رسالة اليوم

27/12/2018 - لا تَحَتقِر هَذهِ النَّصِيحةِ!

-

-

" مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ." (1 بطرس 5: 7)

 

عادةَ ما نَقلق إذا كُنا لا نَتبعُ توجيهات الرَّبّ، وذلكَ لأننَا قدْ لا نَكون قَادرين على جَعلِ العَدالةِ الإلهية تَعمل. إذا لمْ نَستخدم الأسلحةَ التي يُعطيها لنَا. إنّ أي عملٍ لا يَقعُ ضمن الحُدود التي يَضعها الرَّبُّ لنا، ويُبررها الأشخاصُ الأشرار، هو أمرٌ خَبيثٌ وخَطير. فعلى سَبيلِ المِثال، عِندمَا وَوَقَفَ ٱلشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ، وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ. وأنتهى بهِ الأمر بِسببِ ذَلك، بأن يَدفعَ الثمنَ بَاهظًاً (1 أخبار الأيام 21: 1 ؛ 2 والمزمور 24: 1). هل تَعتقد حَقاً أن الله قد سجلَ هذا في الكِتاب المُقدس فقط لكي نَعرف حَقيقةَ أن مَلك إسرائيل اِرتكب خطأً ما؟ أم أنَّ هذا هو بالتأكيد تَحذيرٌ لنا ألا نَقع في فخ الشَّيْطان أيضاً!

إن أبانا يَعرفُ كُلَّ شيءٍ. وإذا سَمح بأي تجربةٍ في حَياتنَا، فهُناك غرضٌ ما من ذَلك. أخذ الله يَسُوع إلى الصَحراء ليُجربهُ الشَّيْطان، ولكنَّ المَسيح لمْ يسُقط. تقولُ الكلمة المُقدسة لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلَّا بَشَرِيَّةٌ. وَلَكِنَّ ٱللهَ أَمِينٌ، ٱلَّذِي لَا يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ ٱلتَّجْرِبَةِ أَيْضًا ٱلْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا. (1كورنثوس 10: 13). لذا، فمن الواضح تماماً أن الرَّبّ يقيس على القوُّة التي يُحاربنا العدُّو بها، وقدرتنا على مُقاومة حِيلهِ. وإذا حدثَ وكانت قوة الشَّيْطان على إلحاقِ الضرر بنَا أكبر، فإن الله لنْ يسمح لنا بأن نصلَ إلى هذه المرحلة على الإطلاق.

حسناً، دَعونا نفهم ذلك جيداً، أنت الآن قادر حقاً على مُواجهةِ والتغلُب على أيةِ تجربةٍ ومن أي نوع، قد تمُر بها. لذلك، لا تُحبط الرَّبّ، لأنهُ يتوقعُ منك أن تكون مَواقفك وقراراتِك مُماثلةٌ لتلك التي قام بِها يسُوع، عندما جربهُ الشيطان في الصَحراءَ (متى 4: 1-10). إذا كُنت تمُر بِمحنةٍ كبيرةٍ، فيجبُ أن تُؤمن بِحقيقةِ أن الله سَيُظهر لك الطريق للخروج منها. لا تُفكر في أنك بحاجةٍ للقيامِ بشيءٍ يفوق قوتكَ، ولا تَقبل أكاذيب الخَصم التي تَقول: " إن الأزمات التي تمُر بها، لنْ تنتهي! أليس كذلك؟" فقط جرب، وسوف ترى أنهُ على مدى إيمانك بالرَّب، سوف يُخلِّصك مِنها.

يَمتلكُ الرَّبّ كُلّ ما تَحتاج إليهِ لكي تَكون جاهزاً لكي تَجتاز أي مُحاكمةٍ. فهو قادرٌ، ولنْ يَترُك أياً من أبنائهِ في يدِّ الشَّيْطان. لقد أعدَ الله لكَ كُل ما تَحتاجه لحياتكَ ولإيمانكَ، وكُلَّ ما تحتاجهُ لكي تُصبحَ شخصاً مُنتصراً، لقد خططتهُ لك حكمتهُ الإلهية. فكُل ما تحتاجهُ لنجاحكَ قد تم منحهُ لك بالفعل، وهَذا هو السَبب في أن الكِتاب المُقدس يُعلن أنهُ في المَسيح، أنت أكثر من مُنتصر (رومية 8: 37). إذا كُنت تؤمن أن هَذا صَحيح، فما هو الهَدفُ من وجودِ شُكوكٍ؟ ألا تَعتقد أن الوقت قدْ حان لاتخاذِ القرار بالحصول على حُقوقك التي تستحقها؟

لقد واجه كُل إخوتنا في الأيام الأولى للإنجيل، وكذلك أولئك الذينَ جاؤوا بعد ذلك وإلى الآن، نفسَ المشاكلِ ومُحاولاتِ الشَّيْطان لسرقةِ سعادتهم الأبديةِ مِنهم. وصدق عددٌ قليلٌ منهم أكاذيبَ المُحتال، ولهَذا السبب دَفعوا الثمنَ باهظاً. ونفس الشيء سَيحدثُ لكُلِّ أولئك الذين لا يلتفتون لمَا يقولهُ لهُم الرَّبّ. وأولئك الذينَ كانوا مُخلصين في تحقيقِ أوامر الرَّبّ، نَجحوا في الفِرار من كُلّ مكائدِ العدوُّ. هَذا يُعطينا مِثالٌ جيدٌ عن من يجب أن نَتبعهُ. لذلك، لا تدع نَفسك تَنخدعُ في التفكيرِ بأنكَ شخصٌ ناجحٌ، ففي الحقيقةِ هذهِ هي إرادةُ أبانا لكَ.

 

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز