رسالة اليوم

07/12/2018 - رَجُلُ الله الحَقِيقِي

-

-

 

يَا جِبَالَ جِلْبُوعَ لَا يَكُنْ طَلٌّ وَلَا مَطَرٌ عَلَيْكُنَّ، وَلَا حُقُولُ تَقْدِمَاتٍ، لِأَنَّهُ هُنَاكَ طُرِحَ مِجَنُّ ٱلْجَبَابِرَةِ، مِجَنُّ شَاوُلَ بِلَا مَسْحٍ بِٱلدُّهْنِ. (2 صموئيل21:1)

 

لقد تصرّفَ شاولُ بِكراهيةٍ قاتلة ضدّ داوُّد. وأراد ملكُ إسرائيل قتل الشَّخص الذي سيكونُ خليفتهُ بعد ذلك بوقتٍ قصير. لكنَّ داوُّد، بسبب اِحترامه لكلمةِ الله، كان لديه فكر آخر. وعلى الرُغم من أنّ الفُرصة قد أتيحت لهُ أكثرَ من مرةٍ لقتلِ شاول، إلا أنهُ فضلَ اِحترام المَسْحة المَوجودة على ذلك المَلك. ويجبُ عليك ألا تتسرع في الاستيلاءِ على المَكان الذي تعتقد أنهُ مُلكٌ لكَ. فإذا كان الرَّبّ قد وعدك بشيءٍ ما، فربما يأتي يوم يتم أهانتك بسببِ هذا الوُّعد أو حتى قد يبدو أنهُ من المُستحيل تحققه. ولكنْ، فقط آمن في ما قيل لكَ، لأنه فقط الذين يؤمنون سوف يرونَ مجد الله.

هُزم شاول في يومٍ ما من قِبل العدوُّ. وعندما وصَل الخبر إلى ابن يَسىِّ لم يفرح بهِ، وعلى العكس، قام بتأليف قصيدةٍ يرثي فيها المَلك وابنهُ. وكان ذَلك اليوم حزينًا جداً على شعب الله، لأنّ مَلكهُم قد قُتل على أيدي قوات العدوُّ. وفقط أولئك الذين لا يخافون الرَّبّ يُمكنهم أن يَفرحوا بسقوطِ أحدهم. ويَجبُ علينا دائماً أن نحترمَ أولئك الذين يخدمون الخالق، وإذا كان في أيِّ مِنهُم خطيئةٌ، ألا نرفعَ أيدينا لإدانتهم عِند خادمٍ آخرَ (رومية 14: 4).

ما مدى اِختلاف مَوقف ابن الله الحقيقي عنْ الذين يتتظاهرون بَذلك، أو أولئك الذين يَتدخلون في إيمانِ شخصٍ آخر! لقد كان داوُّد قد أخذ الأمر من الرُّوح القُدس، وكان قادراً على أن يلعنْ المكان الذي سقط فيهِ ملك إسرائيل حين قال: يَا جِبَالَ جِلْبُوعَ لَا يَكُنْ طَلٌّ وَلَا مَطَرٌ عَلَيْكُنَّ، وَلَا حُقُولُ تَقْدِمَاتٍ. وفي الحقيقة أنَّ سِلسلة الجبال تلك كانت مَلعونةً بسببِ أنّ دم مَسيحِ الرَّبّ قدْ سُفك عليها. ولا شكّ أنّ المُرنم لمْ يتحدث عن رأيه الخاص، ولكنَّ كلماته خرجت من روح العليِّ. فما كان في السابق حقل القرابين، صار من تلك اللحظة، أرضاً جافةً لا يُبللها لا طلٌّ ولا مطر.

ويُكمل خادم الرَّبّ بقيةَ أغنيتهِ بِقولهِ: إن سُقوط شاول كان تدنيس دِرع الجَبابرة. فبالنسبةِ لهُ، الدِرع الذي يَملكهُ شاول كان مَمسوحاً بالزيت، وهو المَسحةُ التي كانت حِمايةً لإسرائيل.

مَاذا يُعلنْ هنا ! عِندما كان شاول حَياً، كان الجُنود مَحميين بِواسطة دِرعِ الملك، الذي يَنبغي دَوماً مسحهُ بالزيت. وبالمثل، يجبُ على قادةِ شعب الله أن يَسعوا دَوماً إلى المَسحة الإلهية على أساس فَهمهم للإيمانِ. ومُهمّتنا أن نأخذ جميعَ الأشخاصِ الشُجعان والجريئين لخدمةِ الله – لأنّها فقط للأبطال، أمَّا الضُعفاء فلا يُشاركون في عملِ الرَّبّ.

 

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز