رسالة اليوم

06/02/2019 - الوَثَنيةُ العَمَياءَ

-

-

" وَلَا يُرَدِّدُ فِي قَلْبِهِ وَلَيْسَ لَهُ مَعْرِفَةٌ وَلَا فَهْمٌ حَتَّى يَقُولَ: «نِصْفَهُ قَدْ أَحْرَقْتُ بِٱلنَّارِ، وَخَبَزْتُ أَيْضًا عَلَى جَمْرِهِ خُبْزًا، شَوَيْتُ لَحْمًا وَأَكَلْتُ. أَفَأَصْنَعُ بَقِيَّتَهُ رِجْسًا، وَلِسَاقِ شَجَرَةٍ أَخُرُّ؟" (إشعياء 44: 19)

 

إنّ الله يَمقت أيّ شَكل من أشكال عِبادةِ الأصَنام، لأنها تَعمي أعيُن البَشر، وتجعلهُم يخدمونَ العدوُّ وهُم يعتقدون أنهُم يُقدمون خِدمةً للرَّبّ. وهَؤلاءِ الأشخاص الذينَ يتّجهون إلى عبادةِ الأصنام، يُصبحون فريسةً سهلة لشُرورِ الشَّياطين، والتي سَتستعبدهُم بطريقةٍ خبيثة لدرجةِ أنهُم يَصِلون إلى تشويش الفهم لديهم، وبذلك فهُم لنْ يُدركوا الخَطأ الذي وقعوا فيه. وكلّ أعمى لنْ يُرضي أبداً العليِّ.

 لا يَستطيع عَبدة الأصنام أن يَروا كيف أنهم يَعيشون حَياتهُم بشكلٍ سطحي، ولا يُدركون أنهم في كُلِّ موقفٍ يتخذونهُ، يبتعدون عنْ الإله الحَقيقي. إنهُم يُعطون حُبهم الكامل لتلك الأصنام، لدرجة أنهم يُضحونَ بحياتهم من أجلِ للحُصول على دُميةٍ خَشبيةٍ أو حجرية، أو مَصنوعةٌ من أي مادةٍ أخرى.

قد تُمارس عِبادةُ الأوثانِ حتى في الكنيسة، عندما يعتبر بعض الأشخاص أنّ الإعلانات التي يقولها الواعظ هي فوق كلمة الله، وهذا يجعلهم يعبدون هذا الشخص. وأيضاً، قد يَبدو بالنسبةِ للكثيرين مِنهُم، أنّ هذه الأمُور هي الأكثرُ أهميةٍ من كلماتِ أي شخصٍ آخر، ونجدهُم يستمعونَ إلى الكلمةِ، لكنهُم لا يؤمنون بها، وعندما يقومون بِذلك، فسينتهي بهم المَطاف إلى فقدان السُلطان الذي لديهم ليصبحوا مُنتصرين. وإذا انفتحت أعيُنهم الآن على الرب في كلمتهِ سَيجدونهُ حقاً.

إن مُحاولة المقارنةِ بين الله الحيِّ وأي صُورٍ سَوف تقودُك إلى الدمارِ الكاملِ. "فالعلي" لا يُقارن مع أي شيءٍ أخر، وهو لا يَسمح بِذلك. إنهُ الإلهُ الكامل، بَينما الأوثان ليست سوى صُور صنعها البشر بإلهامٍ شَيطاني. وقد حذر الرَّبُّ من ذلك في الوصَايا العَشر (خروج 20: 4 ، 5). والذينَ لا ينفذون هَذه الوصية سيُعانون بالتأكيد، لأن العدوُّ سَيسيطر عليهم.

عبادةُ الأصنام تجعلنا ندرك أن منْ يُمارسونها يبتعدون يوماً بعدَ يوم عنْ النور. ربما يكونُ الشَخص صَادقًا، وقد يُصلي كثيرًا، إلا أن عِبادة الأوثان تَعوقُ فهمهُ. فلا يُمكن للرسالةِ نفسها التي تُلهم شخصاً ما أن يصبح فائزاً، أن تفعل الشيءَ نفسهُ مع أولئكَ الذين يُمارسون عِبادة الأوثانِ، لأنهُم يَرون كُلَّ شيءٍ عكس الاتجاه.

إن أولئكَ الذين يبغضون أنفسهم بسبب هذهِ المأساة، لنْ يكون لديهم سلامٌ وشُعورٌ بالنجاح في حياتهم؛ لأنهُم لا يرون حَقيقة أنهُم يتجهون بسرعةً نحو المَوت الأبدي. يجبُ أن نطلبَ المسحةَ من الرَّبِّ، وبِحُبٍ وصبر، نُكافح من أجلِ فتحِ أعيُن هؤلاء. فمن المُحزن رُؤيتهم في هذه الحالة البائسة.

عمل مَحبة الله فقط يُمكن أن يُنقذ البشر الذين يقعوا في مصيدةِ عبادةِ الأصنام والسِحر. وبمُجردِ تخليصهم سَيُصبحون مَسيحيين مُخلصين لأنهُ فقط من يُحب كثيراً يُغفر لهُ كثيراً (لوقا 7: 47 أ).

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز