رسالة اليوم

31/12/2018 - أَشْقَى الجَمِيعِ

-

-

" إِنْ كَانَ لَنَا فِي هَذِهِ ٱلْحَيَاةِ فَقَطْ رَجَاءٌ فِي ٱلْمَسِيحِ، فَإِنَّنَا أَشْقَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ." (1كورنثوس 15: 19)

 

كان بُولس مَسؤولاً عنْ إخضاعِ الكنيسةِ المَسيحية للتلقين. ومن خِلال لسانِ بولس وقلمهُ، أظهر الله كيف يَتوقّع من المُؤمنين بالمسيح أن يَعيشوا حياتهُم. ففي الآيةِ المذكورةِ أعلاه، اِستخدم رُوحُ الله الرَسول، وجعله يُشفق على بعضِ النَاس. فمن هُم هؤلاء؟ هُم الذين يَحتقرون العملَ الذي فعلهُ الرَّبّ يسوع من أجلِ البشريةِ جمعاء، عِندما مَات على الصّليب.

لقد قال الرسُول أنّ هُناك بعضُ الناس أَشْقَى مِن الآخرين، وهُم الذينَ يُطلقون على أنفسهُم اسم "مَسيحيين"، لأنّ إيمانهُم لا يصلُح إلا للشفاء والازدهَار وعدمِ التعرُض لأي خطرٍ في الحَياة. وهؤلاء الناس بالكادِ يُفكرون بما سَيحدثُ لهُم عِندما يَموتون. حَسناً، إن أعظمَ مُعجزةٍ يعملها الله في حياةِ شخصٍ مَا، هي إنقاذُ روحهِ والحفاظُ عليهَ. وأولئك الذين يستسلمونَ للمشاعرِ، يسمحونَ لأنفسهُم بأن تنقاد بعيداً بِالجسد، ولا يَهتمون بِمُستقبلهم الأبدي، هُم الأَشْقَى بكُل ما تَعنيهِ الكلمة،.

إنّ إهمال تَحذيرات الرَّبّ عنْ ما يَخُص الحَياة الأبدية، هي حَماقةٌ كبيرةٌ لا تُصدَّق. هُنا في هَذا العَالم قدْ نَعيش إلى سَبعين أو ثَمانين سَنة أو أطول، لكنْ سيأتي اليوم عِندما كُل شيء يَنتهي، ونتوقف عنْ الحياة، وهُناك، على الجانب الآخر من النهر حَيثُ سَنكون مَوجودين إلى الأبد، ولكنْ إذا لم نَكُن مُستعدين فَسوف نَضيع حَتماً. وسَيكون الشيءَ الأسوأ لأولئك الذين ضَاعوا إلى الأبد، أنهم لنْ يَجدوا أي مَمر بين مِمرات الفردوس، للتوسل من خِلاله للحُصول على القليل من الطَعام على سبيل المِثال، ولكنهُم سَيكونون في الجَحيمِ يُعذبون ليلاً ونهاراً.

الشيءُ الأكثرُ حُمقاً الذي يُمكن أن يَفعلهُ شخصٌ ما، هو عدمُ تصديقِ الكلمةِ الإلهية. والرب لا يُريدُ لنا المَوتُ الأبدي، ويُحذرنَا من خَطر التفكيرِ فقط في هَذه الحَياة الدَنيا. حَسنا، إذا عاش شخص 999 تريليون سنة، مَضروباً بنفسِ المِقدار، مَضروباً في الرقم الذي خَرج من مِثل هَذهِ العَملية، وكان من البعيدين عن الرَّبّ، ودخل إلى الأبدية، سيعيش في المُعاناة الأبدية. ولذلك، اِبتعد عنْ مثل هذا القدر الثابت بالنسبةِ لأولئك الذين لن يُرحموا.

يُمكنك أن تأتي في هَذه الحَياة، بأعذارٍ لكُلِّ شيء، ولكنْ ماذا سَتقول عِندما تُقابل ذلك الشخصُ العظيم في المَحكمة الأبدية؟ وهل تعتقد أن خَطيئتك لنْ تُكشف؟ وهل سَيُصبح الله غيرُ عادلٍ ويُخفي خَطاياك؟ بالطبع لا ! لأن كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذَلِكَ ٱلَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا. (عبرانيين 4: 12). لذا، قُم بالاعترافِ بها بَينما لا يَزال هُناك وقتٌ! وكُن حَكيماً ولا تدع نَفسكَ تنخدعُ بحديثِ العدو الكاذب. إنهُ كذاب مُنذُ البداية ومَا يُريدهُ حقاً هو أن يأخذ حَياتك إلى العذابِ الأبدي. فلا تسمح للشَّيْطان بامتلاككَ. وتذكر إنها فُرصةٌ لنجاتك الآن!

إن هذا هو الوقتُ المناسب للوقوفِ ومنعِ الشَّيْطان من الاستمرار في استخدامك عن طريقِ الخَطيئةِ. فاتخاذ القرارَ المُناسب والأكثرَ أهميةٍ في حَياتك: واِبتعد عن الفَريق الأَشْقَى! وتصالح مع الرَّب الآن وإلى الأبد لكي تكون شَخصاً مَباركاً.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز