رسالة اليوم

08/02/2019 - تَعَرفْ على الأشَخَاصِ

-

-

"إنّ اَلْقَلْبُ ٱلْفَرْحَانُ يَجْعَلُ ٱلْوَجْهَ طَلِقًا، وَبِحُزْنِ ٱلْقَلْبِ تَنْسَحِقُ ٱلرُّوحُ. (امثال 15: 13)

 

يمكننَا معرفةَ إذا كانَ الشخصُ خادماً لله أم لا، بِنظرةٍ واحدةٍ. فهؤلاءِ الأشخاص الذينَ يَخدمون الرَّبّ يَتجهون دَائماً لمُساعدة أقاربهُم للاقترابِ من الله. أمّا الذين لمْ يَختبروا الخَلاص، وعادة يَظهرون كأبناءِ العليِّ، فهم لنْ يكونوا قَادرين على تَحقيقِ ذلك، لأنّ طبيعتهُم لا تزالُ سَاقطة، بِسببِ سَيطرة الخَطيئة عليهم، وسُرعان ما تَظهر أنفسُهم على حَقيقتها.

لنْ يَفعل خُدام الله أيّ شيء غير مَسموحٍ بهِ في الكتابِ المُقدّس. حَتى عِندما تُتاح لهُم الفُرصةُ للتصرُّف بشكلٍ غير مَقبول، فإنهُم لنْ يلوثوا أيديهم أبداً. ولَنْ يَكُونوا مِثل شَاول الذي أخطأ ولمْ يُضحّي بأفضلَ الثِيران والخِراف (1صموئيل 15: 9) بِحُجةِ أنّ تقدمتهُ كانت للرَّبّ. ونحنُ يُمكننا رسم خطٍ واضحٍ بين أولئك الذين يَخدمون الله والذين لا يَفعلون.

كُلما عاشَ خادمُ العليِّ في محضرهِ، يُمكن أن يرى فيهِ المؤمنين كميةَ الفرحِ الذي يعيشه، ويصبح جَدير بالثقة، وقادر على إظهار الوداعة التي تجذُب لهُ جميع من حولهِ، ليقتربوا منه لا شعُورياً. إنهُ لمن المُريح جداً الحديثُ مع ذلك الشخصُ الذي يَخدمُ الرَّب. ولكن، إذا ما ابتعد عنْ الطريق الصَحيح، فَسيكون سيئَ السُمعةِ. وفقط بِنظرةٍ بسيطةٍ يمكننا أن نرى ما يوجد في دَاخلهُ. لأن وعظ أولئكَ الأشخاص يستند على كلمتهِ.

إن منْ لا يَخدمون الرَّبّ يَشعرون بألم في داخلهم، لأنهُم يَفتقدون للفرح الذي يشعُر به الآخرون. ونجدهم يَطمعون في ثروةِ أي شخصٍ آخر؛ وزوجِ أي شخصٍ آخر، وحتى خادم ومُمتلكات الآخرين. ويَشعر مثل هَؤلاء الأشخاص دائماً بعدمِ الرضَا، لأن هَدفهُم الرئيسي هو جمعْ المَزيد والمَزيد؛ وأخيراً، هُم يَنسون كلماتهم، لأنهُم كُلَّ دقيقةٍ يقولون الكثير من الأكاذيب.

يُعْرف الأشرَار بِرُوحهم المُنكسرةِ. ولنْ يَتمكن أي مِنهُم من فعلِ الخَير. وعِندما يَفعلونهُ يكونُ بغرضِ التباهي أو مُحاولة التخلُّص من الألم الذي بِداخلهم. إنهُم يبحثون دَائماً عن شيءٍ يُمكن أن يَجعلهُم يشعرونَ بالانتصارِ أو يَجعلهُم يُصبحون مَشهورين، وذلك مِن خِلالِ أعمالهِم المغشوشة. فكم هُم بَائسون! وتهيمن عَليهم روح الغِش.

إنهُ من الصعبِ على غِيرِ المُخلَّصين التفكير في غيرهم، فهُم يُفكرون في أنفسهم طوالَ الوقتِ؛ وبِمُجرد أن يَتكلموا، يُمكننا أن نَكتشف بِوضوح وفي لحظةٍ واحدة، هُم يتبعون أي شخصٍ. وسَينتقلون من السَلام إلى الحرب في غمضةِ عينٍ، وإذا شَعروا أنهم مُهددون بالخسارةِ، فَسيخرُج "الوحش" الذي بِداخلهُم بسرعةٍ. فهُم لا يَعرفون مَعنى الرحمةِ والمَحبةِ.

لكنَّ أبناءَ الله وجههُم مُبتهجٌ طبيعياً. وحتى عِند إهانتهم أو خِداعهُم، لا يَفقدون الحُب الإلهي الذي بِداخلهُم. وهُم على اِستعدادٍ دائمٍ لتقديم المُساعدةِ لأي شخصٍ. ويقضون وقتهم بالتشفُع من أجلِ الخُطاة، ولا يُنكرون أبداً حقيقةَ أنهُم يخدمونَ الرَّبّ. وهَؤلاء النَاس يَصنعون مِثالاً يُشجعنَا جميعاً.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز