رسالة اليوم

04/01/2019 - خَازِنًا مَا تَيَسَّرَ

-

-

"فِي كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ، لِيَضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ خَازِنًا مَا تَيَسَّرَ، حَتَّى إِذَا جِئْتُ لَا يَكُونُ جَمْعٌ حِينَئِذٍ. " (1كورنثوس 16: 2)

 

كانت التَقدمات تُمارس بِصورة مُستمرة عِند شعبِ الله. وحتى الرَّبّ يسُوع اعتادَ أن يُعطي التقدمة في اِجتماعاتهِ، كمَا أنهُ كان لديهِ شيخٌ لجمعِ الأموال (يوحنا 13: 29). وفي العهدِ القديم عندما لجأ الناس إلى الكاهن، كان يُعلمهم بأن يعطوا التقدمة للرَّبّ (خروج 34: 20). وكان على كُلِّ واحدٍ أن يأتي بِذبيحةَ الخَطيئة وذَبيحة السّلامة، وكان على العَائلات أن تُقدم حَمَلاً. ولكنْ، إذا كانوا فُقراء، فبإمكانهم تقديمَ يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ بدلاً من ذلك (لاويين 5: 7). لا أعرف لماذا يُنادي البعضُ الآن بالفكرةِ أنّ العهدَ الجديدَ ليس فيهِ تقدمات؟ فمنَّ الجيد أن نتذكرَ أنّ يسُوع أخبرَ الأبرصَ، الذي كان قد شفاه، أن يَذهب ويُقدّم ما علَّمه لهم مُوسى من قبل (متى 8: 4).

 يَملأُ الشَّيْطانُ بعضَ الذين يَدعون القَداسة الزائفة، حتى لا يُشيروا لمَسألة التقدمة من على المِنبر. وهكذا، يُصبحُ العدوُّ سَعيداً بسببِ عدمِ معرفةِ الناسِ بذلك المَبدأ المُبارك، وبذلك يُمكنهُ أن يَجعل المَسيحيين يَعيشون في البؤسِ، الذي كما نَعلمُ هو جُزءٌ من سِلسلة الأعمالِ الشرِّيرة. فبسببِ نقص المَوارد اللازمةَ لتلبيةِ بعضِ الاحتياجاتِ الأساسيةِ للأسرة، أو دَفعَ رسوم المَدرسةِ الجيدةِ لأطفالهم؛ أو شَراء المَلابسِ والأدوات المَنزلية والأثاث، يُصبحُ أفرادَ هَذهِ العَائلة على خِلاف تام وبِاستمرار، وتفتر مَحبةُ بعضهم لبعض. ولكنْ، ليس هَذا ما تَعدُنا به الكلمة.

أمّا السببَ في أنّ العديدَ من المَسيحيين يَعيشون حياةً بائسةً، هو إهمالهُم للتقدمات، الأمرُ الذي يجعلهُم غير مُباركين. حسناً، كيف يُمكن أن يكون شعبُ الرَّبِّ تحتَ اللعنةِ؟ هذا مَا يُخبرنا به الله نفسهُ من خلال النبي ملاخي (ملاخي 3: 7 ، 8). إن خادمَ الرَّبِّ الذي لا يُحب قطيعه لا يُعلمه كم هو مُهم أن يُعيدوا أعشارهُم وقرابينهم. فيا أخي، من الأفضلِ أن تبتعدَ عن أولئك الذين يَدعون أنهم رِجالُ الله.

كان بولس، المُعلم الأول والعَظيم للكنيسة المَسيحية، يُعلم الإخوة في كورنثوس أنهُ يجبُ عليهم أن يَضعوا جَانباً كلّ ما يجمعوه. واليوم مَازال إلزاماً علينا فعلُ ذلك! عِندما كُنت تاجراً حقيقياً في شَبابي، أو عندما كُنت بائع مَلابس من الباب إلى الباب، كُنت أشعر أنهُ من الجيد أن أجمع ما أحصُل عليهِ خلال الأسبوع، وفي يَومٍ الأحدِ، أقدم عشوري على مَذبح الرَّبّ. وكم كُنت سعيداً عِندما وصلتُ إلى هدافي من حيثُ العُشور والتقدمات التي قَررتها قبلاً! وأولئك الذين يسيرون مع الأب، لن يَنقصهم أي شيء (مزمور 37: 25)، وكلمةُ الله واضحةٌ عندما قال أنه يُريد أن يرى خُدامهُ مُزدهرين (مزمور 35: 27). وبالإضافة إلى ذلك، بَرَكَةُ ٱلرَّبِّ هِيَ تُغْنِي، وَلَا يَزِيدُ مَعَهَا تَعَبًا. (المثل 10: 22).

إن المَسيحي الذي لا يُشارك في عملِ الكرازة، قلبهُ ليس مُستقيماً حقاً وفي يدِّ الرَّب. فقد أعطى الرب أفضل ما في السَماوات لإنقاذِ البعيدين. واليوم، إذا أردنَا أن نفعل نفس الأشياء التي فعلها يسُوع في أيامه، علينا أن نُفكر بالمثل، ونُعطي الأولوية لأفكارِ المُعلم وما أعتبره مهم. ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ. (لوقا 19: 10). يُصبحُ " العليِّ" مَسروراً بأولئك الذينَ يُقررون القيامَ بنفسِ الأعمالِ التي قام بِها.

إن التقدمةَ من أجل العملِ الإلهي هي إثباتٌ أنك تُحب الله أكثر من مُمتلكاتك. وعندما تشعرُ بأنه يجبُ عليك أمساكُ يدك وعدمَ المُشاركة في بعضِ الاجتماعات، يجب أن تكون على يقينٍ أن هَذا الشُعور هو من الشَّيْطان.

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز