رسالة اليوم

26/12/2018 - الاِكتِشَافاتُ اليُونَانيةُ

-

-

" وَكَانَتْ يَدُ ٱلرَّبِّ مَعَهُمْ، فَآمَنَ عَدَدٌ كَثِيرٌ وَرَجَعُوا إِلَى ٱلرَّبِّ." (أعمال 21:11)

 

تسبَّبَ الاضطهادُ الذي عَقِب موتَ اِستفانوس، في تَشتُتِ الكثيرِ من النَاس، ولكنَّ لمْ يكُن الخوف هو السبب بالنسبةِ لجَميعهُم. فقد قال بَعضهُم إنّ الرَّبّ منعهُم من إضاعةِ الوقتِ في أورشَليم " القيامِ ببعضِ أعمالِ التَطريزِ على مَلابسِ القِديسين". وكانَ هُناك الكثير من الأمور التي يُمكن أن تَحدُث لنَا حتى لا نَفعل إرادتنا دَائماً. في الواقعِ، إن كُل ما يسمحُ به الله العليِّ أن يحدُث لنا يَأتي برسالةٍ من عندهِ. وأولئك الذين يَعيشون في المَحضرِ الإلهَي سَيعرفونَ بالتأكيد السَببَ الذي جَعلهُ يتعاملُ معهُم بهذهِ الطَريقةِ.

لقد ذهبَ البَعض بعيداً عنْ أورشليم ووصولاً إلى فِينيسيا وهي لبنان حالياً. وتوجهَ آخرون بعيداً إلى قُبرص وأنطاكية. ولكنَّ الشيء المُحزن هو أنهُم لم يَتحدثوا مع أي شَخصٍ عنْ يَسُوع إلا لليهود. رُبما لمْ يكونوا قدْ فهموا أن الأُمم كان يُفترضُ أن يَحصلوا على رِسالة الخَلاص أيضاً. ولمْ يدركوا أنهُم سيحققون نَجاحاً أكبرَ إذا عَملوا على خَلاصِ غيرِ الإسرائيليين؟ هل سألوا الرَّبّ ما إذا كان ينبغي عليهم أن يَأخذوا الكلمةَ إلى أولئك الذينَ ليسوا من نسلِ إبراهيم أم لا ؟

كان هُناك من بَينهم بعضُ الرجالِ من قُبرص والقيروان الذينَ كانوا أكثرَ حِكمةً، وبمجردِ وصولهم إلى أنطاكية أعلنوا إيمانهُم بيسوع (أعمال 20:11). وأولئك الذينَ فعلوا ذَلك حصلوا على شيء مُهم للغايةِ: لقد كانت يدُّ الرَّبّ معهُم. وهَذا يعني أن قوُّة الله كانت تصنعُ العَجائب فيما بينهم. والشيءُ نفسهُ اليوم يَحدثُ مع أولئك الذين يؤمنونَ حقاً بالكلمة التي يقولها الله ويعلنها لهم. وسيرى خادم الرَّبّ الحقيقي، أنهُ من خِلالها، سوف يَجلبُ قوُّة الرَّبِّ المُعجزية لشفاء المَرضى، وطردِ الشَّياطين وصُنع العجائبِ. وما نَفتقدهُ هُنا هو ثَباتُنا في الإيمانِ بما هو مَكتوبٌ في الكلمةِ والتبشيرِ بِتلكَ "الحَقيقةِ إلى البَعيدين".

كانت الكنيسةُ في أورشليم تمُر بلحظاتٍ سيئةٍ. وفجأةً، جاءت الأخبار الجيدة إلى مسامع إِخواننا هُناك. وأدى انتشار هَذا العمل إلى بهجةِ قلوبِ الرُسل، الذين قرروا بعد قليل إرسالُ بِرّنابا إلى أنطاكية. وعِندما وصل بِرّنابا إلى هُناك فرحَ الكُل. إنه عندمَا يعملُ أبناءَ الله بكُل سواعدهِم، ويرون نَتيجة ما صَنعوا، يَكتشفون أنهُم فَقدوا الكثيرَ من الوقتِ قبلاً. يا الهي! كمْ سيكون من الجيد أن يبدأ شَعبنا بالعملِ بوصيةِ الرَّبّ! فإذا فَتحَ الجَميع أفواههُم ليُعلنوا أنهُ في يَسوع، هُناك الحلّ لكُل مَشاكل البَشرية، فإنهُ بالتأكيد سَنسمع عنْ العديد من العَجائب تَحدُث!

كانت إقامةُ بِرّنابا في أنطاكية مُربحةٌ للغاية. لكونه رجلٌ طيب، ومملوء بالرُّوح القُدس، حرض أولئكَ الذين في تلك المَدينة والذين أبدوا اِهتماماً بالإنجيل، على الوقوف بِحزمٍ في المسيح بِكُلِّ قلوبهم.

ويجبُ أن يكونَ هذا أيضاً ما يَشغل بالنا. يَجبُ أن نُشجع الناس الذين لمَسهُم الرَّبّ، على عدمِ تركِ حمايةِ اليدِّ الإلهية للشخصِ الذي بَدأ العمل الجيد في حياتهم. لا أحد يَفتح قلبهُ للإنجيل بدون سَببٍ، ففي الحَقيقة، لدى الله غَرضاً لتلك النَفسِ، وإذا ثبتت في النِعمةِ الإلهية التي وصلت إليهِم عن طريقِ الحقَّ، فإنّ هذه اليد ستتبارك جداً.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز