَ تَذوق وتَناول الطَعام؟ هو بِلا شَك لحَم يَسوع، كَلمةِ الله. وأولئك الذينَ يتغذونَ عليها، لديهُم حَياةُ الرَّبِّ التي تَجعلهُم أقوياءَ ومُجهزين بِالكاملِ لكُلِّ عملٍ صالحٍ.

الآب يُريد أن تمتلئ رُوحك بالرُّوح القُدس، لذا كُنْ دائماً مستعد ورَاغب في ذلك! فالرَّبّ لمْ يُخطط ولنْ يقبل أن يقع أي من أبناءه في قبضة العدوُّ. وهو يُعْطِي ٱلْمُعْيِيَ قُدْرَةً، وَلِعَدِيمِ ٱلْقُوَّةِ يُكَثِّرُ شِدَّةً. (إشعياء 40: 29). فالله يُريد أن يَستخدمكَ!

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز