رسالة اليوم

25/12/2018 - اِمتِيازُ الطَاعَةِ

-

-

"هَؤُلَاءِ كُلُّهُمْ كَانُوا يُواظِبُونَ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ عَلَى ٱلصَّلَاةِ وَٱلطِّلْبَةِ، مَعَ ٱلنِّسَاءِ، وَمَرْيَمَ أُمِّ يَسُوعَ، وَمَعَ إِخْوَتِهِ." (أعمال 14:1)

 

ظهرَ الرَّبَّ يسُوع خِلال الأربعين يوماً بعد القِيامةِ، وقبلَ أن يَصعد إلى السَّماء، للكثير من الناس. وظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لِأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ (1كورنثوس 15: 6). ولقد كانَ هَؤلاء مُميّزين جِداً لرؤيةِ المَلك الأبدي، بِجسدهِ المُمجَّد. وبعدَ ذلك، جَمع تَلاميذهُ على الجَبلِ، ليُعطيهم تَعاليمهُ الأخيرة، حيث أوصاهُم بالبقاءِ في أورشليم حتى يَنالوا قوّةً من السَّماء. ثُم رُفعَ في سَحابةٍ أمامهُم (أعمال 1: 4-9).

كان من بين هَؤلاء الذينَ تجاوز عَددهُم خمسمائة شَخصٍ، والكثيرون مِنهُم منشغلين بأنشطةٍ "أكثرَ صِلة". وكانَ مُعظمهُم من رجالِ الأعمالِ الذين قَدموا أعذاراً لعدمِ قُدرتهُم على التواجد في العُليّة في ذَلك اليَوم، "حسناً، كانَ عليهُم أن يَعتنوا بِمُؤسساتِهم!" والأشخاصُ الذين كانوا مَشغولين في ترتيبِ مراسم للزفاف؛ وكان بَعضهُم على وشكِ الذهابِ في رحلةٍ؛ وكان على الآخَرين رِعاية مَاشيتهُم وأداءَ بعضِ الوَاجباتِ الأخرى. وحتى كان هُناك أسبابِ صَحيحةِ وقانونية، إلا أنهم فقدوا هَذه التجربةِ العظيمة، وذلك بأن يُصبحوا من أول من يَحصُل على المَعموديةِ بالرُّوحِ القُدس. ويا لهَا من خَسارةٍ!

ولكن، وقف نَحْوَ مِئَةٍ وَعِشْرِينَ ثابتين، بِنفسٍ واحدٍ، لإطاعةِ كلمةِ السيد، ولمْ يَتجاهلوا الأمر الإلهي (أعمال 1: 15). يتكلم الله اليَوم إلى الكثير من القُلوب، لكنَّ القليل مِنهُم فقط على استعداد للوفاءَ بالوصيةِ. قد تَبدو الأعَذار سَليمة وقانونية مِن وجهةِ نظرٍ إنسانية، لكنَّ الحَقيقةَ هي أنهُ يجبُ أن لا نترُك الخطط الإلهية جانباً أو نؤجلها. ويَجبُ أن يَكونَ لعملِ الله دَائماً الأولوية في حَياتنَا.

لا يَهُم إذا كانَ "العليِّ" سيُرسل رجُل أعمال يَتمتع بِسمعةٍ طيبةٍ ومُزدهر إلى أفقر مَدينة في العالم، ليتحدث عنْ الحُب الإلهي إلى رجُل فقير وبائس. النُقطة المُهمة هي، أنهُ بغضِ النظر عنْ كونهِ شَخصاً مِثلنا، لكنَّ الأمر قد جاءهُ من رب الأربابِ وملك المُلوك، ولهَذا السَبب يجبُ أن يُصبحُ هَذا واجبُ عَلينا جَميعاً، أما أولئك الذينَ يُنجزون مَا أمرهُم بهِ بأيةِ طَريقةٍ، هُم يُرضون الله. وفَرَحَ ٱلرَّبِّ هُوَ قُوَّتُنا (نحميا 8: 10).

قضت تلك المَجموعةِ من الأشخاص المُطيعين للرَّبّ أياماً كثيرةً في خِدمتهِ، بالصلاةِ والدُعاء. وأصبحَ عَملهُم أكثرَ من قولِ كلماتٍ لطيفةٍ، لكنهُم كانوا مَشغولين بِزرعِ البُذور التي سَتثمرُ فيما بعْد، محصولاً وفيراً لملكوتِ الله، وهو مهم لهُم ولنا. وعِندما حان الوقت، قامَ يسُوع بزيارتهم. يا لهُ من اِمتياز بالمُشاركةِ في ولادةِ كنيسةِ المَسيح على الأرضِ!

ومما لا شك فيهِ، أن مُعظمهُم قد رحلوا في نهايةِ المَطاف. يَقول بُولس أنهُ كان هُناك أَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، والذينَ رأوا يَسوع معاً. ولكنْ أين ذَهبوا؟ ومَاذا يفعلونَ بَعيداً عنْ الخطةِ الإلهيةِ لهُم؟ اِحترس! إذا كُنت لا تُنفذ ما هو مَكتوب من أجلكَ، فسوفَ تفتقر أيضاً إلى الامتيازات التي لا يُمكن لغيرِ المُؤمنين التَمتُع بِها.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز