رسالة اليوم

29/01/2019 - تَذَكَّر وَصَايا الل

-

-

" تُلَاقِي ٱلْفَرِحَ ٱلصَّانِعَ ٱلْبِرَّ. ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَكَ فِي طُرُقِكَ. هَا أَنْتَ سَخِطْتَ إِذْ أَخْطَأْنَا. هِيَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فَنَخْلُصُ" (إشعياء 64: 5)

 

واحدة من الوصَايا الأكثرَ أهميةً بالنّسبةِ لنا نحنُ الذين نُريدُ الحُصول على بركاتِ الرَّبِّ هي أننا يجبُ أن نفرح. ومع ذَلك، فإنّ حَالة الفرحِ هذهِ ليست طبيعية، أعني مَا نشعُر بهِ جميعاً عندما نُحقق شيئًا أو عندما نلتقي بشخصٍ نحبه. في الحقيقة، فإنّ السَعادة التي أريد أن أنقلها هُنا هي نتيجةٌ لقيامِ الرَّبِّ بزيارتنا، والتفاهم الذي نَكتسبهُ ونحنُ نتأملُ في كلمتهِ. إنهُ أشبهُ بضوءٍ أخضرٍ يُشيرُ إلى أننا مُستعدّون الآن للذهاب إلى المعركةِ.

يخرجُ الله للقاء الذين يعملون رضاه، ويصرخون إليهِ من أجلِ حُقوقهم المُعلنةُ في الكتابِ المُقدّس – وبمعنى آخر، إنّ الذين يعلمون جيداً ما هو الموقف الذي يجب أن يأخذونه - لكنهم لا يفعلون ذلك – لنْ يخرج الرَّبَّ إليهم. فهُم يَظلون بِمُفردهم، وفي هَذه الحالةِ، لا يُمكنهُم هَزيمةُ العدوُّ أو الإغراءاتِ التي تَظهر عادةً. لذلك، يا أخي، عندما يَأتي ذَلك الفَرح إلى قلبك، يَجبُ أن تأخُذ لقطةً منهُ وتُسجلهُ على رُوحكَ، ومن ثم تكون مُؤهلاً للقتالِ. لذلك، استمر في القيام بِواجبك من أجل تحقيقِ المُعجزة. يَجبُ أن تستدعي العليِّ في فكرك دائماً، حيث أنه سيقوم بالكشفِ لكَ عن طُرقه التي يجبُ عليك أن تتبعها. إنّ كُل تلك التَعاليم التي عرفتها من خلالهِ، والتي تهدف إلى شِفائك، أو رَخائك، أو تلك التي من أجلك لتتمتع بالبركات الأخرى، هي نصائح يُقدمها لك الله بنفسه ليبارك حياتك. ومن المُهم حقاً أن نتذكرها في رحلتنا، ونطلُّب من الله له المجد أن يَتصرف معنا بالطريقةِ التي يُريدهَا.

أنه لمن السَهلِ جداً تلبية هَذه الوصايا، مع العلم أن الأب علمها لنا، لأنه إذا استوفيتها سيأتي لمُقابلتك. وأما، إذا اِحتقرتها فسوف تبقى وحَدك في المعركة. ومن المُهم للغاية أخذ القراات المبنية على ما يعلمهُ الكتابُ المُقدس. وأخيراً، فقط من يُحب الله هو الذي يعمل وفقاً لوصاياه (يوحنا 14: 21). بالإضافة إلى ذلك، إنهُ في يومِ من الأيامِ ستقفُ أمامهُ، وستكون مَسؤولاً عمَّا فعلتهُ بكلماتهِ المُباركة. لذلكَ، لا شيء يُعتبر بديلاً على الإطلاق، عمَّا يقولهُ الكتاب المقدس حتى لو كان صغيراً.

تشرح لنا الآية المَذكورة في إشعياء فوق، الغَضب الذي شعرَ بهِ الرَّبّ نحو هَؤلاء الذين أخطأوا. ولكن هذا كان في الماضي، لكن الآن نحن حصلنا على الغُفران، واليوم، الرب يعمل من أجل أن يُقدس ويخلِّص الجميع. ويُجهز الله شَعبه لكي يكونوا منتصرين هُنا على الأرض وأيضاً في الأبديةِ. وكما قلت لك، لا تضيع الفرصة لتكون معه، وبالتالي نحصل على السعادةِ الأبديةِ. فالتفت إليه فوراً، واِعترف له بكل معاصيك والشهوات التي تُهاجمك دائماً، وأطلب النجاة. إن الأبدية مَضمونةٌ لنا في حفظِ وصايا الرَّبّ، وهذا يعني أن أولئك الذين يُحافظون عليها ويفعلونها سيحصلون على ذلك، وكل أمورهم الروحية ستترتب مرة واحدة، وبهذا، سيكونون مُستعدين للعيشِ في السماءِ إلى الأبد. لذلك، لا تدع هَذهِ اللحظةَ الثمينةَ تمُر من بين أصابعك!

إن كُلَّ الإعلانات التي تحصل عليها من كلمة الله لها غرضٌ واحدٌ: وهو خلَّاصُك. وهذا هو أعظم عمل يرغبُ الرَّبُّ في القيام به في حياتك. لذلك، تخلّص من كل الشهوات، وأترك الخطيئة وراءك، و تقدس وإلا فإنك لنْ ترى الرَّبّ (عبرانيين 12: 14).

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز