رسالة اليوم

17/11/2018 - مُكَافَأةُ ٱلصِّدِّيقِينَ

-

-

 

لِأَنَّ سَوَاعِدَ ٱلْأَشْرَارِ تَنْكَسِرُ، وَعَاضِدُ ٱلصِّدِّيقِينَ ٱلرَّبُّ. (مزامير 37: 17)

 

كثيرٌ من الناس الذين يعتبرون أنفسهُم أفضلَ من الآخرين (في بعضِ الحالاتِ، كما يبدو لهُم) يَخدعهم الشرّ على النَحو التالي: إنّهم يَعتمدون على قُدراتهم الخَاصة، ونتيجةً لذلك لا يَرون أي حَاجة للثقةِ بالرَّب. ولكنْ، مَا لا يعرفونهُ هو أنّ عَطايا الله ستعمل بشكلٍ أفضل إذا احترموا كلمتهُ وآمنوا بها. فبدونها يفتقدون الكثير في هذهِ الحياة، وفي الأبديةِ حيثُ يخسرون بالكامل. وبعد كُل شيء، إن خياراتنَا التي نتّخذها هُنا، يُمكن أن تُبعدنا عنْ الله إلى الأبد، وتأخذنا إلى المُعاناة في الجحيم.

أولئك الذينَ يعتقدون أنهُم أذكى من أي شخصٍ آخر - حتى منَّ الخالقِ نفسه - هُم مخدوعين جداً بلا شك. فمهما كانَ الإنسانُ ذكياً ويُمكنهُ تحقيقُ الكثيرِ بنفسهِ، سينمو ويكونُ أكثر أثماراً إذا فعل ذلك من خلالِ الحكمةِ الإلهيةِ. وهُناك من يُسلمون للهِ قليلاً، ولكنْ هَذا لا يكفي لجلبِ الكثيرِ من الفائدةِ لهُم، لأنّ الرَّبَّ لا يَجِدهُ إلا أولئك الذين يبحثون عنهُ بكلِّ قُلوبهم (إرميا 29: 13).

يَخدعُ الشَّيْطان الإنسان ويَجعلهُ يظن أنه تفوّق بَسببِ مجهودهِ، وبذلك يعتمدُ كُلُّ شخصٍ فقط على المعرفةِ. إن وجودَ روح الشرِّ في النفسِ، يضعُ الفرد في وضعٍ خطيرٍ، لأن الشَّيْطان لا يدخلُ قلب أحد عن طريقِ الصُدفة. فهو لا يأتي إلا ليسرقَ ويقتل ويُدمر النفس (يوحنا 10: 10 أ). لذلك، فأنهُ من الأفضل لأولئك الذين يَخْلُّصون، التَخلص من أي شرٍّ في أسرعِ وقتٍ مُمكن.

تُعرف هَذه الخَطيئة بالشرّ. وفقط الأشرّار يحتفظون بِها فلي قلوبهم، أو بَعضُ الناس الذين يدْعون أنهُم خُدام الله. والذي تُسيطر عليه تِلك الخطيئة هو دَائماً في حالة تمردٍ ضدَ الرَّبّ. وكغَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا (مزمور 7:42أ)، يُصبح الأشرار أكثر خَطر من الجحيم نفسه. ونتيجةً لذلك، لا يَتطلبُ الأمرُ العَناء حتى يُسيطر الشرِّير على الشخص ويجعلهُ يرتكبُ أخطر الجرائم، حتى القتل.

بينما، يعتمد ٱلصِّدِّيقِينَ على ما وعدهُم به الله، وحتى لو اِعتقدوا أنهم أفضل من مُعظم الناس، فإنهُم يفضلون الثقة بالله. فهُم لديهم الحكمةَ التي يفتقدُها الآخرون، ولذلك عِند أقل تجربة يرفعون أصوتهم ويطلبون المُساعدة من العليِّ؛ وبِسببِ ذلك لا يفقدون سلامهم، ولا يرضخون لأي إغراءات (يعقوب 4: 7).

يُدافع الرَّبّ عنْ ٱلصِّدِّيقِينَ وكل الأشياءِ في حياتهم تسير للأفضل. فهم لا يَستسلموا أبداً للإحباط، وفي جَميع الأوقات، يكونوا خَداماً للرَّبّ. فبالنسبة لهم، لا يُوجد شيءٌ مثل مُعاكسة الظروف ولا يُوجد حل. ولا يَتراجعون أبداً في المعركة، لأنهم يَثقون أن الرَّبّ سائرٌ أمامهُم. والجُبن هو فعلٌ غيرُ موجودٌ في قاموسِهم. وعلاوةٌ على ذلك، فهم دَائما أصدقاءٌ مُخلصون وصَادقون. وهَذا النوع من الناس يَحتاجهُم العالم ومَلكوت الله.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز