رسالة اليوم

09/02/2019 - حَيَاة مُسْتَتِرَةٌ 

-

-

" لِأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱللهِ." (كولوسي 3: 3)

 

إنّ فَوائدَ قبولِ الرَّبِّ يسُوع كمُخلِّص لا تُعد ولا تُحصى. وواحدةٌ منها هي المَوت عنْ الخطيئة، والانفصالِ عن جميعِ الظُلم وبقيةِ أعمالِ الجَسد. وهذا الشّيء يحدُث على الفورِ في حياةِ كُلِّ الذين يَقبلون الرَّبّ. ومن يتّخذوا القرار بِخدمةِ المسيح، لنْ يهلكوا أبداً، طالما هُم يسيرون في الطريقِ الصَحيح، وإلا، سوف يبتعدون عنهُ.

ليسَ للخطيئةِ أي سُلطانٍ على المَسيحي، ولكن لدى غير المُخلَّصين هي شيٌ طبيعي. ولكنْ، هُناكَ بعض المَسيحيين يَسمحون لأنفسهِم بارتكابِ الخَطيئةِ؛ وبِسببِ ذلك، يَبتعدون عنْ الحُضورِ الإلهي، ومن ثم يَسقطون مُباشرةً في يدِ المُشتكي. إن جميعَ التجاربِ التي نمرُ بها خلالَ رِحلتنا في هذهِ الحياة ليست جَديدةٌ؛ بل هي إستراتيجيةِ الشَّيْطان القديمة، والمَاكرة لمُحاولة إبعادنَا عنْ الحُضورِ الإلهي. وما عليك فِعلهُ سوى عدمُ الإصغاءِ لأي من مَا يَعرضهُ عليكَ على الإطلاق، وبذلك يُمكنُك الحِفاظ على مَكانتِك في المَسيح.

إن الذينَ ينتمون للهِ حقاً هُم بَعيدون كُلياً عن إمبراطورية الظُلمة وإلى الأبد. ولذلك، يَجب عليهم الحرص بعدمِ السَماح للغريب بالسيطرةِ عليهم مرةً أخرى. لأن الخَطيئة هي الطريقةُ الوحيدة التي تُبعدنا عنْ الحُضور الإلهي. وأولئك الذين يَهتمون بما يَعرضهُ عليهم الشَّيطان سوف يقعون عاجلاً أم آجلاً في شِباكهِ. وهَذا هو السَبب الذي يجبُ أن يجعلك لا تَستسلم أبداً لأي إغراء من أي نوع، حتى وإن بدا لكَ أنك تحتاجهُ.

الحَقيقة هي أنّ الشَّيْطان لا يَستطيع أن يَدخل حياتنا، لأنّها مستترة في المَسيح. ولكنهُ ينصب فخاخهُ حولنا، وفقط الأغبياءَ – الذين ليسَ لديهم حِكمة في قُلوبهم - يلتقطون الطُعم. وعندما يَحدُث ذلك، سيدركون أنهُم قد تورطوا في مثل هذهِ الشهوات الشَريرة، وحتى تتغير نَظرتهُم للأشياء – تلك التي تُسبب في أن هَؤلاء الأشخاص الذينَ اعتادوا التبشير ضَد الخَطيئة، الآن وقعوا فيهَا ويُمارسونها.

بالرُّغم من كلَّ ما قام بهِ المَسيح نيابةً عنّا، وبالرُغم من هَويتنا في المَسيح، إلّا أننا لمْ نُسلم من الشَهوات. وسَتكون هُناك تجارب طَالما أننا نَعيش في هَذا العَالم. ولا تخاف إذا شعرت في رِحلتك هُنا ببعضِ الشَهوات الشرِّيرة، لأنها جُزء من خِطة الشَّيْطان لإخراجك من مخبئكَ، حتى يَتمكن من السَيطرة عليك مرةً أخرى. فقط قل "لا" على الفور لكُل مَا هو شرِّير، وسترى كمْ أنت مُقدس في الرَّبّ.

لا تقبل أي إغراء من أي نوعٍ لأن ورائهُ أسوأ عُبودية. فبعضُ المَسيحيين يَستعبدون بِشهوات الجَسد والرَغبات الخَاطئة، وهَذا هو السَبب وراءَ ابتعادهُم عنْ الخَلاص الأبدي. وعِندمَا تقول "نعم" لنداءات العدوُّ، فإنك سَتقول "لا" للخَلاص العَظيم الذي أعطاه لكَ المَسيح على الجُلجثة. الأخبار السَيئة هي أن الخَطأ - مهَما كان صَغيراً أو كبيراً – سَيجعل الشَّيْطان يَحصل على جَميع مُمتلكاتك. وبعدهَا سَيضطهدك بَطريقة تَجعلك تتمنا إلى تَرك هَذه الحَياة في أقربَ وقت مُمكن. ولكن، ما سَتحققه هو المَزيد من المُعاناة حَينئذ.

انتبه إلى مَا يلي: لا يَجدُر بكَ استبدال سَعادتك الأبدية بقليل من المُتعة الدنيوية التي لنْ تدوم أبداً.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز