رسالة اليوم

15/12/2018 - وجودَ ٱللهُ كمُعِينٌ لِي

-

-

 

" هوَذَا ٱللهُ مُعِينٌ لِي. ٱلرَّبُّ بَيْنَ عَاضِدِي نَفْسِي"(مزمور 54: 4)

 

كان لصَاحبِ المزمورِ ثقةٌ كبيرةٌ في الرَّبّ! وكُلّ الذين يُؤمنون حقاً بالرَّبِّ، يُمكن أن يكونَ لهُم نفسَ الإيمانِ، لِأَنْ لَيْسَ عِنْدَ ٱللهِ مُحَابَاةٌ (رومية 2: 11). يُمكننا اِعتبارُ جميعِ الذين يَقبلون رسالةَ الإنجيلِ، كأشخاص مُختارين، وإذا عَرفوا حُقوقهم في المَسيحِ، فسوف يَكونوا من الفائزين. فَمحبةُ الله التي انسكبت في قلوبنا، هي نَفسها التي تُسيطر على أولئك الذين يَسلمون لهُ حياتهُم. وهَذا النوع من الناس لنْ تُغلق أبوابُ الفردوس أمامهُم أبداً، حيثُ أنّ يسُوع هو من فتحها.

يَحتاجُ أبناءُ الله لقراءةِ الكتابِ المُقدّس، والاهتمام بما يجبُ عليهم الكرازةُ به، لأنهُ في تلك اللحظاتِ، سيتحدثُ العليِّ إلى شعبهُ ويوزع عليهُم المَواهب. أمَّا الذينَ لا يَحترمون ما يقولهُ الآب لهُم، لنْ يحقِّقوا الإيمان الذي لا يُهزم. والأشخاص الذين لا يستطيعون النّمو في الفهم، يَظلون يَتلمسون عملَ الله، بِسبب حقيقةِ أنهم لا يستطيعون الحُصول على القوةِ اللازمةِ للفوز. ولذلك، يَستمرُّ الشَّيْطان في إزعاجهم كُلّما شاء، وفي النهايةِ يتبين لهُم أنهم لا يستطيعونَ التخلُّص منهُ.

كشف صاحبُ المَزمور عنْ حقيقةٍ مُثيرةٌ للاهتمام: أنّه كان هُناك كثيرٌ من الناس يدعمونهُ روحياً. ويجبُ على جميعِ الناضجين في رِحلتهم مع المَسيح، أن يفعلوا ذلك مع الضُعفاء. فبالمثل في الحياةِ الطبيعية يَحتاجُ الطفل الحَديثُ الولادةِ إلى رعايةٍ خاصة، وكذلك نفسُ الشيء بالنسبةِ للرُّوح. قد يكونُ المُؤمن حديثًاً هو رجلُ أعمالٍ ناجح أو قاضي أو طبيب أو أستاذٌ مشهورٌ جداً. ولكنه في ملكوت الله، يَحتاجُ إلى أن يُعامل "كطفلٌ في المَسيحِ" لأنهُ لا يَتمتعُ بعْد بالنُضج الرُوحي الكافي.

أنهُ من الجيدِ أن يَتمَّ تقديم الدعم الرُّوحي للنضوج في الإيمان، لأولئكَ البعيدين وغيرِ المُتهمين. فمن المُستحيل لأي أبٍ أن يُلقي بطفلهِ في القُمامةِ، لأنهُ سقط وأصبحَ مُتّسخاً. فلماذا اِعتدنا على فعلِ ذلك مع مَولودُ الرَّبِّ الحَديث، ذَلك الذي يَرتكبُ الخَطية؟ فلا يَنبغي على الكنيسةِ أن تَحتقرَ خِرافها الصَّغيرة بسببِ ذلك، ففي يَومٍ من الأيامِ، سَيصبحونَ أيضاً نَاضجون، ويَملؤون مَلكوت الله فرحاً. إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي ٱلسَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارًّا لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ (لوقا 15: 7)!

لدينا في الصَّلاة الكثير من القوة في الرُّوح. وإذا اِستخدمنَا تلك الامتيازات بالإيمان، فسوف نَرى الكثيرَ من الناس يَقومون من السُقوط. فَبكل الطُرق تُعتبر الصلاة وسيلةٌ فعالةٌ، وطَلِبَةُ ٱلْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا (يعقوب 5: 16). وعلى الجانبِ الآخر من ذلك الإعلان: المَسيحي الذي يدِّين شَقيقهُ سَيُلقى في الجَحيم.

يُريدُ الله أن يكون مع شَعبهِ اليوم، كما كان مع بني إسرائيل قديماً. فهو نَفسهُ ولنْ يتغيَّر أبداً (عبرانيين 13: 8)، ولأنهُ الراعي الصَّالح، سَيذهبُ إلى ٱلْجِبَالِ ويَبحثُ عنْ الخَرُوف ٱلضَّالَّ ويُعيدهُ (متى 18: 12).

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز