رسالة اليوم

23/12/2018 - اِبتَعِد عنْ المَشَاكِل

-

-

" وَيَكُونُ صُنْعُ ٱلْعَدْلِ سَلَامًا، وَعَمَلُ ٱلْعَدْلِ سُكُونًا وَطُمَأْنِينَةً إِلَى ٱلْأَبَدِ." (إشعياء 17:32)

 

في كُلِّ مرةٍ يَكشف لنَا فيها الرَّبّ عنْ الوعود الإلهية التي لنَا، يتَّضح لنَا فيهَا ما يَتعلق بِحُقوقنا في المَسيح، شَريطةَ أن نُؤمنَ بِذلك، وبعدها سنحيا بِشكلٍ أفضل، وسيُصبح فِكرُنا جَديداً، ولا نَتوقف عنْ طلبِ البركةِ من الرَّبّ، بإعلانِ ما هو مَكتوب لنَا. فبدون النور، لنْ نَكون قادرين على رُؤيةِ حُقوقنَا ولنْ نتمكن من الاستمرارِ في الإصرارِ عليها، وبذلك سنكتشف أننا نعيش حياةً بائسة. وعِندما نَعرفُ شيئاً ما يَخُصنا، علينا فقط أن نُؤمن بهِ ونطلبهُ ليُصبحَ حقيقةً.

نسمحُ لقوة الله بالعملِ من أجلنا، عندمَا نتصرفُ بالإيمانِ، ونَحصلُ بذلك على عدلِ الله الذي كشفهُ لنا من خلالِ كلمتهِ. حسناً، لا يُوجد أشخاصٌ مُميزون بين أبناءِ الله. ولكنَّ الشخص الذي يُؤمنُ بما يكشفهُ الله لهُ، وبعدهَا يُصلي، يَجعلُ العدل السَماوي يَتحقق. وفي اللحظةِ التي نَصرُخ فيها مع بما هو مكتوب في الكلمةِ، تأتي قوةُ الرَّبِّ الإلهية التي لا تقاومُ، للعملِ نيابةً عنَّا.

يعمل هَذا العدل على أعطائنا السَلام. أما أولئك الذين لا ينتبهون لأي إِعلان يتم الكشف لهُم عنهُ في الكلمةِ، لنْ يستطيعوا إرضاءَ الله على الإطلاق. فقط الذين يسلكونَ بالإيمان يفرِّحون قلب الله. وهَذا يعني أنهُ إذا عَلمت شيئاً ما صغيراً كان أو كبيراً، قد أظهرهُ لك الربُّ وآمنتَ بهِ، وطلبتهُ بقوة، سيتحقق، وذلك عِندما تطلبه باسم يَسوع، وسَيبدأ القدير بالعملِ نيابةً عنكَ. وبِهذا، فإنَّ عَدل الله أبينا الذي سَينفذ من أجلكَ، سوف يَجلبُ لك الحل الذي تحتاجهُ، والسلام نفسهُ.

نُدرك بِوضوح عِندما نَنظر إلى الآية أعلاه، أن القدير يُريدنا أن نجد مَخرجاً من كُلِّ مشاكلنا. وما هو مُثيرٌ للإعجاب أكثر، هو أنهُ من السهلِ التخلُّص مما يَضطهدنَا. فلماذا تستمر في حمل أي عبءٍ على كتفيك! في حين أنهُ طلب العدل الإلهي، سيكونُ كافياً للتخلُّص منهُ؟ أولئك الذين لا يعرفون مَكانتهُم في الرَّبّ هُم بعيدون عنْ المكان الذي يَجبُ أن يَكونوا فيهِ الآن، وبذلك فإن العدوُّ يشعُر بحُريةٍ تامةٍ في اِستخدام هَذا الشَخص وإساءةِ اِستعمالهِ! ولكنَّ، المُؤمن الواثق من الرَّبّ ويخشاه، يَعلمُ أن الحياة الأفضل ليست وعداً كاذباً على الإطلاق.

تنتهي الآية أعلاه بِدعوةٍ أن أثر العَدل الإلهي سَيكونُ سُكُونًا وَطُمَأْنِينَةً إِلَى ٱلْأَبَدِ؛ وهَذا هو السببُ في أننا لا نَحتاجُ إلى الاستمرارِ في الجِهادِ طوال الوقت ضِد الشَّيْطان. وإذا كُنت تعرف مكانتك في المَسيح، وبناء على ذلك قمت بتوبيخِ الشَّيْطان، فسوف يَهرُب منك على الفور. وبذلك، لنْ تُعاني أبداً مرةً أخرى من هَذا الشيء الشرِّير الذي تم شِفاؤكَ منهُ. ولكن، إذا حاول العدوُّ قمعك مرةً أخرى، فيجبُ عليك أن تقف بِثبات في مَكانِك في المَسيح، وتعلن أنهُ إِنْ حَرَّرَكُمْ ٱلِٱبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا. (يوحنا 8: 36).

سَتعطيك الحياة مع يسوع القوُّة للتغلب على كُلّ العقبات. ولا تسمح للشك أو الكسل أو أي شيء آخر أن يُعيدك إلى يدِّ الشَّيْطان. فلا تَخاف وكُنْ واثقا في مُوقفك في كُلّ ما يتعلق بما يقوله الكتابُ المُقدّس، وبِهذهِ الطريقةِ سَتعيش بالقُرب من الرَّبّ وبعيداً عنْ المَشاكلِ.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز