رسالة اليوم

14/11/2018 - نَتِيجةُ عَمَلِنَا

-

-

 

لِأَنَّكُمْ أَنْتُمْ مَجْدُنَا وَفَرَحُنَا. (1 تسالونيكي 2: 20)

 

لقدْ دَعانا الرَّبُّ الإله للقيام بالعملِ الأكثرِ أهميةٍ في كُلِّ العُصورِ – وهو الكرازةُ للبعيدين. ولا يُمكنُ مقارنةُ هَذا العَمل بأيِّ عملٍ إنساني آخر في العَالم. إنّ الأشخاص الذين يَعملون على مُساعدة وإنقاذ أولئك الذين يَبقون لسَاعاتٍ أو أيامٍ تحت الأنقاض، بسببِ الهزّاتِ الأرضيةِ أو الزلازل يَقومونَ بعملٍ رائعٍ. والأطباء الذينَ ينقذون أرواحَ أولئكَ الذينَ يَتعرضونَ للحوادثِ أو الذينَ هُم في حاجةٍ شديدةٍ للعلاجِ أيضاً يقومونَ بعملٍ رائعٍ. لكنَّ الذي يُنقذ الناس من الهَلاك الأبدي يفعل أكثر بكثير من ذَلك. أن في عملِ الخلَّاص قيمةٌ أعظم وأكبر من الأعمالِ الأرضية.

لقدْ أعطانَا الله نفسَ المِسحةِ التي أعطاهَ للرَّبّ يسُوع، لكي نَتمكن من إنجاز هَذه المُهمة النَبيلة بِنجاح. ولقد أرسلنَا لإنقاذِ المَساكين من مَخالبِ العدُّو، ولكنْ ماذا فَعلنا نحنْ؟ هل من المُمكنِ أن نَستهين بِالسُلطةِ الإلهية ونَنخرط في المَشاريع التجارية، والشهوات المُحرمة والأنشطة السياسية الغير قانونية؟ لماذا نَتجاهل العَمل الأساسي الذي طلب مِنا الرَّبّ القيام بهِ؟ في يومٍ من الأيام، سَنحسب الخِبرات التي تلقيناها على أيدي الأكاديميين. ولكنْ، ما هو الحِساب الذي سَتقدمه إلى الله؟

نحنُ نعترفُ بأنّ كنيسةَ الرب قدْ أصبحت أي شيءٍ أخر، سوى بِيتِ الله، وهَذا شيءٌ مؤسف. لمْ تعُد الشياطين مُقيدة، وبالتالي مَلكوت الله لا يَصل إلى البَعيدين. لقدَ اخترعنا وعلمنا الناس فلسفةً دينية، ليسَ لهَا قوةُ الرَّبِّ. فهل هَذا هو ما أمرنا الرَّب أن نفعلهُ ؟ هل كان يجهل ما الذي كان يَتحدث عنهُ، عندمَا أمرنا بأن نَكرز بالإنجيل ونَستخدم قوتهُ لشفاءِ المرضى، ولتحرير المَأسورين وإنقاذ المَفقودين وتعميدهُم لكي يتم خَلّاصهم (متى 10: 8 ، مرقس 16 :15)؟ ففكر في الأمر.

يكون مصيرُ الملايينِ من البشرِ على المِحك عِندما نِكرزُ: فإذا كُنا نَعظُ بالحقيقةِ وقوُّة الرَّبّ، فسوفَ نُخلصهم. ولكنْ إذا قُمنا بتوجيه رِسالتنا لأغراض خاصة بنا، فإن مصيرهُم هو الهَلاك الأبدي. هل هَذه هي دَوافعنا، أم أننا سمحنا بِدخول أشياءَ غريبة عنْ طريق العدو لينفذ ما يريدهُ؟ استيقظي، كنيسة يسُوع! افتحوا أعينكم يا أبناء الله! أنت خادم للرَّبّ، فأفعل فقط ما يقولهُ لك! وسَيأتي وسَتُعطي حسابَ وكالتك (2 كورنثوس 10:5).

قال الرسُول بولس، الإنجيلي العظيم لكنيسةِ المسيح الأولى، إنهُ يشعرُ كأنه أم تُعاني من آلام الولادةَ (غلاطية 4: 19)، وهي الآلام التي تشعُر بها المَرأةُ في المِخاض. من حالةٌ الألم التي كان يعيشها - بِالصلوات والصَيام والتكريس - لإعلانِ ملكوتِ الله لشعبهِ. هل هذا ما حدث معك أيضاً ؟ عليك أن تُفكر في ذلك، لأن عَمل الآب في جِيلنا هَذا، يَعتمد علينا فقط. والرَّبّ جَاهزٌ لعملِ المُعجزات، كشفاء المَرضى، وفك المَأسورين، والتدخل في الطبيعة. ولكنهُ في الوقت نفسه يَنتظرُ إرادتنا. إنهُ يحتاج إلى أقدامنا وأذرعنا وأفواهنا وكُل شيء نَملكه ليعمل.

هل فكرت في المَجد الأبدي والفرح؟ الغني لنْ يكونَّ قادراً على أخذ ذَهبِك وحِكمتك المستوحاة من ثقافةِ مُجتمعكَ، بينما أنت يُمكنك أن تَأخُذ حياتهُ لتكون مجداً وفرحاً لكَ، وبذلك ستكونوا سُعداء للأبد. بغضِّ النظر كائناً من كنتَ، اِبدأ القيام بفعل الإرادةِ الإلهيةِ باسم يسُوع. ولا تدع أيَّ شخصٍ يَهلك!

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز