رسالة اليوم

10/12/2018 - مَخَاطِر عَملَ الله

-

-

" لِأَنَّنَا لَمَّا كُنَّا عِنْدَكُمْ، سَبَقْنَا فَقُلْنَا لَكُمْ: إِنَّنَا عَتِيدُونَ أَنْ نَتَضَايَقَ، كَمَا حَصَلَ أَيْضًا، وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ. " (1تسالونيكي 3: 4)

 

الرَّبّ لم يقلُ لنا أنّ الحياة سَتكون سَريراً من الوُرود للشّخص الذي يدعوه للتبشير بكلمته، فهو يَعلم أنّ ذَلك الشَخص يجبُ أن يشتركَ مع يسُوع في الألم. وممّا يُوصي به ذلك الشّخص المدعو للخدمة، أن يُعدَّ نفسهُ لكي يستخدمه الله بقوته، لأنهُ يُمكن تجنّب الكثير من المَتاعب إذا كان المَسيحي يعرف مُسبقاً ما يجبُ عليه القيام به كُلما تعرض للاضطهاد. صَحيحٌ أنّ العديدَ من الإخوةِ سوف يَمرّون بأوقاتٍ عصيبة للغايةِ وهُم يحصدون تلك البُذور الثمينة للمفقودين. ولقد حدث هَذا بالفعل طوال تاريخ الكنيسة وسَوف يستمرُّ في الحُدوث.

أولئك الذين يَعيشون في أراض فيها حُرية كاملةٌ للعبادةِ، لا يَستطيعون معرفة مَقدار المُعاناةِ التي يَمرُّ بها إخواننا الذين يعيشون في أماكن مُظلمة، الأماكن التي تحاول فيها قوى الجحيم أن تُعرقل تقدّم العمل الإلهي، بأيِّ ثمنٍ. في عام 2009 - في ولاية أوريسا في الهند - أُحرقت العديد من الكنائس الإنجيلية؛ وعشرات المسيحيين فقدوا حياتهم لأنهُم خدام للربّ يسوع.

لقد تمَّ إخبار الرُّسل بما سيحدث لهُم، لكنهُم لم يَتراجعوا، حيثُ تركوا لنا مثالاً أنّ البعض سيضطرون إلى المعاناة من أجله، في بعض الأحيان، وفي حالاتٍ أخرى، يُضحّون بحياتهم من أجل وصول الرِّسالةِ إلى الجميع (أعمال 20: 22-24). وهذا سيكون بمثابةِ صدمةٍ للذين لا يعرفون تعاليم يسُوع أو تاريخ الكنيسة. إنّ التبشير بالأخبار السّارة يختلف عن أيّ فكرة سياسية أو تدريس أي فلسفةٍ دينية. فالإنجيل يُحارب قوُّى الشَّر التي تسعى للحفاظ على رعاياها.

 لِحُسن الحظ، سيكون هُناك مُكافأةٌ على كُلِّ العمل الذي نقوم به من أجل الإنجيل: من عرضٍ صغيرٍ بمنح كوب ماءٍ بارد إلى المُعاناة الجسدية التي سنواجهها. لذا، من الأفضل لنا أن نكون خُدامَ الربِّ إذا وضعنا الآبُ في أماكن مُمتعة، فسُبحان الله! ولكن إذا أرسلنا إلى مواقع مضطربة ، فَسنمنحهُ أيضاً المجد. في أوقاتِ السِّلم أو الحَرب، نَحتاج إلى أن نكون مُخلصينَ لدعوتنا لأنهُ في يومٍ من الأيام، سنُحاسَب على أفعالنا.

يَجبُ ألا تهرُب أبداً ممَّا هو مُخطط ليَحدث لكَ لأنك إذا سمحت للرَّبّ، فسوف يُكافئك في الأبدية. يَجبُ أن يَسمع المَرء الضَّالين، وفي كثيرٍ من الأحيان، ما يَحدُث لنا يعطي قوة للرِّسالة على إيقاظ الأرَواح من أجلِ الخَلاص الأبدي. الحفاظ على الحَياة جيدة جداً. ومعَ ذَلك، فإنّ الخَلَّاص الأبدي لشَخص مَا هو أكثر قيمة إلى أبعدَ الحُدود. يَعيشُ المَرءُ على الأرض حتى سَبعين أو ثمانين سنة، أو أكثر. لكنَّ أولئك الذين تمَّ إنقاذهُم سَيبقون بلايين السَنين مضروبة بِمليارات السَنين إلى الأبد مع الرَّبّ.

أولئك الذين ينتمونَ إلى الله لنْ يَعودوا أبداً. والآن الذينَ يُريدون كسبَ العَيش من الإنجيل ولكنهُم غير مُرتبطين بالحقيقة، عِندما يَمرُّون بالمَصاعب، فإنهُم يأخذون خُطوةٌ إلى الوراء، وبهذه الطريقةِ، لا يَدركون أنَّ مَواقفهُم ستدفعهُم إلى المَوت الأبدي.(عبرانيين 10: 38 ، 39). صَلاتي هي "ليَجعلك الرَّبّ مُخلصاً!".

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز