رسالة اليوم

14/01/2019 - ٱلرَّبُّ صَالِحٌ

-

-

"ٱلرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ." (مزمور 145: 17)

 

إلهنا لا يَتحدث بالكذب أبداً. وهو لا يَخدع أحداً، ولا يَتصرّف بطريقةٍ ملتويةٍ حتى عندما يَتعلق الأمر بالتعامُل مع العدوُّ، وذلك لأنهُ صالحٌ. عندما أراد الشيطان أن يمسَّ أيوب، لأنّ الله سمحَ لهُ بذلك. والذين لا يتأملون في الكلمةِ بعناية، قد يصدقون أنّ الرَّبَّ كان شريراً لأنه فعلَ ذلك، على اِعتبار أن رجل الله هذا لم يكُن لديه على ما يبدو أية خطايا تُبرّر مثل هَذا الإذن. ولكن في وقتٍ لاحق، اِعترف هو بِنفسهِ، أنّ أكثر ما كان يَخشاهُ قد حَدث. إذا لم نَخدم "العليِّ" بقلبٍ كاملٍ فقد يحصل الشَّيْطان على الإذنِ باضطهادنا. بينما، عندما نَعترفُ بخطايانا ونقاوم الشَّيْطان سيهربُ منا (يعقوب 4: 7).

لقد تم تسجيل طُرق الله في الكتابِ المُقدس، وأولئك الذين يَتبِعُونها لن تتعثر أقدامهُم أبداً، ولنْ يُعطوا مَساحة للشَّيْطانِ ليأتي ويُنفذ انتقامهُ. وهذه الطُرق ليست مُعقدة وليست صَعبة، بل على العكسِ من ذلك، فهي طُرقٌ سهلةٌ، وتجعلُ قلوبنا تشعرُ بأنها أفضل. وأولئك الذين يَستمعون لوصايا الرَّبّ يُثبتون أنهُم يحبونهُ وسيحبهُم الأب والرَّبُّ يسوع.

لا يوجدُ شيءٌ أفضلَ من إتباعِ طريقِ الحياةِ، الرِحلة الإلهية. فلا تقبل تِلك الأشياءَ التي يَكرهَها الله ولا تَرفُض ما يَوافق عليهِ. ولا تدعْ أبداً الشُكوك تسكُنُ في قلبكَ أو تقودُ حياتكَ، ولا حتى لفترةٍ قصيرةٍ من الزمنِ. وبغضِ النظرِ عن مدى فهمكَ لأي إعلانٍ في الكتابِ المُقدسِ، عندما تُصدق ما يَتحدثُ به الرَّبُّ في كلمتهِ، فأنت تضعُ حياتكَ في يدي العليِّ. عندما تفعل ذلك، سوف يجدُ الشَّيْطانُ نفسهُ ويداهُ مُقيدتين عنْ العمل في أي مكانٍ من كيانِكَ.

إن الرَّبَّ قدوسٌ في جميعِ أعمالهِ، ولهذا السبب يجبُ ألا تدع عقلكَ يُفكرُ في أن اليدَ الإلهية كانت هي السببُ في الكارثةَ التي تؤذيكَ، أو التي وضعت نهاية لحياةِ شخصٍ ما كُنت تُحبهُ. فتلك الكذبة قد أخترعها الشَّيْطان بنفسهِ، وتسببت في تركِ الكثيرين لطريقِ الرَّبِّ. وأولئك الذين يؤمنونَ بهذهِ الكذبة، ما لمْ يَتوبوا يوماً ما، ويعودوا إلى شَركتهِم مع الله، لنْ يُشاركوا في عيدِ الخَلاصِ العظيم، وسَيخسرون إلى الأبد ويُدانون في العذاب الأبدي.

إن الأب لنْ يَتغير مهما حدث. ولا حتى لمُساعدة أي من أولادهِ. فهو لا يكذب ولا يأخذ أي مواقفٍ مُلتويةٍ، لكنهُ كاملٌ في جميع أعمالهِ. إذا كُنت قد استسلمتَ للخطيئةِ، فيجبُ أن تعرفَ أنهُ لنْ يرضى عَنك، ولنْ يسمح لكَ بدخولِ ملكوتِ مجدهِ. وفقط أولئكَ الذينَ لم تتلطخ ثيابهُم سيذهبونَ إلى هُناك، الذين غَسلوا ثيابهم بدم الحَمل (رؤيا 22: 14). لذلك، ولمواصلةِ المسير في الطريقِ الأبدي. لا تدع نفسكَ تقتربُ من أي إغراءٍ على الإطلاق.

إن أعمالَ الله كُلها كاملة، ولا يوجدُ فيها أي خطأ أو شر. وهو يُعلمنا كيف نكونُ مقدسين لأنه قدوس. وأولئك الذين يشعرون بالضعفِ ويخافون من السُقوط مرةً أخرى يَحتاجون إلى كلمةٍ من الرَّبِّ، لكي تُساعدهُم. لذلك ، لا تنس! إن يسوعَ لنْ يتخلى أبداً عن ذلكَ الشخص الذي أتجهَ إليه في يومٍ من الأيام.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز