رسالة اليوم

28/12/2018 - الطَرِيق الأَفْضَل

-

-

"وَلَكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ ٱلْحُسْنَى. وَأَيْضًا أُرِيكُمْ طَرِيقًا أَفْضَلَ."(1 كورنثوس ١٢: ٣١)

 

أمرٌ حسنٌ أن نستخدمَ مواهبَ الرُّوح القُدس لأجلِ خلَّاص الخُطاة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ ذلك سيعودُ بالفائدة على الجميع. لأن كُلّ شخص يتمتع بهذه المُواهب سَيشعر بالفرح في نَفسهِ. ولكنْ، حتى لكوني أداةَ قد سمحَ الله أن يَستخدمها، ولكنهُ لا يزال هُناك في داخلي، شعور بالحُزن لعدم الاستمتاعِ بِكُلِّ شيءٍ من الرَّبّ. وذلك عندمَا أسمع أنّ أحدهُم قد هلكَ للأبد، دون أن يَنال الخلَّاص، أشعُر بالذّنب لأنني لمْ أظهر لهُ الكثير من الحُب الإلهي الذي في حياتي، لأني إذا فعلت ذَلك حقاً، كان يُمكن أن أقود مثل هذا الشّخص إلى ملكوت الله.

أولئكَ الذين يتم دعوتهم لخدمةِ الشفاء، مثلمَا كان يفعل يسوع في أيامهِ، سوف يفعلونَ الخير الكثير للبشريةِ. ولكنَّ تلك العطية مَفقودة بيننا. فعلى سبيل المثال، كم من البَشر لم يكن واجباً أن تُقطع أرجلهُم، لو استخدمَ خُدام الله قوّة الصّلاة أكثر؟ وماذا عنْ النِساء اللاتي فقدن أثداءَهنَّ بِسببِ السَّرطان، والأشخاص الآخرون الذين ولِدوا وهم عميٌ، صُم، أو الذينَ عاشوا بإعاقةٍ ما، وغيرُ ذلك؟ إنّ الشفاءَ أكيدٌ باسم يسُوع، بالنظر إلى أنّ كلمةَ الرَّبّ، نجدُها تؤكدُ لنا أن الذين يُؤمنون بهِ سوف يُؤدّون أعمالاً أعظمَ من تِلك التي فَعلها في وقتهِ (يوحنا 14: 12).

ولكنْ، بالرُغم من أنهُ ربما يكون هُناك شخصٌ ما قد استخدمهُ الرَّبّ العليِّ لإتمام أمرٍ ما، ولكن هُناك طريق أفضل، ونحنُ بحاجةٍ إلى التَعرُف عليهِ لإنجاز عملِ الرَّبّ وهو: مَحبةُ الله. فمعَ الإيمان بهذا الشُعور فينا سنبدأ في التمتُعِ بنفسِ القوة التي عمِلت في المَسيح. لمْ يكُنْ يسوع يشفي المَرضى فحسب، ولكنهُ أخرجَ الشَّياطين، وقام بمُعجزاتٍ أخرى، حيثُ كان دَائماً يأخذ الناس نحو الله بطريقةٍ لا يَجرؤ أحدٌ على أن يشكّ بوجودِ مَحبة الآب في حياتهِ.

إنّ هذهِ الطريقة الرائعةَ، سَتُحوّلنا إلى سُفراءٍ حقيقيين من السَماء، باعتبار أننا سنفعلُ نفس الأعمالِ التي قام بها سَيدُنا في أيامهِ. وسيكونُ بإمكاننا التغلبَ على أصدقاءِ المَرأةِ السَّامرية، وجميعَ أصدقاءِ اللَاوِي، الذين كانوا يَتوقعون الحُصولَ على دعوةِ الإنجيل، داخل مَكتبَ الضَرائب باستثناءِ زُملائهم من الجُنودِ الذين كانوا على يقينٍ أنّ يَسوع ليس مجرَّد نبيٍّ لأن كلماتهُ قد غيّرت حَياتهُم إلى الأبد. فالكنيسةُ بحاجةِ إلى أُناسٍ يفهمون مَا يعنيه عملُ الرَّبِّ بالكامل!

يَجعلُ الحُبُّ كُلَّ خادمٍ لله شخصاً ناجحاً في حياتهِ وواجباتهِ. واليوم هُناك الكثيرُ من العَملِ ولكن القليلَ من النتائج. وفي الوقتِ نفسهِ يقعُ العالمُ في يدِّ العدوِّ. ونحنُ لنا الفخر بأن نَقول أننا سُفراءُ السّماء! ولكننا نفتقدُ ختم "العليِّ" الذي هو حُبّه، لكي يعملَ في حياتنا. فأين المُعجزات؟ وأين السُلوك المسيحي؟ وأين الكلمات والنتائجُ المُشابهةُ لتلك التي فعلها الرَّبُّ يسُوع؟

علينا قضاءُ بعضَ الوقتِ في قراءةِ كلمة الله والتأملِ فيها، وبعد ذلك علينا أن نتبع الطريقة التي يُعلمنا إيّاها السَّيد.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز