رسالة اليوم

26/01/2019 - ابتعِد عَنْ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْأَجْنَبِيَّةِ!

-

-

"لِأَنَّ شَفَتَيِ ٱلْمَرْأَةِ ٱلْأَجْنَبِيَّةِ تَقْطُرَانِ عَسَلًا " (أمثال 5: 3)

 

تُحذِّرنا كلمةُ الرَّبّ من الاقترابِ إلى المَرأة الأجَنبية؟ تِلك المَرأة التي ليَس لديهَا أخَلاق. إنها فلسفةَ هَذا العَالم، واجهتها مليئة بالجواهِر البَراقة، كمّا لو كانت اِمرأة رَائعة ومُباركة. ولكن الذينَ يُسلمون أنفسهم لهَا يَكتشفون في النهاية أنّ كُلَّ شيءٍ كان مزيّفاً. إنها اِبنةُ الشَّيْطان وتحاول خِداع جَميع الناس، وليَسوا قلة أولئك الذين يَقعون في جاذبيتهَا الشَّيْطانية.

الفَلسفة الدَنيوية مَرغوبة بِشدّة وخاصّةً من تلك الشفاه التي تَقطُر عَسل. ولكنْ إذا كُشفت على نفسها، على حقيقتها، لنْ يَنظُر إليها أحدٌ. فهي تَستمدُ كُلّ قُوتها من الشَهوة، تِلك القوُّة المُخدّرة التي تَستمدها من الجَحيم، والذين يَتورّطون معهَا، سوف يَرون أنّ لهَيبَ النارِ ينتظرهُم في الرُّكن الأبدي. فهي خدعت مُنذُ آلاف السِنين خدعت ضُعفاء هَذا العالم، ولكنّ الذين يَظلون واقفين وثابتين في الكلمة سوف يَتخلّصون مِنها بشكلٍ كاملٍ.

تجعل هَذه الفلسفة الكثير من الناس يُحبونها بشدّة، وذلك باستخدِامها للخِداع وعدمِ قولِ الحقيقة، لأنّ مَذاقها أكثر سَلاسة من زيتِ الله. ومن المُستحيل أن نَعرف عدد الأشخاص الذين تمكنت مِنهم هَذه "المَرأة" وحَولتهم إلى أتباع لهَا. لكنَّ مسحةَ الرَّبّ - التي لا تَستطيع مِثل هَذه المرأة مُنافستها – لأنهَا "الحقيقة ذاتها".

إن شهرَ العسل معَ هَذه الحكمة الشرِّيرة ليس أبدي، ولكنهُ لفترةٍ مُعينة. وبعد ذَلك، سوف يرى أولئك الذين وقعوا بين ذِراعيها أن أيامهُم الأخيرة ستكونُ أكثر مرارةً من الأفسنتين. ولكن، هَذا لا يَحدث مع الحَقيقة، أي كُلما أعطى الشخص نفسهُ للكلمة، كُلما كان الماء الذي يخرج منها ينقيهِ من كُلِّ شرّ. وعِندما يُحذرنا الله من مِثل هَذه المُخادعة، فهو يَثبت مَدى مَحبتهِ لنا لأنهُ لا يُريدنَا أن نتأذى.

تعمل هَذه الفلسفة الدَنيوية كسيفٍ ذو حدين، فهي تعِدُ أتباعهَا بالحياة، ولكنْ لن ينتج مِنها إلا المَوت. ففي البِداية يَعتقد أتباعهَا أنهُم تمكنوا من العَثور على ما كانوا يَبحثون عَنه، لأن كل شيء يَبدو مَثالياً بالكامل. ولكونهم أناسٌ عاديون، فهذهِ النداءات العَالمية تُرضيهم بالكامل، ولكنهُم عندما يفهمون الحَقيقة، وتنفتح عُيونهم الدَاخلية بالكامل، يُبصرون، مَدى الخَطأ الذي كانوا عليه.

لنْ يتمكن أحد بنفسهِ من الوقوفِ في وجهِ هذه الفَلسفةِ، لأنهُ من المُحتملِ أن يَنتهي به الأمر إلى المَوت. ولنْ يَتغير ولنْ يحصل على المُساعدة الإلهية ولنْ يَصل إلى الأبدية. ولهَذا السَبب الرب يحب كُلّ أولئك الأبرار الذين يَحرصون دَائماً على فتح عيون أبنائهِم على المَخاطر التي تُمثلها الثقافات السَائدة. ولكنْ ولسوءِ الحَظ، لا تَزال مِثل هَذه الفلسفة الدنيوية مُستمرة في رِحلتها المُظلمة وبقوة، وهي قادرةَ على جَذب وخِداع حتى العَديد من المُختارين.

إن أقدام هَذه الفَلسفة تَتلامس بالجحيم نفسهُ. ونحنُ كمسيحيين، يجبُ ألا نَخافها لأن هُناك قاعدة أسَاسية واحدة حَقيقية، وهي ثابتة ولنْ تتزعزع أبدًا: كلمةُ الله. وبالحكمةِ الحقيقية يُمكننا هَزيمةَ جميعِ حَججها.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز