رسالة اليوم

13/02/2019 - عِندمَا لا تَعَمل صَلاتِنَا

-

-

 " إِلَى الآنَ لَمْ تَطْلُبُوا شَيْئًا بِاسْمِي. اُطْلُبُوا تَأْخُذُوا، لِيَكُونَ فَرَحُكُمْ كَامِلاً "(يوحنا 16: 24)

 

يَدعو الله الأشخاصَ المُستنيرين والذَين يَعرفون الكِتاب المُقدّس جَيداً، وهُم حُكماء ويَعرفون تماماً متى وكيفَ يُصلون. لأنهُم يَحصلون على هَذا الفهم في قُلوبهم، عِندما يَزُورهم يَسوع. وبالإضافةِ إلى زِيارة السَيّد لهُم، فالحكمةُ تجعلهُم يعرفونَ كيف يَجبُ أن يُنفذوا هَذا العَمل. لأنهُ من الحِكمة فعل ذَلك في اللحظةِ المُناسبة حتى نَحصُل على الفَرح.

الرَّبّ لا يَتراجع عنْ كلامهُ إذا وعدَ بان يُعطيك الفَرح، وعليكَ التمسُك بِحقيقةِ أنك حصلت على هَذهِ البَركة. إنهُ عندمَا يُحاول المَنطق فهم الكلمة، قد يَقفز إلى الاستنتاجات، وقد يَبدو لكَ أن أفكارك مَنطقية. ولكنهَا، لنْ تصل إلى المَشيئةِ المُقدسة التي لا تَحدُث إلا بِطاعةِ ما يَقولهُ لكياننَا الداخلي. ونتيجةٌ لذلك، سَتمتلئُ أرواحُنا بفرحٍ كبيرٍ وسنحُصل على مَا نُريد.

يُعلمنا يَسُوع في الآيةِ السَابقة، أنهُ عندمَا يزورنَا يجعلُ قلوبنَا تفرحُ. ومن الواضحِ هُنا أن السيدَ لا يَعني الفرح الطبيعي، الذي نشعرُ بهِ عِندما نَحصُل على أخبارِ مَفرحة، لكنَّ فرح الرَّب قُوتنا (نحميا 8: 10). وهَذا سَيحدُث لجَميع أولئك الذين يَسمحوا لروح الله بأن يُرشد أرواحهُم. فزيارةَ الرَّب بِمثابةِ تفويضِ لنا لكي نمتلك ما يخصنا.

إنهُ بمجرد حَصولنا على الفرحَ الإلهي في قلوبنا، نحنُ لسنَا بحاجةٍ لأن نكونُ مُباركين، لكن علينَا أن نَثق في ذَلك ونُحدد العَمل الذي يَتعين علينا القيام بهِ. من المُهم للغايةِ بالنسبةِ لنا أن نستقبل الزيارة المُقدسة التي سَتجعلنا نَشعُر بالسعادةِ من خَلال مَنحنا القُدرة على الطلب والاستلام. حتى يَتم زيارتنا بِفعالية من قِبلهِ، يَبدو الأمر كمَّا لو أننا لمْ نطلّب من الله أي شيء. فبدون الفَرح لا يَتم قُبول طَلباتنا.

وأيضاً عِندمَا تفرح قلوبنا بِكلمة الرَّبّ التي يُريد منَا مشاركتها. من الجَيد هُنا أن نقول أنهُ ليس علينَا الاستمرار بِالصَّلاة من أجلِ ذَلك، أو الصَّلاة بدونِ إيمان وتِكرار نفسَ الصَّلاة. لأنهُ عندمَا نُصلى بالإيمان يُستجاب لنَا. وتفرح قُلوبنا، لأن الرَّب يَقول أننَا نَستطيع أن نَطلب بمَا وعدنا بهِ، وسَوف يَستجيبُ لنَا.

أمر أخر أُريد الإشارة إليهِ هنا وهو أن العلِّي لا يُريد أن يَشعر أي من أولادهِ بالفشل فيما يُؤمن بهِ. وعندمَا أعطانا هَذا الفرح، فكلُّ شيءٍ نحتاجهُ في تلك اللحظةِ سنحصُل عليهِ. وحتى لو كان الوضعُ من حَولنا يبدو مُستحيلاً، لكننا نحتاجُ فقط تحديد مَا نؤمنُ به ونسألهُ عنهُ. إن الغرض الرئيسي الذي من أجلهِ يُعطينا الله ما نطلبهُ منهُ في الصَّلاةِ، هو أن يَجعلنا أقوياءَ بما يكفي لنمجدَ اسمهُ القُدوس المُنتصر.

لذلك، أستمتع الآن بالحياةِ الغنيةِ التي مَنحها لكَ الرَّبُّ يَسُوع. ولا تَقبل أي فَشلٍ أو أي خِداعٍ للعدوُّ. وإذا كُنت قد تلقيت بالفعل إي إعلانٍ من كلمةِ الله، فيجبُ أن تكون مُتأكداً من أنهُ سيقومُ بتنفيذ ذَلك. وأخيراً، يَجبُ أن يكونَ فرحُك كاملاً.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز