رسالة اليوم

17/12/2018 - الجُرَأةَ في الكَلامَ

-

-

" لِأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ تَعْلَمُونَ دُخُولَنَا إِلَيْكُمْ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بَاطِلًا، بَلْ بَعْدَ مَا تَأَلَّمْنَا قَبْلًا وَبُغِيَ عَلَيْنَا كَمَا تَعْلَمُونَ، فِي فِيلِبِّي، جَاهَرْنَا فِي إِلَهِنَا أَنْ نُكَلِّمَكُمْ بِإِنْجِيلِ ٱللهِ، فِي جِهَادٍ كَثِيرٍ لِأَنَّ وَعْظَنَا لَيْسَ عَنْ ضَلَالٍ، وَلَا عَنْ دَنَسٍ، وَلَا بِمَكْرٍ. "(1 تسالونيكي 2: 1-3)

 

يَجبُ ألَّا يكون دُخولنا إلى أيِّ مكانٍ - سواء في مكانِ عملنا أو في عائلتنا أو بين الأصدقاء أو الكنيسة - عَبثًا أو مُتأخراً، لأنَّ الرَّبّ يسوع اِخترنا لكي نَأتي بِثمرٍ أبدي. لذلك، أينما نَذهب فنحنُ نزرعُ البذور الجَيدة، وإن ذلك سَينتج لنَا ثِماراً في النهاية. لكنْ يجبُ أن أُذكرك أنهُ على المُحارب أن يكونَ مُستعداً للحِفاظِ على التُربة واحترامِ كُلِّ موسمِ الزراعةِ. والمُزارعون الذين لا يَحترمون قَوانين الزَرع والحَصاد، لنْ يكونوا نَاجحين. وكذلك، فإنّ المسيحي الذي يقوم بِعملِ الله يعملُ بتهورٍ، هو بلا جدوى.

فعلَ الشَّيْطان كُلّ ما في وسعهِ لمنعَ خُدام الله في فيلبي من إطاعةِ الوصيةَ الإلهية، وذَلك عن طريق اضطهادهِم وجلبَ عليهم مُعاناةٍ شديدةٍ. ومع ذلك، فإن أولئك الرجال كان لديهم الراغبةَ في المَوت حتى من أجلِ الرَّبّ، ولم يكونوا خائفين أبداً من مُعاناتهم. على العَكس، لقد أشادوا بالله وسط الكثيرِ من الألم. وبسببِ ذلكَ، قامت القوةِ الإلهية بأحداث زِلزال في السُجن الذي كانوا فيه، وتبين أن ما بدا أنهُ كان سيئ، اِنتهى بأن أصبحَ ربحاً كبيراً لملكوتِ السَماوات. ومع الألمَ أصبحَوا أقوياءَ في الرَّبّ.

كثيراً ما نُعاني بسببِ شيء سَيئٍ يحدُث لنا. ولكن، من الأفضلِ أن لا نستسلم للألم والمُعاناة حتى لا نقع في أيديهم. ولكنْ، علينا أن نؤمن بما تكلم به العليِّ القدير لقلوبنا، ونتجه لتحقيقه إرادته. وبِذلك سَيكونُ معنا في كُلِّ مرةٍ نلتزمُ فيها بـأمر " اِذهب"! بَينما، إن لم نُطيعه فسوف نُعطله عن مُساعدتنَا، واستجابة طلباتنا.

مُهمّتنا هي أن نَتحدث عنْ الإنْجيل بقوةِ كبيرةً، ويَجبُ أن نفعل ذَلك دَائماً، حتى في معاركنَا الرُّوحية. فعندما يتم دَعوة الواعظ لإلقاءِ رسالةٍ في حفل مَنح شهادات التَخرُج للطلبة، فإنهُ يحتاجُ إلى تقديم نفسهِ للرَّبّ، قبل الطُلاب وأعضاءِ هيئة التدريس، وكذلك المُجتمع والجُمهور بشكلٍ عام – وباستخدام الحِكمةِ، سيقوم بإيصالِ الرسالةِ التي وضعها الآب في قلبهِ.

لا يُوجد ابن للرَّبِّ يُغادر سَريرهُ قبل أن يَدخل إلى محضرِ الرَّبّ القُدوس. ولذلك، عندما تهاجمهُ سهام الشرِّير، أو تُهاجم أحباءهُ أو أيّ شخصٍ طلب مِنهُ مساعدتهُ، يجبُ عليه أن يَستخدمَ قوَّة اسم يَسوع التي أُعطيت لهُ. فمن الضَّروري أن يكون جُندي في الخدمة طوالِ الوقت.

ليس من الحِكمةِ أن نَتصرّف من أفكارنا، بل من الوحي الذي منحنَا إياه الله في كلمته. فكُلُّ شيء يأتي منا، سيكون مَصدرهُ الخطأ والغشّ والخداع. فكُل ما يُعطيه البشر لا قيمة لهُ مُقارنةً بالعمل الإلهي، لأنّ كلمةَ الرَّبّ فقط هي التي تملُك القوة اللازمةَ لتحطيم المَعاقل وكُلّ قواتِ العدوُّ.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز