رسالة اليوم

10/01/2019 - الله يَفِعلُ مَا يَشاءَ

-

-

"كُلَّ مَا شَاءَ ٱلرَّبُّ صَنَعَ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَفِي ٱلْأَرْضِ، فِي ٱلْبِحَارِ وَفِي كُلِّ ٱللُّجَجِ. " (مزمور 135: 6)

يُمكننا أن نَنظر إلى الرَّبّ بِطريقةٍ ما كشخصٍ مِثلنا تماماً. ونَعتبر أن لديهِ رغباتٍ وخَطط. ولكن، هُناك فرق كبيرٌ بيننا، بِمعنى أن كُل ما يريدهُ سَيكون، رُغم مُعارضة خَصمهِ. إنهُ المَلك على كُل شيء. وهذا هو السَبب الذي يجعلك تثق فيهِ بكُل قلبكَ، لأنهُ لا يُوجد أي شيءٍ يَصعُبُ على العليِّ (متى 19: 26 ب ؛ مرقس 10: 27 ب)، وإرادتهُ تُنفذ كمَا خَطط لهَا.

خَلق الله الإنسان على صُورتهِ ومِثاله، لأنهُ كان لديهِ خِطة، ولكنهَا تَوقفت لفترةٍ من الزمن بسببِ دخولِ الخطيئة. ولكنْ، بموتِ ابنهِ يسوع على الجُلجثة، اِستطاعَ الله أن يُكمل مَا بدأهُ في البدايةِ. والآن، عندما تُصبح جُزءاً من العَمل الإلهي، يُمكنك أن ترى كم هو يُحبك. ففي عقل الله دَائماً وعودهُ لنا. وسوف يَفي بها كُلَّها، شريطةَ أن نقومَ بواجبنَا نحوهُ. الله له المجد لا يفشل ولا يَخسر أي مَعركةٍ، أبداً.

عندمَا بدأ الخالق تنفذ تلك الخُطط التي في فكرهِ من كُلِّ قلبهِ من أجلنا، لمْ يكُن هُناك أي شيءٍ موجود. لذلك، لمْ يخلُق أي شيء بهِ عيب ويَحتاجُ إلى التَعديل، بل كان كُلّ العالم يعمل وبشكلٍ رائع، إلا أنهُ في يومٍ من الأيام وقعَ في الخَطيئةِ، الإنسان الذي خَلقهُ ليتسلط على الخَليقةِ كُلّها، خانهُ، وأمن بالعدوُّ وأطاعهُ.

ولكنْ، وعلى الرُغم من سُقوطِ البشرِ في الخَطيئةِ، إلا أنهُم امتثلوا لأمرِ العليِّ بأن ينمو ويَتكاثروا (تكوين 1: 28)، وهكذا، قَطعنا شوطًاً طويلاً، حَتى وصلنا إلى جِيلنا هَذا. لذلك، لا يُوجدُ أحد لا يَستطيع المُشاركة في مُخطط الله. وحَتى الذين يَخدمون آلهةً أُخرى، والذينَ تبنّوا دِيانات أخرى، أو الذين تحوّلوا إلى مُجرمين، هُم أيضاً في قلبِ الرَّبّ. وهو لا يُريد أن يَضيع أحد، ولكنهُ يُريد الجَميع أن يَتوبوا (يوحنا 6: 39).

اليَوم، لدينا الفُرصة نفسهَا لاتخاذِ الخياراتِ المُناسبة مِثل تلكَ التي في المَاضي، معَ العلم أنهُ بموتِ يسوع عنّا، غُفرت خَطايانا. الآن، يُمكننَا العُودة لاستخدامِ القوُّة الإلهيةِ في العَالم الرُّوحي، ونَفعل ذلك بالمثل في العَالم المَادي. لقد خلصنا الرَّبّ من الدينونةِ الأبدية وخلصنا من عبوديةِ إبليس. وهَذا هو السَببُ في عدمِ وجود أي سببٍ على الإطلاقِ للعيشِ تحت نيرِ عبوديةِ الجَحيم. فاليوم نَحنُ أكثرَ من مُنتصرين (رومية 8: 37).

نحنُ نعلمُ جيداً أنهُ لا شيءَ يُبعدنا عنْ عيونِ الرَّبّ. وهَذا يَعني أنهُ إذا كانَ هُناك أي شيء شرير في حَياتك، فهو يَعلمُ بالضبط في أي منطقةٍ تقوم بإخفائهِ، وكيف سَيقوم بِالقضاءِ عليهَا. وهَكذا، فمهمَا بدا لك أن إبليس ذَكي، فإنهُ لن يستطيع الوقوف أمام إرادة الله الصَالحة. لذلك، إذا قررتَ التَخلُّص من كُلِّ شيءٍ في نَفسك عديمَ الفائدةِ، بشكلٍ كاملاٍ؛ يُمكنكَ الوثوقَ بالله لأنهُ سيحفظُك بالتأكيدِ.

ابحث في الكلمةِ عن تِلك الأشياءِ الثَمينةِ والتي تَحدثَ بها شَخصُ العليِّ عَنْك، وكذلك يَجبُ عليك أن تطلُبها لكي تتحقق. فنحنُ نستطيعُ فعلَ كّلَ شيءٍ باسمِ يسُوع.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز