رسالة اليوم

04/12/2018 - هَكَذَا أُعَزِّيكُمْ

-

-

"كَإِنْسَانٍ تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هَكَذَا أُعَزِّيكُمْ أَنَا، وَفِي أُورُشَلِيمَ تُعَزَّوْنَ."(إشعياء 66: 13)

 

عرِف الإنسانُ مدّى الألم عندما اختار أن يحيا حياة مُنفصلة عن الله، وذلك عندما طُرد من المحضرِ الإلهي، وذلك الموقف البسيط، كان السّبب في هَذا الضَّرر الذي وصلنا إليه نحنُ الذين لم نكُن في جنّة عدن، ولا أكلنا من تلك الثمرة التي أكل منها الزوجان الأوّلان، ولكنّ الشرَّ دخل إلى قلبهما. لقد زرع العدوُّ القاسي كُلّ الأشياء الشريرة في هذا الكائن، الذي صنعهُ الخالق على صورتهِ ومثالهِ. والآن، صار الإنسان يعرف كم هو صعب أن يكون بَعيداً عنْ الرَّبّ ومدى قساوة عُبودية الشَّيْطان.

لم يكن الله بالطبع سعيداً بالحالةِ التي وصل إليها الإنسان، والذي بدأ سقوطه في اللحظة التي نظر فيها لأشياء خارج الجنة. ثمّ بدأت حواءُ وابنتيها في الإنجاب. ورأت العديد من أبنائها يَموتون، ونَشأ آخرون وتحولوا إلى رِجال عِصابات، وعَبدة أوثان، وسحَرة؛ وبعد فترةٍ بسيطة ذَهبوا إلى طُرق أكثر قذارة.

وماتَ الإنسانُ الذي كان يجبُ أن يَعيش إلى الأبد (رومية 5: 12). كان الإنسان الأول لا يَزال قوياً ولمْ يتجاوز عمره 900 عام. ومع مرور الوقت، بدأ الموت بالقضاء على البشر في سنٍ مُبكر. وعِندما جاء يسوعُ إلى العالم كان مُتوسط ​​العمر حوالي 38 سنة. وقد تمكَّن بَعضُهم من العيش أكثر من ذلك، ولكنَّ معظمهم مَاتوا صِغاراً جداً. إذن، الخطة التي أعدَّها الآب لخلاصِ البشرية قد تحققت ووُلد المسيح.

استعاد الإنسان مكانته مع مجيء اِبن الله، وتعاليمه. وهكذا نقضَ الموت الرُّوحي واستعاد البشرُ الشركة العليِّ. لقد وعدَ الرَّبّ، أنهُ كطفل تُعَزِّيهِ أُمُّهُ هَكَذَا أُعَزِّيكُمْ. والراحة في لغة الإنجيل بمعنى إعطاء حلٍّ لجميع المشاكل. فإذا سقط الطفلُ الصَغير أو كان خائفاً، يَبكي بلا توقف، وعندما تحتضنه أمه وتقبِله وتكلمه بكلمات لطيفة، سيشعُر بعدها بالراحة.

يريدُ الرَّبّ أن يَحملك، على الرُغم أنك قد ارتكبت الخطية، لكنهُ يعرفُ أنّ العدوَّ هو الشَخصُ الذي يَستخدمك، وإذا خلصك من القوة الشّريرة، فإنك سَتُصبح شخصاً يَصنع المِثال الجَيد. لذا، اِستمع إلى صَوتِ الله وأعطِه نَفسك بشكل كاملٍ. فالقدير وعدَنا أنه سَيُعزينَا بروحهِ القُدوس، وتعزيتهُ هي لكُلِّ البشر.

مِنُذ يوم الجُمعة الذي صرخَ فيه يسوع المَسيح المُلطخ بالدِّماء، والمُعلَّق على الصَليب، صرخ بالكلماتِ التالية: " قَدْ أُكْمِلَ "، حاملاً آلامنا، وأمراضنا، وآثامنا، (يوحنا 30:19)، وذلك لكي يُريح الإنسان. والآن، يُريد الله أن يَحلَّ جَميع مَشاكلك ويُعزّيك.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز