رسالة اليوم

13/11/2018 - مَحَبةُ الله للخدّامِ

-

-

هَكَذَا إِذْ كُنَّا حَانِّينَ إِلَيْكُمْ، كُنَّا نَرْضَى أَنْ نُعْطِيَكُمْ، لَا إِنْجِيلَ ٱللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لِأَنَّكُمْ صِرْتُمْ مَحْبُوبِينَ إِلَيْنَا. (1 تسالونيكي 2: 8)

إنّ أحدَ أعمال الله العظيمةِ ومحبتهِ لنا، أنّه سكب في قلوبنا القوّة لمحبةِ بعضنَا البعض. وعلى الرُغم من أننا من عَائلاتٍ وثقافاتٍ مُختلفةٍ، إلا أنهُ عندمَا نَتعرفُ على أحدِ أعضاءِ جسدِ المِسيحِ يُصبحُ عَزيز عَلينَا. صَحيح أننا في بعض الأحيان نُواجهُ أناساً يُحاولون أبعادَ الخرافِ عن الحَظيرة، لكنَّ روح الله يُظهرُ لنا على الفور إنهم عِبارةٌ عن ماعزٍ بريةٍ وخَطيرةٍ. والشيءُ الرائعُ هو أنه بوجودِ هذهِ الحقيقةِ لا يُمكنُ لحُبنا أن يَفتُر.

إنّ ما يجعلنا نشعُر بمحبةِ الرَّبِّ نحو الأعضاءِ الآخرين في جَسدهِ شيءٌ لا يُمكنُ تفسيرهُ. إنه قويٌ لدرجةِ أننا نَبتهجُ بالنَّصر الذي يُحرزونه ونحزنُ على الهزائم التي يُعانون منها، لأننا نشعرُ كما لو كُنا نَحنُ. وعندما يفقدَ الذين يعيشون في الجسد مثل هَذا الشعور، فإنهم سَيفكرون في أذيتنا، لذلك من المُستحسن أن لا تفعل أية خَطيئة، حَتى لا يشعُر أحد بالإهانة، وبالتالي لن يستطيع الشَّيْطان من منعك من الدُخول إلى النُور. (1 تسالونيكي 22:5).

لا يجبُ أن تكون حَذراً عِندما تفعل ذَلك، لأنّ كثيرين قدْ يشعرون أن هَذا الحُبّ هو حُبٌّ جسدي، مِثل ذلك الشائع بينَ البَعيدين، وهُناك أيضاً خطر أن يَراك شخصٌ جديدٌ في الإيمانِ وأنت تَسقطُ في الخطيئةِ. لقد قال بُولس إنه لنْ يأكل اللحم ثانيةً، لكي لا يَعثر أخاهُ (1 كورنثوس 8: 13).

النوايا الطيبة والسِّمات الحَسنة الأخرى هي عَلاماتٌ تُميز المُخلَّصين، عن أولئكَ الذين لنْ يَدخلوا من الباب الضَيق والطريق الصَعب، لأنهُم دَائماً يُحبون أولئكَ الذين يَمنحونهم شيئاً ما في المُقابل. وهذا النوع من الحُب أناني - إذا يُمكن أن لا نسميه حُب على الإطلاق. بينما الحبّ، هو ونحن أحياناً نحنُ نُكرس مُعظم وقتنا للصّلاة من أجلِ أخوةٍ لنا نحنُ لا نعرفهم حتى، أولئك الذين يُعانون من بعضِ الصُعوبات، وعندمَا يخرجون مِنها مُنتصرين، فإن فرحتنا تكتمل.

إن الحقيقة هي أن محبةَ الله لا تقودنا فقط لإعلانِ الإنجيل، ولكنْ أيضاً، لأن نفهم أرواحنا. وإنهُ لأمرٌ عظيمٌ أن يُدرك الناس كمْ نحنُ أنقياء ومُقدسين، وليس لنا أي عِلاقةٍ بالشرّ الذي ينتشر في العالمِ اليوم. أمَا أولئك الذين يَعيشون حسبَ الجسدِ فهُم يفعلون شرًّ عَظيماً، لهُم ولجميع الذينَ يتعاملون مَعهم. ولا يَخدمون الله حقاً، وأيضاً يَمنعوننا من رُؤية البركةِ التي يُريد الرَّبّ أن يَسكبها على حَياتنا.

صّلاتي هي أن تَنسكب مَحبة الله في قلبك. لأننا نُكمل بَعضنا البَعض، وسَنحفظ، إذا كان إخوتنا الآخرون يَزدادون في الحُب الإلهَي. هُوَذَا مَا أَحْسَنَ وَمَا أَجْمَلَ أَنْ يَسْكُنَ ٱلْإِخْوَةُ مَعًا! لِأَنَّهُ هُنَاكَ أَمَرَ ٱلرَّبُّ بِٱلْبَرَكَةِ، حَيَاةٍ إِلَى ٱلْأَبَدِ. (مزمور 133)!

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز