رسالة اليوم

03/01/2019 - حَديثُ الفِكرِ الشِّرِّير

-

-

"لَا تَضِلُّوا: فَإِنَّ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ ٱلْأَخْلَاقَ ٱلْجَيِّدَةَ "(1 كورنثوس 15: 33)

لقد أعطانَا الله كلمتهُ حتى نتمكّن من الحُصول على الإرشادِ في كل شيءٍ. لذلك، أستخدم الرسُول بُولس ليُعلمنا ألا ننخدعَ بحديثِ الشرِّير، وأنهُ يملكُ قوةً كبيرةً على الفساد. إن وراءَ هَذا النوع من الأحاديث، يدَّ الشَّيْطان، والتي تَستطيع بخُبثها، أن تَأخُذك إلى الجحيم. والشيءُ الحَسن أن نَتجنبها دَائماً، لأن من يقعَ في حِيلهم الخَادعة لا بُد أن يَتلوث، وسَيقودكَ إلى الكثيرِ من المُعاناةِ للأبديةِ، ويُمكن أن يجعلك تخسر حتى خلَّاصك.

يَتفاوت الحديثُ الشرِّير من السُخريةِ، التي يُظهرهَا أولئك الناس الذين يُحبون الاستهزاءَ بأولئك الذينَ، في مُعظم الحالاتِ، لديهُم مَشاكل في النُطق أو بعض الإعاقات، إلى الفسادِ الذي يَتعلق بالنميمةِ الكاذبة لسُلوك شخصٍ ما في كثيرٍ من الأحيان. حسنًا، إن التصرف الصَحيح هو الحَديث عنْ الشَخص وهو حاضر في وسطِ المَجموعةِ.

أفضل شيءٍ علينا فِعلهُ هو الابتعادُ عنْ كل كلام الجَحيم هذا. وكُلّ شيء لا يعتمد على الكتابِ المُقدس أو الحَديث عنْ يَسُوع لا يَستحقُ الحديث على الإطلاق! إن تلكَ الأفكار التي نَنطُق بها بصوتٍ مُنخفض أو بشكلٍ خاص لمَجموعةٍ قليلةٍ من النَاس لا تأتي من عند الله. ويجب أن نتحدث فقط عن المسائل التي تم إعلانها لنا من قبلِ الرَّبّ، بشكلٍ مباشرٍ أو غيرِ مُباشر في كلمته.

إنّ الحديثَ عنْ القضايا الجيدة والمُثمرة مع الكثير من الأدب والأخلاق، سوف يُساعد الكثيرَ من أعضاءِ المُجتمع. فبالحديثِ عنْ هذه القضايا لا يَحتاجُ أي شخصٍ للقلق بشأنِ من حولهِ. بالإضافة إلى أن، هَذا النوع من القَضايا يَخرجُ من فكرِ الرَّبّ بالفعل، بالرغمِ من عدمِ الحديث عن الكلمةِ مُباشرةً، ولكنهُ من الواضحِ أنهُ يتم تمجيدهُ، وهَذا ما يَهُم حقاً. وسيكونُ من الجيدِ أن يكونَ كُلّ ما نفعلهُ لمجدِ الأب.

أنهُ من المُهم أيضاً عدمُ السماحِ بأن تكونَ عاداتُنا الجَيدةُ مُلتويةٌ. وإلا، فإن شعورَ الحياء سوف يتلاشى. لأنهُ عندما تسمح جَماعةٌ ما بانتهاكِ عاداتها، فإن عِلاقاتها تبدأ بِالتدهورِ بشكلٍ كبيرٍ، مما يَجعلنا نصلُ إلى مستوى من الفوضى الأخلاقية. فليس من الجيدِ أن ننسى أننا مِلحُ الأرض (متى 13:5).

علينا أن لا نَكون مُخادعين مع الله. ولأنهُ صالح ومُستقيم ويُعلّمُ الإنسان أن يُميزَ بين الخطأ والصَح، سَيحكمُ على كُلِّ أولئك الذين يُسلمون أنفسهُم للخطيئة. وحتى تلك الثقافات التي لا يَزال الإنجيلُ مَجهولاً فيهَا، هُناك ناس يَدُركون ما هو صَواب وما هو خطأ. وهَذا يُثبت أن خالقنا قد جعل في قلبِ الإنسان المَعلومات الصَحيحة واللازمة لإدراكِ تلكَ القضايا. وإذا كان هُناك شخصٌ لا يعرفُ العليِّ حتى الآن، ويفعلُ شيئاً خاطئاً، فإن شيئاً ما بداخلهِ سيدقُ الجَرس. وهَذا ما نُسميهِ الإدراك.

 وأخيراً، يجدرُ بنا الإشارةُ إلى أن أولئك الذين يتصرفون بالطريقةِ الصَحيحة سيُقبلون، وسيكونُ مصيرهُم "السَماوات". حسناً، أمّا مَصيرُ الذين تم رَفضهم، فهو العذابُ الأبدي.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز