رسالة اليوم

10/02/2019 - فَمَاتِ هُنَاكَ أَمَامَ ٱللهِ

-

-

" فَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى عُزَّا وَضَرَبَهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ مَدَّ يَدَهُ إِلَى ٱلتَّابُوتِ، فَمَاتِ هُنَاكَ أَمَامَ ٱللهِ.".(1 أخبار 13: 10)

 

الله هو من يقود عَملهُ، وهَذا هو السّببَ في أننا لا نَحتاج إلى القيام بأيِّ شيءٍ آخر نعتقد أنهُ أفضل، لمُساعدتهِ. فلا تقم بأيّة مُهمةٍ لمْ يُكلفك بها الرَّبَّ، حتى لو كُان الهدف أن يجعلِ يدَ الرَّبّ تعمل. رِسالةِ الإنجيل المُوضّحة أعلاه، تتحدّثُ في نفسِ السّياق، حيثُ يُمكننا رؤية أنّ الله ليسَ عاجزاً عن فعلِ أيّ شيءٍ، لكنهُ يَتحرك دائماً بِنفسهِ داخل السَفينةِ قلقاً عليهَا من العَواصف. ولكنْ، لدى العليِّ شيئاً مُختلفاً عنْ ما كان من المُمكن أن يَحدُث في تِلك اللحظة.

صَحيح أنهُ من المفروض أن نَفعل كُل ما يَضعهُ الآب في قُلوبنا، وبعدَ ذلك، وعندما نَتعاون معه، سَيوضح لنا بِنفسهِ الخُطوات التي يَجبُ أن نأخذُها. لقد ذَكر الرَّبّ يَسوع بحسم أنهُ لا يقبل شَهادة من بشرٍ (يوحنا 5: 34). وكثيرون ينتهي بهَم الأمر إلى دَفع الثمنِ باهظاً لأنه عرفوا إرادةَ الرَّبِّ، ومع ذلك لم يُنفذوها.

إنّ مُساعدة البَشر هي عَديمةُ الفائدة عندما يَتعلقُ الأمر بتحقيق الإرادة الإلهية، وذَلك بسببِ سقوطِ آدم. نحن نحتاجُ حتى لأخذ القوة من السَماء في الصَّلاة، والعِبادة وأي شيء آخَر نفعله من أجل الرَّبّ. قال يَسوع "بِدوني"، "لا يُمكنك فعلُ أي شيء" (يوحنا 15: 5). وأفضلُ خيارٍ هو أن نكونَ في شركةٍ معهُ، وأن تهتم بكلمتهِ وأن تضع تَعاليمهُ موضعَ التنفيذِ. والذين يلتزمونَ بما يُعلمهُ لهم الرُّوح القُدس لا يَتخذون أي قراراتٍ تُزعجُ الأب.

الله المسيطر على عَملهِ، وإذا سَمحَ بحُدوثِ شيءٍ ما، فعليك فقط أن تَدعهُ يهتمُ بما يَجبُ عليهِ فعله. وعندما يرى الشخص أنهُ يجبُ عليه القيامُ بشيءٍ ما لإنجاز العَمل الإلهي، سيَكتشف إن ما اِعتقدَ أنهُ حلٌ عملي، كان خطأ - ومن المُمكنِ جداً أن تكونَ نتيجةُ عكسيةٌ تماماً، مثلما حدث لعُزَّا، فإن تدخلاً خاطئاً من الشَخص قد يجعلهُ يُصدر حكماً على نفسهِ، ويدفعُ الثمن مرةً واحدةً.

لذلك، نحنُ لا نحتاجُ لبذلِ الجُهد للقيام بما يَبدو أنهُ صحيحاً، لأن ذَلك قد يتعارضُ مع الخطةِ الإلهيةِ، حتى لو كانت "السفينةَ" تَميلُ إلى جَانبٍ واحد، فأفضل خيارٍ يمكننا فعلهُ ليس الإمساكُ بالذراعِ الأخرى، ولكنْ السماحُ للرَّبِّ بأن يرفع صَوته – وسوف يفعلُ ذلك بالتأكيد. لأن الرَّبّ لا يتأخر أبداً ولا يَخرجُ عن الخط، ليفعل ما يجب عليه فعله.

إن من يَتبعون تَعاليم الرُّوحِ القُدس لن يهتموا برغباتهِم الجَسدية مطلقاً. ومن يقف ضد مسيرة عملِ اللهَ يرتكب الخَطأ. وعلى سبيل المثال من الخطأ التشكيك في قرار تغيير راعي الكنيسة ما، أو قائد مجموعة ما، ومن الممكن أن يقود هذا إلى التمرُد على قراراتِ العليِّ. وأخيراً، أفعل كُلّ ما تستطيعهُ حتى لا تُغضِب الرَّبّ!

أن منْ يُرضون الله هُم أناس يَسعون دائماً إلى معرفةِ إرادته في المقامِ الأول، ومن ثمَّ يقومون باستخدامِ القوة التي يَمنحهُم إياها. وأخيراً، سَيحصل أولئك الذينَ يطيعون الرَّبّ على المُكافأة الإلهية في اليومِ العظيم.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز