رسالة اليوم

08/12/2018 - اِحترس مِنْ تَعَالِيمِ ٱلنَّاسِ!

-

-

"ٱلَّتِي هِيَ جَمِيعُهَا لِلْفَنَاءِ فِي ٱلِٱسْتِعْمَالِ، حَسَبَ وَصَايَا وَتَعَالِيمِ ٱلنَّاسِ؟" (كولوسي 2: 22)

 

أولئك الذين لديهم نوايا حَسنة، ويَعتمدون على تعليم وصَايا وتَعاليم لهُم، لتنفيذ عملَ الله، يَرتكبون خَطأ فادحاً، ولهَذا السَبب سَيدفعون الثمنَ باهظاً في يَوم الدّينونة. كُلّ تِلك الأشياءَ الضَرورية لمُساعدة النَاس على خِدمةِ الرَّبّ هي موجودة في الكِتاب المُقدس. وأفضل شيء نَفعلهُ هو عَدمُ إنشاءِ أي قوانين بشرية لعملِ الرُّوح القدس. إنّ عبادة الله - وكذلك جميع الأعمال الأخرى التي نفعلها في الكنيسةِ - يجبُ أن تكونَ بدافع من الرُّوح القُدس ووفقاً لما هو مُسجلٌ في الكلمة.

الذين يَعملون حسب قوانينهم ليقودوا خِدمة الله، يقفون ضدَّ الحِكمة الإلهيةِ، لأنّ مَوقفهم مُشابه لتصريحٍ يقول إنّ الأب ليس كاملاً وشاملاً، ولهذا السَبب يَحتاج إلى شخصٍ آخر ليساعده. فإذا حدث في يومٍ من الأيام، واكتشفت أيّ إجراءٍ خاطئ في خدمةِ بيت الله، عليك أن تتوجه إلى الرَّبّ، وتسأله عنه، لأنّ عينيك مغلقة دون شك.

الحقيقة هي أنَّ كُلّ ما تمّ اختراعهُ من قِبل البشر، فيما يَتعلّق بقضايا العملِ الإلهي ليس له أي قيمةٍ. وما نحتاج إلى فعلهِ هو الاستماعُ وقراءة الكتاب المقدَّس لقيادة خدمة الرَّبّ، لأنّه بهذه الطريقة سيعلّمنا الأب ما يجبُ علينا القيامُ به من أجلِ تحقيق إرادتهِ سواءَ في حَياتنا أو في حَياةِ الآخرين. والذين يربطونَ كُلَّ شيءٍ بالمنطق، عندمَا يُطلب منهم إبداء رأيهم حول أفضل طريقة لخدمة الله، يجبُ عليهم أن يرفضوا أيّ عملٍ، طالما لم يُستدعوا من قبل العليِّ.

لقد أسَّس لنا الرَّبّ في كلمته الطريق الذي يجب أن نأخذهُ من أجل الوصولِ إليه، والحصول عليه من بركاته. ووفقا لذلك، فإنّ الذين يؤمنونَ بوصايا الناس ويهتمون بها، ويسعون لإرضائهِ من خلالها، يفعلون شيئاً لا قيمة لهُ تماماً. بينما عندما نهتم بتعاليم المُعلّم، يُمكننا أن نقول إنّ القوانين البشرية لنْ تُستخدم من قبل السَّماء أبداً. لقد قال يسُوع: وَأَنَا لَا أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ، مَجْدًا مِنَ ٱلنَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ (يوحنا 5: 34 ، 41). ولذا، أفضلَ شيءٍ نفعلهُ هو الابتعادَ عن كُل الأشياءِ التي لا تُرضي الرَّبّ.

إنّ القوانين الدينية، إذا ما قورنت بالمبادئ الإلهية، سَتفقدُ قيمتَها. وهَذا يحدث لأنّ الإنسان السَاقط لا يُمكنهُ الحُكم على عالم الكمال. إنّها النعمة الإلهية التي تجعلنا ندخلُ إلى الوجود في محضر الله العليِّ ونخدمه. وحتى أكثرَ الناس تعليماً وتقوى، لنْ يكونوا قادرين أبداً على خلق أيّ شيءٍ جدير بأن يستخدمهُ الله. ومن ناحيةٍ أخرى، في الكتاب المقدّس قد تمّ تسجيل كُلّ القواعد اللازمة للبشر، لتعلمهم كيفيةِ العيش على أعلى مُستوى.

تَقصر العُقول العِلمية، وحتى المُدرَّبين تدريباً عالياً عنْ الحكمة الإلهية. أمّا بالنسبة للتعاليم الدِّينية في جميعِ الأديان، فإن تلك الاختراعات تَضيع مع اِستخدامها، لأنها غير ضرورية عندما يَتعلق الأمر بخدمةِ الآب.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز