رسالة اليوم

25/01/2019 - ٱلْأَشْرَارِ يَتَعثَّرونَ دَائماً

-

-

"أَمَّا طَرِيقُ ٱلْأَشْرَارِ فَكَالظَّلَامِ يَعْلَمُونَ مَا يَعْثُرُونَ بِهِ."(أمثال 4: 19)

 

يتحمَّل الناس مَسؤولية اختياراتهم في الحياة. وإلقاء الّلومِ على الشّيطان في كلِّ حينٍ ليس أمراً صحيحاً، لأنه غيرُ قادر على إجبار أي شخصٍ على القيام بإرادتهِ. قد يُحاول الشَّيْطان أن يفعل ذلك، ولكن الأمر متروك لك حقًاً أن تقول كلمة "لا". وأنت لا تَعرف كلمةَ الله وهَذا يجعلُك تجهل الكثير، فَكلمة الله هي ضرورية وعلينا جميعاً أن نعرفها، وهي تُحذرنا كثير من أن نخاف. إن أسلوبَ حياتك هو أشارةٌ لما هو في قلبك، وأولئك الذين يُدركون ما يقوله الكتاب المقدس يعرفون جيداً كيف يَتخلصون من التجاربِ.

إنّ الذين لا يَحترمون الرَّبّ، يتبعون طرقهم والتي تبدو جَيدةً في عُيونهم، لكنَّ الطريق الطريق الصَحيح هو الذي يُظهره الله لنا فقط. لأن مسئولية العليِّ هي كشفُ الطرقِ الصحيح لأولاده. والذين يرفضون اِتباعَ المَسار الذي أعدهُ لهُم الأب، عاجلاً أم آجلاً، سيرجعون ويتوبون، لأن كُلَّ الطُرق البعيدة عن الرَّبّ، تقود كُلها إلى المُوت (أمثال 14: 12). أخيراً، سيُدرك جميعُ الذين وضَعوا ثقتهُم في الرَّبّ كم هو جيدٌ أن يسيروا في النور.

عادةً ما يقولُ الأشرار إنهُ لا يوجدُ مُشكلةٌ في خياراتهم الجذابة، وحَتى أنهم أحياناً يُدينون أولئك الذين يُطيعون الرَّبّ بكُلِ قلوبهم. وفي الواقع، إن الذين لا يَخدمون الله، يتعرضون لحُروب الشَّيْطان، لكنهُم يُغمضون أعينهُم تماما. وفوق كُلِّ ذلك، فإن أرواحهم تتنجس، وبسببِ ذلك لا يُمكنهُم فهم أن المسير مع المسيح أفضل بكثير من اتباع أي طُرقٍ أخرى. ولذلك، فعندما يَتواضعون أمام الآب، ويعترفون بأخطائهم، ويتوقفون عن فعلها، سيبدؤون في اِتباع طرق النور.

والذين لا يَسيرون مع الربّ لا يستطيعون الحُصول عليه بشكل صَحيح، لأنهم لا يَملكون نور أولئك الذين يَتسمون بالقداسة، بل إنهم يَتفاخرون بظلمهم. في نَظرهِم، قد يَبدو الأمر فضيلة، لكن عِندما يوضع ذلك "الميزان الأبدي" سيتضح أنهُم مُذنبون، لأن فقط أولئك الذين يَتبعون الوصَايا الإلهية من كُلّ قُلوبهم يُمكنهم السَير دَائماً في الطَريقِ الصَحيح.

رحلة الشرِّيرّ صعبة جداً، لدرجةِ أنهُ لا يَستطيع إدراكَ حتى تلك الأشياءِ التي تعترض طَريقهُ! وكُلهُم يَذهبون من طريقٍ من سيئٍ إلى أسوأ. لكنهُم يُجاهدون، ولا يستطيعون أبداً التَخلص من الفخاخ التي يَضعها العدوُّ في طرقهُم. والظلمة الرُّوحية التي يقعون فيها تُقيدهم، وتمنعهم من تحديد ما هو ضَار لأنهم لا يَستطيعون أن يُميزوا أعمال الرَّبّ من أفعال العدو.

لكنَّ الرَّبّ من أجلِ الحُب، يُتيح لهُم أن يُواجهوا العَديد من العَقبات في رحلتهُم، وأحياناً كثيرة عِندما يَجتازون في الكثير من الصُعوبات، يَتعب الكثير مِنهُم من أخطأهم ويحددون أفكارهُم ويدركون ما يَنتمي لأولئكَ الذينَ يؤمنون حقاً بيسوع. ومن خلالِ القيام بِذلك، يستطيعون تحقيق الإيمانَ الضروري للتخلّص من الفخاخ التي جعلها الشيطان في طريقهم. فإذا كُنت لا تستطيع أن تنجح بِشكلٍ جيدٍ، فيجبُ عليك أن تَنظر إلى نفسك وتتساءل، عمَّا إذا كُنت قد فهمت كلمة الله. إن المسير في النور هو الشيء الجيد الذي يجبُ أن تفعله، لأنك بهذه الطريقة لنْ تتعثّر.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز