رسالة اليوم

22/12/2018 - كُلَّ شيء يَأتي من عِندِ الرَّبِّ الإِله

-

-

" وَلَكِنْ لَمْ يُعْطِكُمُ ٱلرَّبُّ قَلْبًا لِتَفْهَمُوا، وَأَعْيُنًا لِتُبْصِرُوا، وَآذَانًا لِتَسْمَعُوا إِلَى هَذَا ٱلْيَوْمِ." (تثنية 29: 4)

 

إنّ ما تلقيناهُ من الله ليس كُل ما يُريدنا أن نحصُل عليه. فبالنسبة لبني إسرائيل - الذين تمتعوا بالكثيرِ من المُعجزات، أولئك الذين رَأوا يدَ الرَّبّ المُباركة تفعل أعمالاً رَائعة - لم تكُنْ لديهم القُدرةَ على الفَهم والبَصر والسمع، وذلك وفقاً لكلماتِ موسى. ولكنَّ كنيسة المسيح اليوم تأخذ مَوقفاً أعلى بكثير من كنيسةِ العهدِ القديم، لأن تِلك تمتلك روح الله القُدوس الذي جاءَ ليُعلمنا كل ما هو مَكتوب، ويُشاركنا بما تتكلم بهِ السَماء.

إن أولئكَ الذين يُحاولون مُساواة خُدام العليِّ، بأولئك الذين عَاشوا قبل مَجيء يَسُوع، يَضعون أنفسهُم تحت نفس المَعيار. لمْ يتمتع أولئك الذين يَنتمون إلى العَهد القديم، بِمسح الخَطايا، ولم يَفهموا تماماً ما هو مَكتوب في الكتاب المَقدس، ولهَذا السبب، كانت مَستوى مَعيشتهم مُختلف جداً، عنْ ما نعيشهُ نحنُ الآن في المَسيح، ربنا. والحَديث عنْ هذا لا يعني اِستخدام الكلمات عبثاً، ولكنهُ يعني بدلاً من ذلك الحَديث عنْ الحقيقة. ونحنُ أسعد بكثير من إخواننا في العهد القديم، لأن العهد الجديد قد تأسس على وعود أفضل (عبرانيين 8: 6).

إنّ مَا يجبُ الإشارةَ إليهِ هُنا، هو حقيقةَ أن الله لمْ يُعطهم قلباً للحُصول على ذَلك، ولكنهُ جعل تلك الهِبة مُتاحة لنا. لذلك، لا يُوجد شيء على الإطلاق، فَنحنُ بحاجةٍ لأن نَحيا ملء إرادتهِ التي لمْ تُمنح لنا يَوم بعد يَوم. وإذا لمْ يحصل أي أخٍ في المَسيح على ما يُعلن لهُ، فإنهُ يحتاج إلى الصَلاة وطلبَ المُساعدة من الرَّبَّ، لأنهُ هُناك قوُّةً شريرة وراء مَنعهُ من الفَهم. لا يَجبُ على المَسيحي أن يَستسلم لفكرةَ أنهُ مُستثنى، لأن ذَلك لا وجُود لهُ على الإطلاق.

لمْ يُعط الله أعيُن الإسرائيليين لكي يَروا عَظمةَ عَملهِ. وتكفل يَسوع نفسهُ بهذهِ المسألة، ولكن مُنذُ اللحظة التي بدأ فيها في نشر الإنجيل، فتحت أعيُن أولئك الذين شَهدوا العملَ الإلهي. لا تقبل أن تبقى غيرَ فاهم لما يفعلهُ الرَّبَّ بين البَشر. لقدَ أعد الله أشياءَ عَظيمة، لتوزيعهَا على كُلَّ من يَفعل مَشيئتهُ.

أولئك الذينَ لا يَستطيعون الاسَتماع إلى صَوت الرَّبّ اللطيف، لا يَستطيعون الحُصول على الإيمانِ اللازمِ للقيام بعملِ الأب. والوسيلةُ الأساسيةُ للحُصولِ على الإيمانِ، هي عنْ طريقِ السَماع (رومية 10:17). كيف يُمكن لأحد أن يَحصل على ذَلك، إذا كان غير قادرٍ على فهمهَا؟ رَأيتُ طيلة سنواتِ خدمتي، الكثير من الناس يتعرضونَ للاضطهاد من قبلِ شبحِ الصَمم الرُّوحي، الذي يعمل مثل بَاقي الشَياطين الأُخرى، لأنهَا تُسبب ضِعف السَمع. ومِثلما نطرُد هذهِ الأخيرة، يَجبُ علينا طرد أولئك الذين يعيقونَ فهمنَا أيضاً.

إنه اليوم في أيامِ العهدِ الجديد، لا يُوجد حَاجز في حَياةِ أولئكَ الذينَ يَنتمون إلى الله، لذلك يجبُ ألا تدع العدوُّ يمنعك من أن تكون بركةً على الإطلاق. ويَجبُ أن تفهم تماماً ما أعدهُ العليِّ من أجلك، حتى تتمكن من رُؤيته يَعمل في حَياتكَ، وسَتتمكن أيضاً من الاستماع إلى كلماتهِ المَنطوقة نِيابةً عَنك. وبِهذهِ الطَريقة سوفَ تَحصُل على النَجاح.

 

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز