رسالة اليوم

13/12/2018 - مَوقِفانَ حَكِيمانَ

-

-

" كُفُّوا وَٱعْلَمُوا أَنِّي أَنَا ٱللهُ. أَتَعَالَى بَيْنَ ٱلْأُمَمِ، أَتَعَالَى فِي ٱلْأَرْضِ. "(مزمور 10:46)

يجبُ على الشَّخص المَولود ثَانية أن يَهدأ وأن يَعرف أنّ الربَّ هو الله، وبفضلِ حقيقةِ أنهُ - أُعيد خَلقهُ في المَسيح يسُوع - فهو لا يَجب أن ييئس بسبب ضُغوط الحياة. فتحويل المَسيحي إلى شخص متوتر، هي واحدة من إستراتيجياتِ الشَّيْطان الأكثرَ استخداماً، لأنه بهذهِ الطريقةِ، يستطيع أن يُبعدنا عن الآب. الشَخصُ الذي لا يَقفُ ثابتاً في المَسيح والذي لا تَنغرس أقدامهُ فيه، غالباً ما يَتصرف مِثل الأشخاص البعيدين في المِحنْ. ومن ناحيةٍ أخرى، فإن الذين يقفون بحزمٍ في الإيمانِ لنْ يسمحوا أبداً للعدوُّ بفصلهم عنْ المحضرِ الإلهي.

إنسانُنا العتيق لم يكُنْ يشعر بالسّلام، وكان يعيشُ في ضيقةٍ وتهزه كلُّ حروبِ العدوُّ. لأنّ قوَّى الجحيم سَيطرة علينا، وفعلت بنا كُل ما في وسعها، لأخذنا إلى الهلاك الأبدي. ولكن، عندما سمعنا أجمل رسالةٍ إلى العالم، الإنجيل المُقدّس، فإننا بذلك مررنا بعملية تغييرٍ كاملةٍ، وأرواحنَا تولد من جديد، ويُدفن إنسانا العَتيق في المَعموديةِ. ولذلك، يجبُ ألا نسمحَ لهُ بالارتفاعِ من أجلِ العودةِ مرةً أخرى، وإلا فسوف يسيطر علينا ثانيةً، وسيكونُ تغييرنا لا قيمةَ لهُ.

لأننا مَخلوقات جَديدة، لا يجبُ علينا أن نجعلَ قلبنا يفقدَ سلامهُ. ولكن، يجب أن نكون المثلَ الأعلى في كُلِّ شيءٍ، كمن يثقون في الرَّبِّ حقاً. لأن، يسُوع هو الحقّ (يوحنا 14: 6)، وقصدهُ حقاً، ولهذا السبب، يجبُ أن نَستسلم لسِيادتهِ الكاملةَ على حَياتنا. ويَجبُ أن لا نَعترف بأننا أعضاءٌ في جسدِ المسيح، وعندما تأتي التَجارب، نستسلم ونرجع للسلوك الذي كُنا نفعلهُ في الماضي. علينا ألا نقبل أبداً بسيطرة عديم الأخلاق على حياتنا. فقد يُحاول أن يجذبنا إلى الاعتقاد بأن الآب قد تركنَا، وأن قضيتنَا لنْ يتمَّ حلهَا، وهذهِ المرة لنْ نحصُل على أي مُساعدة إلهية على الإطلاق؛ ولذلك لنْ نتعرض للأذى من جراء أي أزمة. حسناً، يَجبُ ألا نُصدق خصمنَا لأنهُ كذاب وهُو وأبو الكذابَ (يوحنا 44:8)، ولكن، يجب علينا أن نؤمن بالذي لم ينطق بالأكاذيب على الإطلاق، الشَّخص الذي يَفي بما وعدَّ به دائماً.

بغضِّ النظر عنْ تلك الأزمات التي رُبما ضَربَتك. سوف يَعمل العليُّ من أجلكَ ومن أجل للآخرين، حتى يَعرفوا أنه هو الله حقاً. فخُذ الآن قضيتك وأدخل إلى عَرشِ النعمةِ، وأخبر باسم يسُوع الخليقة كُلها، ولا تُخفي الكلمة. وسَترى ماذا سَيفعل. فلنْ يتحمل هَذا المَوقف "فهذا الشخص هو نَارٌ مُهلكة"(عبرانيين 12: 29). وسوف يأتي لمُساعدتك بِمجرد أن تبدأ في الصَّلاة بالإيمان.

قد يَرسم العدوُّ لك صورةٌ قاتمةٌ تماماً، ولكنْ وبالنسبةِ للذين يُؤمنون، ذلك لا يعني لهُم شيئاً على الإطلاق. يعرف المُؤمن المَسيحي أنّ الرَّبّ لا يكذب، ولا يَتأخر ولا يتخلى عنْ الذينَ وضعوا ثقتهُم فيهِ. ولذلكَ، يجبُ أن لا تنظر إلى المَظاهر، ولكنْ إلى الواقع الذي يقف وراءهَا. وقل الرَّب إِلَهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي (مزمور 18: 2).

لأنّ ما سيفعلهُ الله نيابةً عنك، سوف يَكونُ عظيمٌ بين الأممِ وجميع أنحاءِ الأرض. لذلك، اتّخذ القرار الصَحيح وكُن شخصاً ناجحاً.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز