رسالة اليوم

27/01/2019 - خَطَر! خَطَر! خَطَر!

-

-

"وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي ٱلْجَسَدِ بَلْ فِي ٱلرُّوحِ، إِنْ كَانَ رُوحُ ٱللهِ سَاكِنًا فِيكُمْ."(رومية 8: 9)

 

واحدة مِن القَرارات التي يَجبُ أن يَتّخذها كُلّ الناس تقريباً هي السَّعي إلى عَدم العَيش في الجَسد. والذين يَعيشون في الحالة الطبيعية لا يَتمتّعون بفرحِ الرَّبّ. ليس لديهم القدرة على التَغلُب على اعتداءاتِ الشَّيْطان ولا يُمكنهُم التمتعَ بالبركاتِ المُخصّصة فَقط للذينَ يَسيرون حقاً مع الرَّبّ.

فالذينَ يَعيشون في الجَسد يَعيشون حَياتهم مُتلهفين للأشياءِ الغِير مُقدّسة، وبِسببِ ذلك قد يَسقطون في كُلَّ تجربة بالتأكيد. بالإضافةِ إلى ذَلك، هُم يُحبّونَ أن يَتمّ التَعرُف عليهم على أنهُّم "اللقطة الكبيرة"؛ إنهُم لا يَقبلون أن يَقدّروا بقِيمةٍ أقلَّ ممّا يَرونها هُم، واِنطلاقاً من الحسَد والجشع وغيرها من الرغباتِ الشرِّيرة الأخرى، هُم قادرون على التضحيةِ بأنفسهم في سبيل فعل تلك الأشياءَ التي يُطلقون عليها "خدمة الله". يا أخي، إذا كُنت ترغب في أن تكونَ سعيداً بالرَّبّ، عليك أن تعيش في الرُّوح بلا تكبر. وهكذا يفرح قلب الأب بك.

هُناك العديدُ من المَسيحيين الذين لا يَسكنهُم روحُ الله، وهَذا شيءٌ مُؤسف. وهَؤلاء الناس خطرينَ، لأن هُناك الكثيرُ من الغَافلين الذين قد يضعون ثقتهم بهم، لأنهُم كانوا قد أعلنوا أنهم "خُدامٌ للرَّبّ". ولكنهم، سَيدركون سريعاً أنهم وضعوا ثقتهم في الشَخص الخطأ. ويجبُ علينا أن نَثق فقط في أولئك الذين يَتبعون خُطوات المَسيح؛ وأخيراً، إن أولئك الذين يَسيرون بما يتماشى مع مَشيئة السَماء، لا يستمرون في حياتهم المُنغمسة في الملذات الشريرة، ولكنهُم يَعيشون في المَجد الإلهي بَدلاً من ذلك.

إنّ السَماحَ لرُّوحِ الرَّبّ بالعملِ في قلبك هو أفضلَ قرارٍ يُمكنك القيامُ بهِ، مع العلم أنهُ لنْ يقودك أبداً لاتخاذ قراراتٍ ضد المَشيئة الإلهية، لكنهُ سيُرشدُك إلى الحَقيقة كُلها (يوحنا 16: 13). بعد أن يَتحكم الرُّوح القُدس في حياتِك سَتفهم كَلمةَ الله بِشكلٍ أفضل، وسَتصبح أقوى وأشجع للإيمان بالعليّ. وأخيراً، سوف تَبرز كشخص يثق ويَخدم الله وحده حقاً.

ما هو الخَطر الذي مُمكن أن يتعرض له أي شخص، عندما يكونُ على يقينٍ من أن كلَّ شيءٍ قادمٌ من الرَّبّ؟ الآية فوق يَقولُ فيها الرسُول بولس: إن أولئكَ الذين ليس فيهم روح المَسيح - الرُّوحُ القُدس - لا ينتمون إلى قطيع الرَّبّ. لذلك، اِفحص نَفسك، وإذا اكتشفت أنه ليس فيك، فعليك البَحثُ عن الملء بهِ، لأن الذين لا ينتمون إلى الرَّبّ سيبقون هُنا، على الأرض، عندما يَعودُ شعبهُ سَيتبعهُ.

الرُّوحُ القُدس هو الخَتم الذي جَعلنا الله من خلالهِ مُلوكاً. وفي الحَقيقةِ، يتم تَعريفُ الذين لديهم هَذا الختم، باسم الشَعب الذي يَنتمي إلى الرَّبّ. وهَذا يَعني أنّ الشَّيْطان قد يَجذبهُم إليه، لكنهُ لن يَستطيع أبداً اِمتلاكهُم بالكاملِ، لأنهُ يعلمُ أنهُ سيحترقُ في نهايةِ المَطاف إذا حَاولَ ذلك. وهَذا هو السَببُ في أنهُ يجبُ عليك أن تفعلَ كُلّ ما تستطيع لكي لا تُحزن روح الله، لأنهُ إذا ابتعد عن حَياتك فسوف يعود المَالِّكُ السابق مُباشرة إليه، ومعهُ سبعةٌ آخرون من رفاقهِ الأشرار.

اِمتلِئ بالرُّوحِ القُدس وتغلّب على أيةِ معركةٍ. وعلى كُلِّ أبنٍ لله أن يفيضَ بِدُهنِ القداسةِ. تماما مِثل أولِ الرُسلِ الذين كانوا مُمتلئين بِهذهِ الرُّوح، ويُمكنُ أن تكون أنت كذلك واحداً منهُم. حسناً، إذا امتلأت سَفينتُك لنْ يكون هُناك أيّ مَجالٍ لدخولِ أي شيء شرير هناك.

فابتعد عنْ الخَطر! واِنتقل إلى الرَّبّ واسأله عن الملءِ بروحهِ.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز