رسالة اليوم

16/12/2018 - مَسَألةُ إِيمَان

-

-

" فَإِنْ كُنْتُمْ قَدْ قُمْتُمْ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فَٱطْلُبُوا مَا فَوْقُ، حَيْثُ ٱلْمَسِيحُ جَالِسٌ عَنْ يَمِينِ ٱللهِ " (كولوسي 3: 1)

 

الإيمان هو تَصرُّفٌ فردي، يكون كُلُّ واحدٍ منا مسؤولاً عنهُ عاجلاً أم آجلاً. إذا كُنا نُؤمنُ بما يُعلمنا الله فإننا سَنُكافأ. الآن، يُمكن للذين يؤمنون بالبركاتِ المَذكورةِ في الكتابِ المُقدَّسِ أن يَأخذوها دَفعةً واحدةً لأنها لهُم بالفعل. فالإعلانات التي يَضعها الرُّوح القُدس في قلوبنا هي إشارة لكي نُمسك بها. بِمجرَّدِ أن نقرأ الكتابَ المُقدس أو نَستمع إلى رِسالة نحصلُ على الضَّوء الأخضر للحُصول على ذَلك، وسيكونُ واقع.

يُوجد في الكتاب المقدَّس الآلاف من الوعود. وعندما نَفهم أنّ واحداً أو أكثر من هَذه الوعود هي لنا، وبالإيمانِ والعَزيمة، نَحصلُ عليها، ونُشاركها في حياتنا. فإذا أدركنا أنَّ هَذا أو ذاك الوعد يخصّنا، لكنْ عِندما لا نأخُذه على هذا النّحو، فإن هَذا الإعلان يُصبح عديمَ الجدوى، وعلى حسبِ عدم تصديقنَا يفقد الوَحي تأثيره كلياً. يجبُ أن تعرفَ أن الذين يَظلون مُتشككين فيما يتعلق بما هو معروض عليهم، سوف يُحاسبون على ذلك في اليوم العظيم.

تُشير كلماتُ الله لنا على خطتهِ لحياتنا وللمُجتمع بشكلٍ عام. المُعجزات التي نَحصل عليها، بِغضِّ النظرِ عن أدائنا الجيد، فهي يُمكن أن تفتحَ عِيون شخصٍ آخر للإيمان بها. وأيضاً، قد يَخسر شَخصٌ مَا المُعجزة التي حَصل عليها في هذهِ اللحظة. الآن، لأنهُ كان من المفروض أن يَتغيّروا، فسوف نكون مَسؤولين عن هَلاكهُم. فيجبُ أن نُفكر بشكلٍ أفضل، أليس كذلك؟

لقد أقيم المسيح من أجلِ تبريرنَا، ولكي نُشفى من الخَطيئةِ التي ارتكبهَا آدم، ولكن الأمر متروكٌ لكُل واحدٍ منا لكي يُؤمن ويَمتلك ما فعله ابن الله من اجلهِ. إنّ الذين يَغضونَ النظر عنْ هذه الحَقيقةِ، ينتهي بهم الأمر بخسارة البركةِ الكامنة في ذلك الإعلان. وإذا لم يصل المريض إلى نتيجة أنهُ - من خلال الجلدات التي عاناها يسوع - قدْ تمّ شِفاؤه بالكامل، فإنّ الشفاء الإلهي لنْ يحدث في حِياتهِ. ونفس الشيءِ بالنسبة للذين لا يُعطونَ عُشورهُم أو تقدماتِهم، أولئك الذينَ لا يُقدِّمون الأعشارَ للرَّب - أو لا يقدِّمون أيَّا من التقدماتِ التي كانوا يُفكرون في قُلوبهم، أنهُ يجبُ أن يُقدّموها - هُم تحت اللعنةِ لأنهم يَسلبون الله نفسه.

بالنسبةِ للذين لا يُؤمنون بما ذكره العليِّ، فإنه أسوأ عمل، لأنهُ عند القيام بذلك، نتعامل معهُ كشخصٍ يكذب. فما هي المسؤولية التي تقع على عاتقِ أولئك الذين لا يُصدقون الرَّبّ! عِندما تَنظر إلى شخصٍ يتمتعُ بحياةٍ مُريحة ومزدهرة، شخصٌ ناجحٌ في كُلّ شيءٍ، فإذا كان لديهم مَعرفةٌ بكلمة الله في قضية معينة، وعندما يشعرون أنهُم لا يحتاجون إليها ولا يطلبونهُ يوماً ما، سَيكونون مَسؤولين أمام الله عن ما فعلوه أو ما فشلوا في القيام بهِ، بالإضافة إلى أنهم سيواجهوا اتهاماً كبيراً، لعدم تصديقهم أو لعدم الوفاءِ بما يجب عليهم أن يفعلوهُ في اليوم الأخير.

عَلينا أن نتّجه لتلك الأشياء التي تأتي من فوق، تلك الأشياء التي وعدنا بها الله في كلمته. هذه البركات هي من نَفسِ المكان حيثُ يجلّس مُخلصنا الآن. وبدونها لنْ نُمجِّد الرَّبّ بالطريقةِ التي يجب، وسنكون بِذلك،" في المَنطقةِ الحمراء".

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز