رسالة اليوم

18/12/2018 - تَعامل مَعهُم كمَّا فعلَ المَسِيح

-

-

" اُذْكُرُوا ٱلْكَلَامَ ٱلَّذِي قُلْتُهُ لَكُمْ: لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّدِهِ. إِنْ كَانُوا قَدِ ٱضْطَهَدُونِي فَسَيَضْطَهِدُونَكُمْ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ حَفِظُوا كَلَامِي فَسَيَحْفَظُونَ كَلَامَكُمْ. "(يوحنا 15: 20)

 

لا توجدُ رسالةٌ من الرَّبَّ لا أهمية لهَا، وهذا هو السَّبب في أننا يجبُ أن نتنبَّهَ إلى ما يُعلِّمنا إيّاه، لأنهُ في تلك الدُروس نجدُ كُلَّ ما نحتاجهُ للفوزِ بالمعركة. بمجرَّد أن نكونَ مُستنيرين، نحصل على ما نحتاجهُ لكي نُصبحَ فائزين. عَلينا فقط أن نؤمن بما قيل لنَا من قبل العليِّ.

إنهُ من الحَقائق الهامّة جداً التي يجَب أخذها بعين الاعتبار، هو أنّ يَسوع ثابتٌ في القول إننا نرثُ كُلَّ ما أعطاه أبونا لهُ. لذلك، يجبُ ألّا نتعلمَ أيَّ شيء غير مَكتوب في الكتاب المُقدّس، لأنّ الخادم لنْ يكون أبداً أعلمُ من الرَّبّ. ومعرفة الرَّبّ مُحددةَ ناهيك عنْ أيِّ بشرَ. إذا حدث في يومٍ من الأيام أنك سمعتَ شيئاً مُختلفاً عمّا هو مَكتوب في كلمةِ الله، فيجبُ عليكَ توبيخُ من يقوله لك.

إذا كانَ الناسَ لا يَستمعون أو لا يَستجيبونَ للرِّسَالة التي يَعرضها عليهُم المَسيحيُّ، يجبُ ألا يَرفُض ذلك. ومثلمَا تمكَّن المَسيحُ من نَقلِ الحَقيقة إلى النَاس، كذلكَ سنفعل نحنُ. فالذينَ يَنتمون إلى العليِّ - بالرُغم من أنهُم قد يكونون مَدفوعين بالخَطيئة - سَيسمعون بالتأكيد صَوتَ الرَّبَّ من خلالنا. وفي الواقع، سَيتم خلاصهم من خلالِ الإستماعِ إلى الرِّسالة التي سَتنقذهم من قِوى الظلام.

لمْ يؤمن بيسوع كلُّ من استمع له في الماضي. بل واعتبرهُ الكثيرون بمثابةِ محتال أو مخادع. ولكنْ لأنَّنا لسَنا أفضل من اِبن الله، فلنْ نكون أكثرَ نَجاحاً منهُ. أو أننا لن نقع في التجاربِ، ولكن إذا تمسكنا بالأمل في أنهُ إذا استخدمنا التقنيات التجارية في البيع مثل التسويق وغيرها، فسوف نتمكن من حشد كنائسنا. هذا قد يحدث بالفعل، ولكنه في الواقع سوف يكون كلا شيء، لأنَّ ذاك لم يأتِ من عند الله. وما يأتي من الجسد جسدٌ هو (يوحنا 3: 6).

عاش يسُوع وقتاً عصيباً مع الكثير من الناس الذين لم يقبلوا كلمته. وحتى وصل بعضهُم إلى حدِّ اضطهادهِ. وبما أنّ الشياطين لا زالت تتحكم وتتصرّف في هذا العالم، فعاجلاً أم آجلاً سنُضطهَد نحنُ أيضاً. في الواقع، يُحذّرنا الرُّوح القدس بأنّ كل الذين يعيشون بأمانة في المسيح سيتعرضونَ للاضطهاد. وفي بعضِ الأحيان يأتي ذلك من داخل عائلة الله، لأنّ بعض أعضائها الذين يعيشون في الخطيئة، يشعرون أنّه من حقهم اضطهادُ الذين يعيشون حياةً تُرضي الربَّ. وفي أحيانٍ أخرى يأتي الاضطهاد من خلال ما يقولهُ أصحاب العقائد المختلفة عنَّا، لأنهم يحسدوننا على نجاحنا في الإيمان.

أيّاً كان حَالنا يَجبُ علينا ألا نفقد الأمل. إنّ الكراهية التي مصدرها الجَحيم، والتي تملأ قلوبَ الكثيرين، سَتجعلُ الغضب يُغلقنا، لكنَّ الحُبّ الذي يُحيط بالكثيرين أيضاً، ذاك الحبُّ الذي يجعلهُم ينتمون إلى الله - يُحوّلنا لأن نكونَ مُتناغمين في الصَّلاة. سِواء أوقات السِّلم أو الاضطهادِ، ولن يفشل الذين يثقون في الآب لإنجاز المهمّة التي أعطاها لهُم. إذا كُنا مُطيعين وثابتين في الرَّجاء، فسوف نَحكُم مع الرَّب يسُوع.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز