رسالة اليوم

19/11/2018 - المكافأة تأتي من الربِّ

-

-


عَالِمِينَ أَنْ مَهْمَا عَمِلَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الْخَيْرِ فَذلِكَ يَنَالُهُ مِنَ الرَّبِّ، عَبْدًا كَانَ أَمْ حُرًّا. (أفسس8:6)


لقد وردَ في إِنْجِيلُ لُوقَا (2:12): لَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ. فالله يعرف أدقَّ التفاصيل وكلَّ خفيَّات القلبِ، حتى أصغر الكائنات المجهرية والفيروسات. الربُّ يعرفها كلَّها جيداً. لهذا يجب أن تكون نوايانا حسنة تجاه كلِّ شيئ. والانسان المسيحي الذي يستخدم الخداع في أعمالهِ التّجارية واضعاً خططاً كاذبة لتحقيق أهدافه أو ينجرف بأفكارٍ خاطئة، بلا شكّ سوف يندم نتيجة محاولاته في يوم من الأيام.

إنَّ النّظرة غير النقية تفصلنا عن الربِّ. لذا يجب على كلِّ عازبٍ أن يبحث عن نصفه الآخر كي يتزوج؛ كما ينبغي على المتزوجين تجنُّب النَّظر إلى الجمالِ العالمي، لأنَّ الذين ينظرون برغبةٍ نجسة يسقطون فعلياً في قلوبهم. أَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ بِقَصْدِ أَنْ يَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ! (متى28:5 )

والآن كلُّ شخصٍ لديه هذا الميل يجب أن يصلّي، ويطلب من الربِّ أن يسيطرَ على رغباتهِ، لأنّ يسوع علّمنا قائلاً: سِرَاجُ الْجَسَدِ هُوَ الْعَيْنُ، فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ بَسِيطَةً فَجَسَدُكَ كُلُّهُ يَكُونُ نَيِّرًا (متى22:6).


لذلك تنجح أعمالُ الجحيم في بعضِ هجماتهم ضدَّ أولاد الله، لأنَّ الكثيرين يمتلكون رغباتٍ خاطئة، يعيشون في حالةٍ مزدوجة: إذ يبدون قدّيسين ظاهرياً، لكنَّهم في الدَّاخل قذرون. وهكذا قد عرفَ المسيحُ طبيعة الإنسان السَّاقطة ولم يكن بحاجة لأن يخبره أحدٌ عن الإنسان عندما كان المسيح هنا في العالم.

لم يفقد الربُّ قدرته على مساعدتِنا، وهو لا يمسك دفتراً وقلماً ليسجِّل لنا الخطايا التي ارتكبناها. ولا يتجاهل الأمور الحسَنة التي نصنعها أبداً. وعندما نضعُ هذا في عين الاعتبار، لا داعي للقلق بشأن الأفعالِ الخاطئة التي فعلناها سابقاً، لأنَّ الإنسان بعملٍ جيِّدٍ واحد فقط، قادر أن يعيش في جو آخر ولن يبقى لدينا الوقت للتفكير في الخطيئة. لذا أعطِ نفسك لله واِعمل أعمالاً صالحة. وفي اليوم الأخير ستندهش من مكافأة الربّ لك.


قد يعتبر الشَّخص نفسه دون أهمية بغضِّ النَّظر عن موقعِه في المجتمع، إذ ليس لديه ما يعطيهِ للآخرين؛ لكن لنا عند الله أهمية كبيرة لأنَّه خلقنا على صورتهِ ومثالهِ، وجاء إلى العالم منجِزاً الخلاص الإلهي للبشريّة. لذلك يجب علينا أن نسعى إلى مرضاة الآب، وهكذا سننال المكافأة كأيِّ مؤمنٍ آخر عندما يأتي اليومُ الأخير.

لا تنسَ أنَّ يسوع قد وعدنا بالمكافأة لقاء كأسِ ماء بارد لأحدِ هؤلاء الاصاغر. ومن خلال السّلوك الصَّالح ستنعكس صورة الربِّ الذي جالَ يصنع خيراً ويشفي المتسلط عليهم إبليس في كلِّ مكان. فقبل كلِّ شيء اِخرج من الدَّينونة وامتلِئ بالبركة وافعل الخير لأنَّ الله أمين ويفي بجميعِ وعودهِ.




محبتي لكم في المسيح

د. سوارز