رسالة اليوم

21/12/2018 - ٱلرَّبَّ سَائِرٌ مَعَكَ

-

-

"لِأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلَهَكُمْ سَائِرٌ مَعَكُمْ لِكَيْ يُحَارِبَ عَنْكُمْ أَعْدَاءَكُمْ لِيُخَلِّصَكُمْ." (تثنية 20: 4).

بالرُّغم أنَّ الإسرائيليين، كانوا شَعبَ الله المُختار، إلا أنّ الرَّب لم يَعِدهم بأنهُم سيعيشون في سَلام، أو أنهم لنْ يضطروا أبداً لخوضِ المَعارك. ونحنُ أيضاً كمسيحيين، قد أخبرنا الرَّبَّ يسُوع أيضاً، أننا سنجتازُ في هَذا العَالم بضيقاتٍ (يوحنا 16: 33). وممَّا لا شكّ فيهِ، إنّ وراءَ أيّ عَائقٍ أو مُعاناةٍ تكمنُ يدُّ الشَّيْطان، وهَذا هو السَبب في أنه يَجب علينا أن نَذهبَ إلى المَعاركِ وننتصر فيهَا، وإلّا سوف يَهزمنا إبليس الذي لا يأتي إلا لمُحاربةِ أبناءِ الله.

يعلمُ الله ويَرى كُلُّ شيء. وفي الواقعِ، لا يُوجدُ شيءٌ يُغطي عَينيهِ. وعندما يسمحُ للعدوُّ بمهاجمتنَا، فإن الرَّبّ نفسهُ مُستعد للقتال نيابة عنَّا. وأحياناً، هو يسمح للحرب أن تأتي في طريقنا حتى نتقوى، وبالتالي، سوف نختبر المزيد من حُبهِ.

يعرّف "العليِّ" نفسه على أنه إلهُ شعبهِ، وهو يَعِدُ أنه سيكون معهُم في حَربهم. ولذلك، كانَ الإسرائيليون مُتأكدين من أنهُم لنْ تنتهي مَعاركهم بالهزيمةِ؛ لذلك كان يجبُ ألا يَخافوا، حتى لو كانوا يَعتقدون أنهُ وضعٌ غير مُؤكد. أخي، إِن نفس الشيء يحدثُ بالنسبة لكَ، بغضِ النَظر عما قد يَستخدمهُ العدو لمُحاولة إِلحاق الهَزيمة بك - الإغراء أو المَرض الذي لا يُمكن الشِفاء منهُ - يَجبُ أن تَثق في العليِّ، وتُصدق أن يدهُ سَتظل دُوماً على حَياتك لحِمايتكَ حتى لا يُصيبك مكروه.

في كُلِّ مرةٍ وثق فيها إسرائيل في الرَّبّ، وقف فيها صَامداً في مُواجهة خصمهِ، لقد كانوا يَعلمون بأن "الله العليِّ" معهم. كان هُناك أوقات كان فيها مُعجزات لا تُصدق، لمُساعدة أولئك الذينَ كانوا يَثقون بهِ، على سَبيلِ المِثال، عندمَا أمر الرَّبّ، رَمَاهُمُ بِحِجَارَةٍ عَظِيمَةٍ مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى عَزِيقَةَ فَمَاتُوا، وتَخلَّص الشَعب من أعدائهِ (يشوع 11:10) أو عندما نفذ طلب يشوع عندما قال يَا شَمْسُ دُومِي عَلَى جِبْعُونَ، وَيَا قَمَرُ عَلَى وَادِي أَيَّلُونَ (العددان 12 و 13). وحَتى اليوم، يَتصرفُ الله بِطريقةٍ خاصة مع جميعِ أولئك الذين يثقونَ في كلمتهِ.

لم يَكُن الله سَعيداً بالنظر إلى أبناءِ إسرائيل وهُم يخوضونَ المَعركةَ، ولنْ يفعلَ ذلك اليومَ أيضاً! بل قام بِحسمٍ لمُواجهةِ أولئك الذين يَعترضون طريقَ شعبهِ المَحبوب. لذلك، نَحنُ أعضاءَ جسدَ المَسيح، لا نَخشى أي شيء قد يُلقيهِ الجَحيم على حَياتنَا. ويَجبُ على أولئكَ الذين يَقعون ضَحايا للأمراض المُستعصية الوقوف على الفور، بالإيمانِ، والذهاب إلى المَعركة باسم يَسوع. وبَهذه الطريقةِ، سيقاتل الرَّبّ نفسهُ من أجلهم.

يُحارب القدير من أجل أبنائهِ ويُنقذهُم. لذلك، يَجبُ ألا تَخاف من أي صِراعٍ قد يَحدُثُ في طريقكَ. وكُلَّما تذهب إلى الحَرب، يَجبُ أن تكونَ على يَقين من أن الرَّبّ سوف يَكونُ مَعك، لإلحاق الهَزيمة بِخصمك. فهو لا يُهزم، بَطل، وأفضل من أي شخصٍ آخر، وهو يَعلم بالضبط مَا يجبُ عليه القيامُ بهِ، لمنح أولادهِ النصر الذي يُريدونهُ. لا تقلق ولا تَخاف حتى لو كانَ الشَّيْطان أقوى من قُدراتك. لا تستسلم! لأنك سَتفوز في النِهاية! وبعد كُل شيء، إن الشَخص الذي يُقاتل من أجلِ حَياتِك هو الرَّبّ القدير، هو إلهك!

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز