رسالة اليوم

03/12/2018 - كيَفيةُ التَعرُفِ على الأمَوَاتِ رُوحِياً

-

-

لَيْسَ الأَمْوَاتُ يُسَبِّحُونَ الرَّبَّ، وَلاَ مَنْ يَنْحَدِرُ إِلَى أَرْضِ السُّكُوتِ (مزمور 115: 17)

 

يجبُ على الذين تمَّ خلاصهُم أن يَشكروا الرَّبَّ، لأنهُم يعرفون ما كانوا عليهِ في الماضي. فدخولهم لملكوتِ الرَّبَّ يسوع لمْ يكُنْ مُجردَ تغييرٍ في الديانة، بل هو عملٌ رائع قام به العليِّ القدير في حياتهم. فبدون الخَلاص جميعَ البشرِ مُتساوون. والشيطان يستخدمُ الكثيرين لارتكاب الخطايا لكنهُ لا يتمّ القبض عليهم، ويظهرون كأشخاصٍ مُحترمين. ولذلك، فقد رأى الذين كانوا يُعانون من الموت الأبدي، قوة الله الذي أنقذهم وخلَّصهم. ولهذا السبب؛ انتهت عاداتهم القديمة إلى الأبد. وصار الآن الوقت المُناسب لكي يمدحوه، لأنّ خطة خلاصهم من الخطيئة هي تجربةٌ رائعة. ولا يمكن لأيّ شخصٍ لا يَزال سالكاً في الخطيئة أن يتمتع بالسّلام والشُعور بالأمان الذي نعيشه نحنُ.

إنَّ الذين لم يتم خَلاصهُم هم أموتاً روحياً. والكثير منهُم أصدقاؤنا أو زملاؤنا أو المِهنيّون الذين نَستخدمهُم مثل الأطباء والمُحامين وأطباء الأسنان وغيرهم من المهنيين الذين يقدِّمون لنا المساعدة ويخدموننَا. وبسببِ حقيقةِ عدم ملكية حياة روحية، فإنهم لا يستطيعوا أن يشكروا الله ولا يُمكنهم أن يُدركوا وجودهُ وسيادته. وهذا الموت لا يوجد له علاج إلا التوجّه إلى الربّ الآن وإخباره بما يحدثُ معك، وسوف يُظهر لك أفضل طريقة لحلِّ مشكلتك.

أولئك البعيدين – الذين لا يستطيعون أن يتكلموا قليلاً مع الله، الآن وبعد أن عرفوا أعماله في الماضي وما هو قادر على القيام بهِ – ينتعشون، فبالنسبة لهم، العلاج مُميزًا ومتاحاً تمامًا، ولكن في كلتا الحالتين نَحتاج أن نسأل الربّ كي يُرشدنا في كلِّ شيء. وبما أننا نعلم أنه لن يفعل أيَّ شيء يخالف كلمته، نحتاج إلى تطبيق تلك الأشياء التي نتعلمها من الكتاب المقدَّس، وفي ظل الوحي الإلهي، ستظهر لنا مقاطع أخرى من الكتاب المقدّس. يُصرِّح فيها، ويجب أن نتبع كلامه كما يقول: يَا ٱبْنِي، كُنْ حَكِيمًا وَفَرِّحْ قَلْبِي (أمثال 27: 11).

نحتاجُ أن نهتم بأخوتنا وأصدقائنا ومَعارفنا الموجودون في الكنيسة معنا، ولكنهم لم يعودوا يصلّون بالطريقة التي اعتدنا عليها في الماضي، ولمْ يعودوا حريصين على التبشير بالكلمة أو على مساعدة خدمة الله بعد الآن. فمن المحتمل أن يكون هذا الشّخص إمّا ميِّتاً روحياً أو ميِّتاً بالفعل. ففي الحالة الأولى يمكن أن يشفيهم الرَّبَّ ويعيدهم إلى الحياة معنا. أما إذا كانوا قد ماتوا بالفعل، فيمكنه أن ينفخ في أنفهم نسمة حياة مرة أخرى. لقد قال يسوع مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا (يوحنا 11: 25). إذا كانت هذه هي حالتك، فقُم الآن وارفع اسم يسوع.

قد نجدُ في بعض الأحيان، عائلات بكاملها ميّتة روحياً. فعلى سبيل المثال لو أسَّس أحد الأشخاصِ شركةً وبدأ في كسب الكثير من المالِ، وبعد ذلك بوقت قصير لن تجد باقي أفراد العائلة يذهبون بفرحٍ إلى الكنيسة، وبعد فترة أطول لن يُصَّلوا بنفس القوة أيضاً، وثم ينتهي به المطاف إلى تلويث كلِّ ما تبقى. لقد حذرنا يسوع من أنّهُمُومُ هَذَا ٱلْعَالَمِ وَغُرُورُ ٱلْغِنَى وَشَهَوَاتُ سَائِرِ ٱلْأَشْيَاءِ تَدْخُلُ وَتَخْنُقُ ٱلْكَلِمَةَ فَتَصِيرُ بِلَا ثَمَرٍ. (مرقس 4: 19). فانتبه وكُنْ حذراً! ولا تقع في هذا الفخ الشَّيطاني لأنَّ تلك الأشياء تدفع بالقديسين إلى الإثم.

قد لا تكون ميِّتا بعْد، لكنك قد تغوص في صمتٍ عميقٍ. وبالمناسبة، متى كانت آخر مرَّة صَّليت فيها بإيمان؟

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز