رسالة اليوم

02/12/2018 - تُرَاثٌ رَائِع

-

-

"هَلِّلُويَا. طُوبَى لِلرَّجُلِ ٱلْمُتَّقِي ٱلرَّبِّ، ٱلْمَسْرُورِ جِدًّا بِوَصَايَاهُ. (مزمور 112: 1)

 

يجبُ أن نشكرَ الرَّبَّ من أجلِ كُلِّ شيء: من أجل حياتنا، وعلى الهواء الذي نتنفسهُ، من أجلِ عقولنا، وباختصار من أجلِ كلِّ الأشياءِ الصّالحةِ التي أعطاهَا لنا. نحن حلمهُ – نحنُ الذين تغيّرنا - وصلنا إلى مكانةِ أبناءٍ لهُ. لم يكُنْ ذلك قراراً مُفاجئاً، أو لأنّ الرَّبّ أدرك أنهُ يحتاجُ إلينا، ولكنَّ الحقيقةَ لأنهُ أحبنا كثيراً، لدرجة أنه قدم ابنه الوحيد ليموت عنّا (يوحنا 3: 16). لذلك، فإنّ الذين يقبلونَ يسوع كمُخلِّصٍ لهُم، يصيروا أحراراً للأبد من العذاب الأبدي ويصبحوا جُزءاً من العَائلة الإلهية.

يجبُ علينا ألا نسمحَ للشَّيْطان بملءِ قلوبنا بالغرور، وبذلك نَبدأ في احتقارِ البعيدين، حتى لا نخسر الأشخاص الذين لمْ يتمّ خَلاصهُم، والذين يضعهُم الله في طريقنا! لأنّ الله يفعل ذلك لأنه يحبُ الخاطئ وعلينا أيضاً أن نسعى لإنقاذ الخُطاة وتعريفهم بطريقِ الخلَّاص وسَوف تكون لنا المُكافآت. إذا لمْ نهتم بالبعيدين فسيموتون إلى الأبد. ولهذا السبب، نَحنُ المُخلَّصين، علينا أن نسعى إلى الحكمة من الرَّبّ، لنَحصل على معرفةِ العليِّ ونصل بها إلى أولئك الذين يعيشون في الظلمة.

أكبر نعمة حصلنا عليها من السَّماوات، بعد نعمةِ الخَلاص، هي مَخافة الرَّبّ. وهَذا يجعلنا نتجنّبُ الخَطية، ونحتقر عروضَ الشَّيْطان مهما كانت، ونحبّ الرَّبّ بكُل قلوبنا. فمحبةُ الله هي بمعرفةِ وصاياه وحِفظهَا (يوحنا 14:21). والذين يَتلقون الوصايا الإلهية ويَطيعونها يكتشفون أنّ مخازن الرَّبَّ مليئة بالبركات التي لا نهاية لها، والتي بانتظار المؤمنين. والذين يتَّقونهُ سينجحون في كُلّ ما يفعلون.

في الواقع، لا يكفي أن يكون لديك الوصايا وتحفظها. فالذين يريدون أن يكونوا سُعداء حقاً، يجب أن يصلوا ويبذلوا أقصى جهدهم للحُصول على المُتعة في فعل ما يقولهُ لهم الرَّب. أما أولئك الذين يقومون بعمل الله بلا مبالاة، ويسمحونَ لأنفسهُم بأن يَنجرفوا بسبب الجشعِ أو الطمع، وهُم يقومون بعمل الله، سَيكتشفون أنهم يَخدمون الشّيطان وليس الله.

كيف يمكن لشخصٍ لديه أهداف قذرةٌ في ذهنه، أن يتحدَّث عن الله لشخص آخر؟ وهو مكتوب مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ ٱلرَّبِّ بِرِخَاءٍ (إرميا 48:10). إنَّ الذين يخافون الرَّبَّ ينجحون دائماً لأنهم يُكرِّسون حياتهم للآب، وتسكنُ الكلمةُ في قلوبهُم، وهم يسعون لإرضاءِ العليِّ في كُلِّ شيءٍ. وهو لا يتخلى عنهُم أبداً، وعندما يُصلّون، يُستجاب لهُم.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز