رسالة اليوم

01/02/2019 - رُوحَ اَبْنُ اللهَ فِيك

-

-

" ثُمَّ بِمَا أَنَّكُمْ أَبْنَاءٌ، أَرْسَلَ ٱللهُ رُوحَ ٱبْنِهِ إِلَى قُلُوبِكُمْ صَارِخًا: «يَا أَبَا ٱلْآبُ.! "(غلاطية 4: 6)

إنّ أعظم اِمتياز يُمكن أن يَحصُل عليهِ الشخص، هو أن يُدعى ابناً للإله الأبدي. وكُوننا مُرحبٌ بنا دَائماً في عَائلة الله، يَبدأ الجَميع في اِمتلاك والتمتُعِ بجميع تِلك النِّعم التي تأتي من الرَّبّ. لقد وضّحَ لنا يسُوع أنّ كلّ ما هو للآب فهو لهُ أيضاً، ويُمكننا أن نحصل على نفس هذا الإعلان. ولذلك، يجب أن تنغمس أفكارنا في تِلك التَصريحات التي في الكِتاب المُقدس، حتى نَتمكن منَّ التمتُع بمثل هَذا الإعلان.

عندمَا نُصبح أعضاءَ في العَائلة الإلهية، نكون محميين من كُلِّ شيء، ومن أي إدانةٍ لأنّ سجلّنا بات نَظيفاً. لذلك يُمكننا أن نكون في سَلامِ مع الله (رومية 5: 1). وفي نفسِ الوقت نخلص من نير سُلطان العدُّو وبعد ذَلك نَحصُل على السُلطة على عمله الشرِّير. علينا فقط أن نكونَ على إطلاعٍ على ما هو لنا فيه، حتى نُصبح أكثر من مُنتصرين.

يُريد الرَّبَّ أن يَنظر إلينا بَنفس الطَريقة التي فعلها مع ابنهِ البِكر. فلقدْ فعل يَسوع كُلَّ ما يسرُّ أباه بكامل إرادتهِ، وهَذا هو السَّبب وراء إجابتهِ دائماً. وكلما أعطينا أنفسنا للرَّبّ كُلما حصلنا عليهِ أكثر. أولئك الذين يَسمحون للآب أن يكون دَائماً موجوداً، يفعلون كُلَّ ما بِوسعهم ليَعيشوا بالقرب منه. بعد كُل شيء، يُثبت أبويتهِ عندما نَثب في اِنتمائنا.

عندما قَبلنا بهِ لكي نكون قادرينَ على خِدمته، أرسل الله رُّوح اِبنه مُباشرةً في قلوبنَا، تماماً كمَّا في الآيات أعلاه. وهو تأكيد على أننا أبنائهُ بالفعل. بروحه العجيب، نحنُ نسترشد، ونعلم ونتمكّن من فعل مشيئتهِ مثلما كان يسُوع. أولئكَ الذينَ لم يَعتمدوا بالروح القُدس بعْد، يَجب أن يَبحثوا على وجه السُرعة عن تغطيةِ.

وبغض النظر عن الخطر من فُقدان خَلَّاصنا، إذا لمْ نبقي بعيدين عنْ الخطيئة، فإن هذا أيضاً سبباً وجيهاً اِمتلاك مِثل هَذا الكنز، المُعزي. لنْ يسكُن الرُّوح القُدس في بِيت يَستسلم للإغراءات. إن سيدنا أمرنا أن نُصلي ونَنظر ألا نقعَ في الخطيئة (متى 26: 41). إن أكبر ضَرر قد يَلحق بالمَسيحي هو أن يُحْمَل بعيداً بواسطةِ العدوُّ، معتبراً أن خَادم الله قدْ يَنتهي أمرهُ، ويرجع السبب في هَذهِ الحالة، إلى عَدم وجودِ الرُّوح القُدس في حَياتهِ.

كان المَسيح يعلم جيداً أن الله هو أباه، ولهَذا السَبب، كانت نِداءاتهِ دَائما يُستجاب لها. ونَحنُ أيضاً لدينَا مِثل هَذا الشُعور. كُلّ أولئك الذينَ يُؤمنون بالرَّبّ مُؤهلون للقيامِ بالأعمالِ نفسهَا التي فِعلها، بِاعتبار أننا تَلقينا هذا السُلطان من رُوحهِ. لا تدع الشَّيْطان يَهزمك أو تقع بينَ يديه، تماما مِثل فَريسةٍ سهلة.

إن مزايا وجودِ الرُّوح القدس ساكناً فينا ويعمل هي هائلة. فآمن بكُلِّ شيءٍ يُخبرك بهِ، لأن أحد واجبات الرُّوح القُدس هو إرشادنا إلى كُلّ الحَقيقة، بالكشفِ لنا عن كل ما قِيل عنَّا. يبدأ أولئك الذينَ يَتبعون مَشيئته يشفون ويُساعدون مِثلما كان يسُوع في أيامهِ.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز