رسالة اليوم

23/07/2016 - الزَمان الرّديء

-

-

(لِذلِكَ يَصْمُتُ الْعَاقِلُ فِي ذلِكَ الزَّمَانِ لأَنَّهُ زَمَانٌ رَدِيءٌ. (عاموس 13:5)
العاقل هو مَن يرى الخطَر ويبتعِد عنه، أمّا الجاهل فيرى الشّر الذي يعدّه له العدو، لكنّه يَتَصَلَّفُ وَيَثِقُ. (الأمثال 16:14). هُناك فترَات يتوجّب الصّمت فيها، لكنّهم قليلون هُم الذين يفعَلون هذا، فالنصيحةُ الإلهيّة هي الصمتُ في الزّمان الرديء. ويجِب أنْ ننطق بِما يقوله لنا روح الله من خلال الكتاب المقدّس، أمَام هجَمات العدوّ.
فالشيءُ الذي يجب أنْ نطلبه من الرّب هو الحِكمة، كي نتمكّن من خِلالها مُلاحظة الخطر وتجنّبه (الأمثال 12:27). فالعدوّ لديه مكايد كثيرة ليضَعها أمامنا، وكلّ ما يهمّه هو هلاكُنا. لأنّه يستاءُ من مكانتنا في المسيح، وينزعج لأنّنا أصبحنا أبناء للرّب و ورثة. وخاصّة عندما يرانا مُستعدّين لنكون في حضرة الرّب إلى أبدِ الآبدين.
يظنّ الأشخاصُ الجهلاء، أنّنا نُبالغ كثيراً، ولسنَا بحاجةٍ لكلّ هذا الحذر، لقد رأوا بعضَ فِخاخ إبليس لكن لم يفعَلوا شيئاً. والنتيجة: يعيشون في إهانةٍ و ذلّ. فمِن الحماقة أنْ نرَى الشرّ ولا نحيد عنه.
من لا يُراعي الصّمت في الزمان الرديء يُصاب بأوجاع كثيرة، تقول الكلمة لِكُلِّ شَيْءٍ زَمَانٌ، وَلِكُلِّ أَمْرٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ وَقْتٌ: لِلسُّكُوتِ وَقْتٌ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ. (الجامعة 1:3-8) . فمَن يتكلّم في الوقتِ الغيرِ مُناسب سيواجِه المشاكل، ومَن لا يتكلّم في الوقت المُناسب يخسَر البرَكة.
ففي كلّ الحالات، الأمر الصّحيح هو طاعَة الرّب، لأنّه يُريد الأفضل لنا. إنْ لم يُعطنا كلِمة! فالصّمت أفضَل. أمّا إنْ قال لنا كلِمته.. فيجب إعلانها.
فالخطأ الذي قادَ بطرس ليُنكر المسيح، كانَ قول ما لا ينبغي قولَه للرّب. فعندما حذّره الرّب يسوع بأنّ الشّيطَان طَلبَ أنْ يُغَربلهم كالحِنطة، كانَ الربّ يُعلن شيئاً خطيراً لبطرس (لوقا 31:22-32). وكانَ على بطرس أنْ يشكر الرّب ويصلّي بدوره، لكنّه ظنّ نفسه، أنّه قويّ بشكلٍ كافٍ. وتفوّه بأمور لم يُعلِنها الرّبّ له. وكانت النتيجة: قبلَ أنْ يَصيح الدّيك، أنكَر معرفته بيسوع ثلاث مرّات ( متّى 33:26-35، 69-75).
يا أخي، تكلّم فقط بحَسَب قول الرّب العليّ. لأنّ إعلان أمرٍ ما، دونَ التوجيه الإلهيّ، لا يَعني المخاطرة فحسب بلْ حماقة أيضاً. فيجب أن تكون كلِماتنا مستنِدة على كلِمة الله، كي تُثمر كما نريد.

محبّتي لكم في المسيح
ر.ر.سوارز