رسالة اليوم

05/02/2019 - الحَاجةُ إِلى خِدمةِ المُعْجِزات

-

-

" وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ ٱللهِ أُخْرِجُ ٱلشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ ٱللهِ!"(متى 12: 28)

بَدأ يَسوعُ حِقبة خَاصة جداً للبَشرية. وكان الرِجال الذين خَدموا الله في الماضي، يتطلعونَ إلى رؤيةِ ذلك اليَوم قادماً. وكان يشعرون أنّ هُناك شيئاً جَوهرياً يبدو مَفقوداً، لأنهُم يعرفون أنّ الشَّيْطان هو حقيقة وهو مَصدر كُلِّ الشُرور، لكنهُم لم يَتمكنوا من الوصُولِ إلى القوُّة الإلهية لإبطالِ تلك الأعمالِ الشرِّيرةِ. لقد كان الآب يعمل من البِداية مع السَيد المَسيح. وقال إنّ الذين آمنوا بهِ سيعملون نفسَ الأعمالِ التي قام بها وأكثر (يوحنا 14: 12).

فقد كان أولُ شخصٍ يستخدمُ قوَّة الرَّبِّ العليِّ لإنقاذ الذينَ يَضطهدهُم الشَّيطان. وفي تلك الحقبة لَمْ يُستَخدم أيّ إنسان من الله لإخراجِ الأرواحِ الشرِّيرةِ، ولعلاج المرضى والولادة الثانية للإنسان. ولكن، بمجيء اِبن الله، اِكتمل العمل. ولكنَّ ردَّ فعلِ الشَّيطان كان مختلفاً، فقد قالَ إنّ الوقتَ لمْ يَحِن بعْد ليحدُث ذلك. واليوم، إن إستراتيجيته اختلفت تماماً نظراً لأنهُم يقولونَ أنّ الوقتَ قدْ اِنتهى بالفعل.

لقد رأى الجموع العجائب التي قامَ بها الرَّبّ يسوع، فيما يتعلق بشفاء المَرضى، وقدَّموا أنفسهُم للرَّبّ ليشفي المَرضى ويطرد الشَّياطين. وكم كانت تلك الأيام جميلة! – وهذه الأيام لا يَنبغي أن تتَوقف. ولكنَّ الشَّيْطان صَارع واِستطاع أن يَجعل الكنيسة "نادياً مَسيحياً" ، وإذا جاز التَعبير، ليس سَاحة حرب لإنقاذِ المَظلومين.

قالَ السَيد هُنا أنّ ملكوت الله سَوف يَكونُ معروفاً عنْ طريقِ طَردِ الشَياطين، وإنقاذِ الذين احتجزهُم الشَّيْطان. وممّا لا شكّ فيه، يُمكننا أن نقول أنّ خدمة الرَّبّ بعمل المُعجزات هي الوحيدة التي ستُقنع الجموع أنّ الإنْجيل هو في الواقعِ قوّةُ الله. عندمَا يتمُ التبشيرُ بالطريقة التي فعلها يَسوع سَيفتحُ الشَعب قُلوبهُم وسَيحصلونَ على ملكوت الحقّ. إنّ المَكان الذي لا يوجد فيه دَليلٌ على قوُّة الرُّوحِ القُدس يُشير إلى أنّ عَمل الله لا يَتم فِعلهُ، بل هو مُجرّدُ دينٍ فقط، أو هو نتاجُ المَنطق.

هل تَعتقدُ حقاً أنّ الذين يَعتبرون أنفسهُم أشخاصاً من عند الله، ولكنهُم لا يَستخدمون السلطان الذي أعطاهُ لهُم باسم يسوع، لشفاءِ المرضى وإنقاذ المأسورين! هُم لا يخدمون الرَّبّ بشكلٍ فَعال. وبمجرد أن تنفتح أعيُنهم على مصراعيها، سيعرفون أنهُم قد فقدوا الكثير بسببِ عدمِ الانتباه للسُلطانِ الذي سَكبهُ عليهم السَيّد. وإذا لم يكُنْ يسُوع قد أخرجَ الأرواح الشّريرة بروحِ الله، فإنّ مَلكوت السَماوات لم يكن قد أتى بعد.

لقد كانت الحُشود تَبحث عنْ الخُدام الحقيقيين، وعندمَا وجدوا شخصاً يَخدُم الله حقاً، انضمّوا إلى المَسيح على الفور. ومن المؤكد أنّ الكنيسةَ لنْ تُنقذ المَفقودين عن طريق الفلسفةِ، ولا عن طريق التَسويق أو الدِّعاية.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز