رسالة اليوم

11/11/2018 - أيَنَ تَعِيشُ؟

-

-

 

إِذًا إِنْ كُنْتُمْ قَدْ مُتُّمْ مَعَ ٱلْمَسِيحِ عَنْ أَرْكَانِ ٱلْعَالَمِ، فَلِمَاذَا كَأَنَّكُمْ عَائِشُونَ فِي ٱلْعَالَمِ؟ تُفْرَضُ عَلَيْكُمْ فَرَائِضُ ؟ (كولوسي 2: 20)

 

خلق الله الإنسان على صُورتهِ وشبههِ، وذلك ليَسير مَعهُ ويَعيش في مَحضرهِ. ولكنْ، عندما أخطأ آدم طُرِدَ من محضر الله. واليوم يَجبُ على أولئك الذين تتغيّر حياتهم، ويَتركون الإنسان الأول، أن لا يَقبلوا أن يُحرَموا من مَحضر الرَّبّ، لِأَنَّهُ كَمَا فِي آدَمَ يَمُوتُ ٱلْجَمِيعُ، هَكَذَا فِي ٱلْمَسِيحِ سَيُحْيَا ٱلْجَمِيعُ. (1 كورنثوس 15: 22). إنّ حال الذين لمْ يقبلوا الرَّبّ سيكون مأساوي، وبالتالي حتى لو كانوا مُتدينين ويجتهدون للقيامِ بالأعمالِ الصَالحة، فلنْ يَحصلوا على المُساعدة الإلهية في أوقاتِ الشدةِ (يوحنا 3: 36 ؛ 1 يوحنا 12:5).

يَحتاج أولئك الذين ولدوا مرة ثانية إلى إدراكِ أنهُ لأنهم قَبلوا الربَّ يسُوع كمُخلّص، ماتوا عن الخطية. وبالتالي عنْ الألم والمَرض والفقر والأعمالِ الشرِّيرة الأُخرى (رومية 6: 1-11). فبموتِ المسيح على الجُلجثة، حرّرنا من قبضةِ سُلطانِ الظُلمة، وبذلك لا يجبُ أن نخضع لتجارب الشرِّير ثانيةً. لأنهُ بالولادةِ الجديدة قُمنا بتعطيل أعمالِ الإنسانِ العتيقِ ووضعناها على الإنسانِ الأخير. ولكنْ لكي نَحصُل على البركات لما فعلهُ يسوع من أجلنا، من الضروري أن نُقاوم أكاذيبَ الشَّيْطانِ التي يَنشُرها في جميعِ أنحاءِ العالم، وإلا سَنكونُ مجرَّدَ أشخاصٍ قد غُفرت خطاياهُم فقط، ولا نختلف عنْ الآخرين – سِواءَ تم خَلّاصهم أم لا.

إذا قبلتَ الرَّبَّ يسُوع كمُخلِّص، عَليك أن تؤمن بأنك مُيتٌ بالفعل معَ المَسيح. وفيما يَتعلق بالتعليم التي فيها يفعل الناس أشياءَ مُحاولةً لإرضاءِ الله، فهي ليست سوى خِداع. وفي الواقعِ، فإن أولئك الذين يُولدون في عَائلةِ اللهِ هُم أحرارٌ من أي دَيِّنٍ على البَشريةِ، إِذْ مَحَا ٱلصَّكَّ ٱلَّذِي عَلَيْنَا فِي ٱلْفَرَائِضِ، ٱلَّذِي كَانَ ضِدًّا لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ ٱلْوَسَطِ مُسَمِّرًا إِيَّاهُ بِٱلصَّلِيبِ، (كولوسي 2: 13-14). لذلك، لا تَخضع لأي مَطلبٍ ديني. بلّ كُنْ قوياً وأرفض أي تعليمٍ صَنعه أي شخصٍ. لأن هَذه الأشياء لهَا شكلُ التقوى، لكنهَا قاسية وشَيطانية.

أقبل فقط مَا تقولهُ كلمةُ الله لأنها تأتي من شفاه الشَخصُ الذي يَستطيعُ أن يُساعدنَا على العيش حياةً مُنتصرةً وإلى الأبد (2 تيموثاوس 3: 16-17). ومع الاستنارةِ التي يُعطيها لنا الرُّوحُ القُدس نَستطيعُ أن نفهمَ ما يقولهُ الكتابُ المُقدس. يفعلُ بعضُ البشر الكثير من الأشياءِ بسبب شغفهم للوصولِ إلى الخالق، ولكنها لا تعمل، لأنها ليست من الرُّوح. وبدون رؤية الرَّب سيسقطُ الإنسان في كُلِّ مواقفٍ.

من المُهم جداً أن تعرف ما إذا كُنت تعيشُ في العَالم أو في مَحضر الله (1 يوحنا 2: 15-17). فأولئك الذينَ يعيشون في العالم لا يَهتمون إلا بالأشياءِ المَادية؛ وتُسيطرُ عليها رَغباتُ الجَسدِ، وتقودهُم التَعاليمُ البشريةُ والتدّينُ. إن غير المُؤمن يَعيش في حَالةٍ من الصَراع الرُّوحي، لأنّه مازال يُقاد من قبلِ سُلطانِ الهواء، ولذلك فهو عُرضةٌ لارتكابِ أسوء الخطايا (أفسس 2: 2-3). ومن الجانب الأخر، يَجبُ على كُلِّ الذين تم خَلاصهُم أن يَبتعدوا عنْ الأشياءَ العديمةِ الفائدةِ والتي أخترعهَا أُناسٌ لم يَتقابلوا معَ الله. لأنهُ من يَعرفُ الرَّبّ يَكتفي بِكلمتهِ.

 

محبتي لكم في المسيح 
د. سوارز