رسالة اليوم

12/11/2018 - لنَتَكلَّمْ عَنْهُ كَمَا يَجِبُ

-

-

 

مُصَلِّينَ فِي ذَلِكَ لِأَجْلِنَا نَحْنُ أَيْضًا، لِيَفْتَحَ ٱلرَّبُّ لَنَا بَابًا لِلْكَلَامِ، لِنَتَكَلَّمَ بِسِرِّ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ أَنَا مُوثَقٌ أَيْضًا،كَيْ أُظْهِرَهُ كَمَا يَجِبُ أَنْ أَتَكَلَّمَ (كولوسي 4: 3-4)

 

لقد تعلمتُ أنّهُ كلّما اقتربَ الشّخصُ من الله، أصبح أكثرَ اعتماداً عليه. وأولئك الذين يَعيشون في الوجودِ الإلهي، لديهم مِيزةٌ تميزهم عنْ الآخرين - فهُم مُتواضعون، ونظرتهُم مقدسة، وأفكارهم دائماً في عمل الله، ولا يرون في الآخرين شراً، وهُم يرون الخُطاة كأشخاصٍ يحتاجون إلى المُساعدةِ. وأما الذينَ يعيشون بَعيداً عنْ الرَّبّ يشكون دَائماً في أن الآخرين يعيشون في الخَطيئة، وهُم لا يثقون في أي شخصٍ، ويعتبرون أنفسهُم أفضلُ من غيرهِم. وما ينبغي عليك فِعلهُ هو أن تُصلي من كُلِّ قلبك إلى الرَّبِّ وتتأمل في الكتابِ المُقدس.

لقد نجحَ الشَّيْطان في إبعادِ الكثير من المُخلَّصين عن الطريق الصَحيح، وأسوأُ شيءٍ هو أنهم لا يُدركون ذلك. وإنها لمأساةٌ تحدثُ في الوقتِ الذي فيه يعملُ الرُّوحُ القُدس في جميع أنحاءِ العَالم، والمَلايين من الأشخاص البَعيدين يفتحون قُلوبهم للحقيقةِ ويَتحررون من سَيطرةِ الظُلمةِ. وهُناك أبناءً للرَّبِّ يسيرون عَكس الاتجاه، وكُلُّ ما يهمهم هو الملابس التي سَيرتدونها، والسَيارةَ التي سَيشترونها، والرحلة التي سيذهبون إليها والكثير من الأشياء الأخرى.

إنّ كُلَّ من لا يَعيشُ حَياة الصَّلاة، يقعُ في حيلِ العدوُّ. ولا يُدركُ الكثيرون أنّ هذا يَحدثُ معهم. فيا أخي، كلما كان الشخصُ بعيداً عنْ النور، كُلما كان من الصعبِ عليه رؤية الحقيقة، ونتيجةً لذلك، تمرُ الأيام ولا ينجزُ هؤلاءِ الأشخاص أي شيءٍ. وتجدهم بالكاد يبدؤون في مشروعٍ ما، حتى ينتقلون إلى مَشروعٍ أخر، يَجعلهم يَتخلون عنْ المشروع الأول لتجربة شيءٍ جديد. فإذا كُنت واحداً منهُم، أطلب من الله أن يَفتح فِكرك. لأنه بالرغم من كونك قريباً جداً منهُ، إلا أنك لمْ تعرفهُ بعد، وهَذا هو السبب في أنك ضائعٌ مثل أولئك الذين لم يسمعوا عنْ يسوع أصلاً.

أطلب من الله أن يَفتح لك الأبواب التي يُريدك أن تمُر بها (لوقا 11: 10). ويَجبُ على كُلِّ شخصٍ أن يسعى جاهداً ليَستخدمهُ الرَّبّ، سواء بكلماتٍ أو بأفعالٍ. فلا يوجدُ شيءٌ أفضل وأكثر بركةٍ من الحَديثِ عنْ سرِّ المَسيح. وذلك بمخالطةِ الأشخاصِ البعيدين. فكُنْ حذراً فيما تتعلمه من خارجِ الإنجيل، لأنهُ بالتأكيد ليس من عندِ الله، وبالتالي لا يُمكن أن يكون شيئاً جيداً. وفقط أولئك الذين يعرفون الحقّ يَسيرون مع يسُوع، ولديهم مَا يُقدمونهُ، لأن لهُم عِلاقةٌ مع الرَّبِّ. فلا تنسى أن كُلَّ مَولودٍ من الجَسدِ جسدٌ هو، ولا ينفع لشيء.

إن الذين تم خلاصهم يعرفون ما أعدهُ لهم الرَّبُّ يسُوع. واِهتمامهم هو أن يَصِلوا للفهم الكامل لسرِّ الله المُقدس. وعلاوةً على ذلك، قُلوبهم مُحملة بثقلٍ كما لو كان على أكتافهم عبء، وذلك لأنهم بحاجةٍ دائمةٍ للحديثِ عن الحقّ للجميع. وعندما يسمعون أن أحدهُم قد مات دون خلَّاص يشعرون أنهُم فَشلوا. لذلك، فإن المُهمة الرَئيسيةَ لهُم هي إظهارُ سرُّ المَسيحِ. وإذا كنت لا ترى أي شيءٍ مُميزٍ في ذلك، فهذا يعني أن عَينيك لمْ تُفتح بعْد، وبالتالي سَتظل في الخطيئة وتحت نَير العدُّو. لذا صلّوا إلى الرَّبّ واطلبوا مِنهُ أن يُعطيكم الفَهم الضروري لكي تَتكلموا عنهُ كما يَجب!

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز