رسالة اليوم

02/02/2019 - لِئَلَّا تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا

-

-

" أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، إِنِ ٱنْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ ٱلرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هَذَا بِرُوحِ ٱلْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلَّا تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا "(غلاطية 6: 1)

إنّ رؤيةَ الأخوةِ في المَسيح والذينَ يجبُ أن يكونوا قديسين، ساقطين في الخَطيئة هو سِيناريو غير مَفهوم أبداً. فلمَاذا يقومُ شخصاً ما باستبدالِ الراحةِ التي يَجدها في المحضرِ الإلهي، بطاعةِ خِدع الشَّيْطان القَذرة؟ نعرف تماماً أنهُ حتى كُلّ كنوز الذَهب في هَذا العَالم لنْ تكون لهَا قِيمةٌ في الأبديةِ. ولهَذا السَبب فإنّ الذين يُسلمون أنفسهُم للخَطيئةِ، هُم في الواقع يُودعونَ مُستقبلهم الأبدي.

لا بُد أن تأتي التَجارب! لكنَّ الأمرَ متروكٌ لنا، لنمنعها من الدُخولِ لحياتنا. فحتى يَسوع جُرّبَ مِثلنا في كُلِّ شيءٍ. ولكنهُ، لم يَرتكب أي خَطيئة (عبرانيين 4: 15). لنْ يُلقى اللومِ عليكَ بسببِ التَجربةِ، لأنك لمْ تقع فيها. ولكنْ، إذا قبلت تلميحات الشَّيْطان وفعلت ما تُحذرك منهُ الكلمةُ، فستكون مَسؤولاً عن ذلك بِصراحة. لذلك، عندما تَظهر لك أي تجربة، عليك أن تبدأ بالصَّلاة وتطلُب من الرَّبّ أن يُنقذكَ مِنهَا (متى 26: 41 أ).

يَحتاجُ المَسيحيون لأن يُصبحوا رُوحانيين، وأكثر وعياً بالمساءلةِ التي تُثقل كاهلهُم، ويجبُ أن لا يُعطوا مَجالاً للشَّيْطان كي يَدخل حَياتهُم. فنحنُ مُحاطون بِسورٍ من نارٍ، ولهذا لا يُمكن للعدوُّ الاقتراب أو الدُخول. لكن إذا تَركنا أنفسنا تُهزم أمام أيةِ تجربةٍ من أي نوعٍ، فإن الشَّيْطان سيهزمنا ويُحولنا لفريسةٍ لهُ. لذا، أفعل كُل ما تَستطيعهُ حتى لا تُضيع مَلكوتَ الله من يَدكَ!

 

 أمّا بالنسبةِ للذين وقعوا في الخَطيئةِ، فنحنُ يجبُ أن نأخذهُم بروحِ الرحمة ولا نَطردهُم كما لو كانوا من الأشرَّار. ففي الواقع، لقد جُرِّبنا جميعاً، ورحمةُ الرَّبِّ هي التي حَفظتنا من السُقوط. بالإضافةِ إلى ذلك، فإن دعوتنا ليستْ للحُكم على الذين لا يَستطيعون مُقاومةِ التجارب، ولكنها، لتوجيههُم بحسبِ الكلمةِ المُقدسة التي سَتنقذهُم من مَخالبِ الشَّيْطان.

لذلك، عليك أن تَنظُر إلى نَفسك دَائماً لأن الشَّيْطان نفسهُ الذي تسبب في سقوط شخصٍ آخر سيبذل كُلّ ما في وسعهِ من أجلك، لكي لا تَستمر في مقاومةِ تلميحاته الشيطانية. عندما نَنظر إلى الرَّبّ فسوف نجدهُ أنهُ لم يُدين الخُطاة، فلماذا يَظنُ البشرُ على الأرضِ أن من حَقِهم أن يفعلوا ذلك؟ لا تتطلع لأن تكون ما لمْ يخلقك الله لهُ. ولكنْ بالعكس، كُن أخاً ومعيناً ومُصلياً ومُتشفعاً. فأولئك الذين سَقطوا هُم بحاجةٍ للحُبِ، وليس الإدانةِ.

عندمَا لا نُدير ظهورنا للإرشادِ الذي في "كلمة الله"، سَنتجنبُ إغراءاتِ العدوُّ. وبالتالي، فإننا لنْ نقعَ في الإدَانةِ. أما جَميعُ الذين يَقومون بِتلك الأشياءِ الخَطيرةِ التي لم يَتم دَعوتهم إليها سَيكونون مُخالفين للخِطة الإلهيةِ وقد ينتهي بهُم المَطافُ بأن يَكونوا مُحاطين بِجميع أوساخِ هذا العالم. وبعدها ستكونُ حياتهم مُضطربة دائماً، لأنهم عصوا الوصيةُ الإلهية، وسيتعرضوا لجميعِ أنواع الاعتداءات من الجحيم .

لذلك، يَجبُ أن تسعى لأن لا تُحزن الله بسلوككَ، ويجبُ أن تفعلَ كُلَّ ما تستطيع من أجل أن تجعلهُ يفرحُ بك، وبتنفيذك لوصاياه.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز