-
-
" فَرَجَعَ إِلَى رَجُلِ ٱللهِ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ وَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَهٌ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ إِلَّا فِي إِسْرَائِيلَ، وَٱلْآنَ فَخُذْ بَرَكَةً مِنْ عَبْدِكَ "(2 الملوك 5: 15).
نتعلَّمُ هُنا الكثير من شفاءِ القائدِ نُعمان، قائدُ الجيشِ الآرامي. ولكنَّ الشّيءَ الرئيسي الذي نتعلمهُ هو أنَّ الرجل الذي أقامهُ الرَّب في السَامرة، كان رجُل الله، وكانت سِيرتهُ هذه في كل مكانٍ، حتى أن فَتاةً في السَبي قالت: أن آليشع رَجلاً قديساً، رَجُلاً يستخدمهُ العليِّ. وكم هو رائعٌ أن يشهدَ الجميع عنْ سُمعة المَسيحيين بَهذه الطريقة.
لقد أظهرَ إليشع أنهُ كان خَادماً لله، وذلك لأنهُ لمْ يُطيع رَئيس الجُند، أكثرَ من طاعتهِ للرَّبّ. فهو لمْ يُهين هَذا الرجل، لكنهُ قال لهُ ما أمرهُ بهِ الله. ويجبُ على خَادمِ العليِّ ألا يَرتبك على الإطلاق، أو يَسمح للخوفِ بأن يُسيطر على حَياته. وسَيشهدُ النَاس عنَّا فقط نحن المَسيحيين، عندمَا نُكرم العليِّ بخدمتنَا التي دُعينا إليهَا.
رأي رَئيسُ الجَيش هَذهِ المُعجزةَ تحدثُ أمامهُ، وأصبحَ رجُلاً مُهماً وخادماً لله. وذلك عِندما كان ترك النبي مَنصبهُ كسفير للرَّبّ ليُجيبَ طلبَ رئيسِ الجَيشِ. وكذلكَ نحنُ بحاجةٍ لأن نكونَ حذرينَ لكي لا نَدفع البَعيدين لتقليلِ من شَأن الرَّبّ، وبصفتنَا سُفراءَ عنهُ، علينا أن نبذُل قُصارى جُهدنا في ذلكَ.
أحَدثت مَواقف آليشع - وثباتهِ في توصيلِ رسالةِ الرَّبِّ - تغييراً كبيراً في قلبِ ذلكَ الضَابط العَسكري، الذي أدركَ أَنَّهُ لَيْسَ إِلَهٌ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ إِلَّا فِي إِسْرَائِيلَ. ويجبُ أن يكون هَذا هو بالضبط الغَرضُ من خِدمتنا. ويَجبُ علينا ألا نَطمع بِذهبِ أي شخصٍ آخر، ولا نَنحني أمام أي شخصٍ - بسببِ وجودهِ في مركزِ السُلطةِ مهما كانت - لأنهُ لا توجدُ سُلطةٌ أعظمُ من سُلطةِ الرَّبِّ العليِّ.
كان رئيسُ الجَيش مُخطئاً عندمَا عرضَ على آليشع أن يَأخُذ منهُ هديةً. وإذا قبِلَ النبيُ بذلك كان سَيُعرضُ ملكوتَ الله للسُخريةِ. وأخيراً ما الذي يستطيع الخُطاة أن يُقدموه لمباركة العَملِ الإلهي؟ فثرواتهُم فَاسدة وغَالباً ما يحصلون على الذَهب بِطريقةٍ غيرِ قانونيةٍ. وعلى رَجُل الله أن يَقوم بِعهدٍ مع الرَّبِّ، بدايةً، من رِباطِ حذائهِ إلى جَميع ثَرواتِ العَالم، فلنْ يقبل أي شيءٍ كثمن لذلك.
نحنُ لدينَا القُدرة على البركة أو العنة. ونقدر أن نمنعَ أشجارَ التينِ من الأثمار، شَريطة أن يكون إلهنا رئيسٌ علينا. لقد مُسحنا لنمثل مَملكةَ الآب، وسَوف يَتمُ تسديدُ كُلِّ اِحتياجاتِنا من خِلالِ ذلكَ الشَخصُ الذي لنْ يُنكرَ أبداً مَا وعدَ بهِ.
لقد كانت الفَتاة المُبشرة على حقّ. فقبلَ أن يَحصُل القَائد السَرياني على الشَفاء من مرضِ الجُذام، كان عَليهِ أن يَسمع لكلامِ ذَلك النبي. فهل منَّ المُمكنِ أن يقولَ شخصٌ ما نفس هذا الإعلان عنْك، ويُخطئ ؟ فَقط الذينَ يعيشونَ بعيداً عن المحضر الإلهي يُخطئون.
محبتي لكم في المسيح
د. سوارز